-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مولود أدبي جديد للمؤلف سليم عبادو عن دار خيال

“الكنّاس”…رواية عن مكابدة تاجر بين وادي سوف والعاصمة

ع.ع
  • 810
  • 0
“الكنّاس”…رواية عن مكابدة تاجر بين وادي سوف والعاصمة
أرشيف

صدرت حديثا رواية “الكنّاس”، للطبيب سليم عبادو، عن دار خيال للنشر والترجمة بالجزائر، وتحكي عن تأثيرات القرارات الاقتصادية المتقلّبة والمتضاربة، على تجارة وحياة رجل بسيط من وادي سوف، امتهن التجارة أبًا عن جدّ، وكيف كابد للتأقلم مع تلك القرارات الارتجالية كي تدوم تجارته، لكن دون جدوى، إلى أن أفلس في الأخير ورهن حتّى محلّ جدّه.

لم يتحمّل التاجر العبء والضغط النّفسي الذي يُمارسه المجتمع السّوفي على كلّ من وقع له ذلك من أمثاله، فاختار الهرب والاختباء عوض مواجهة الأمر الواقع، وانتقل للعيش بالجزائر العاصمة، لأنّ لا أحد يعرفه هناك. عمِل حمّالا بسوق الخضر ببوفاريك حتّى أشفقت عليه موظّفة بالبلدية، فتدخّلت عند رئيسها ليُوظّفه كعامل نظافة (كنّاس) بشوارع العاصمة بعد أن كان تاجرًا مرموقًا في بلده الأصلي، مع كلّ ما تحمله الصورة الإنسانية من مأساة ومعاناة نفسيّة له ولعائلته بسبب هذا التطوّر الدراماتيكي المفاجئ والمؤسف الذي آلت إليه حياتهم.

وذات مرّة وهو يُنظّف الشوارع، عثر على كنز ثمين، وقبل أن ينجو به، قبضت عليه صاحبة الكنز السّاحرة (مشعوذة الحيّ) بوكا، لتُهدّده وتسترجعه منه على مضض، ثمّ تُشفق على حاله، وتطرح عليه تحدّ إن هو نجح فيه تُعطيه عشر قطع ذهبيّة للويس الرابع عشر، وهنا يدخل في مغامرة مع حيوات جيرانه، محاولا مساعدتهم في حلّ مشاكلهم، ليظفر بالذهب الموعود من عند بوكا الساحرة.

يستيقظ الكنّاس في الأخير فيجد أنّ كلّ ذلك كان حلمًا، لكنّه استفاد من تجربته أيّما فائدة، فقد انقشع الغيم من أمام عينيه، واتّضح له الطريق من جديد بعد ارتباك وعدم استقرار نفسيّ، فقرّر أن يعود لبلدته مدينة الوادي ويُكافح من جديد من أجل نفسه وسمعة أبيه وجدّه ومن أجل امرأته وأبنائه، فينجح هذه المرّة، ويُصبح في ظرف وجيز من جديد ضمن وجهاء المدينة.

تتناول الرواية أيضًا تاريخ وادي سوف، كيف تمّ إعمار المنطقة بالسكّان، وكيف كافح هؤلاء السكّان للعيش في منطقة حارّة وجافة جدّا تفتقر إلى الماء والكلأ، وكيف حوّلوا العرق الشّرقي من أرض قفار إلى جنّات من النّخيل، وتحكي أيضًا عن كيفية تشكّل الكثبان الرّملية وتحرّك حبيبات الرّمل فيها، واتّجاهات الرياح، وكيفية إنشاء الغيطان وصيانتها، ورفع الرّمل منها، وتحكي أيضًا عن الأمثال الشّعبية فيها والحكم.

للإشارة، فإنّ المؤلّف طبيب وكاتب وناشطٌ مُجتمعي، وُلد في 07 أكتوبر 1969 بقمار ولاية الوادي، له عمل أكاديمي سابق، ومجموعتين قصصيتين موسومتين بـ: “قُطوفٌ واخِزة” و”هزيز الصّمت”، ويُعتبر هذا المُنجز عمله الرّوائي الأوّل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!