-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المؤامرة‮ ‬عند‮ ‬أنوفنا‮!‬

الشروق أونلاين
  • 2119
  • 0
المؤامرة‮ ‬عند‮ ‬أنوفنا‮!‬

الأنباء الواردة من أقاصي الجنوب وفيافي الصحراء الكبرى تقول أن عناصر الجماعات المسلحة الجزائرية المتواجدة بالمنطقة قد دخلوا في معارك عنيفة مع مجموعات مسلحة من توارق مالي بشمال هذا البلد، سقط فيها العديد من القتلى والجرحى. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: كيف يحدث هذا، ويقتل عدد كبير من المسلحين التوارق، والجماعات السلفية المسلحة القليلة الموجودة في هذه المنطقة إنما موجودة للإختفاء والفرار وتفادي الموت والوقوع في الأسر بعد أن قلت حيلها وندر عددها نتيجة الحصار المحكم من كل جهة والضربات القاصمة التي مافتئت تتلقاها‮ ‬على‭ ‬أيدي‮ ‬جيش‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬مالي‮ ‬والنيجر‮ ‬وليبيا‮ ‬وقوات‮ ‬الأمن‮ ‬الجزائرية‮ ‬والمتمردين‮ ‬التشاديين‮ ‬وحتى‭ ‬الجيش‮ ‬الموريتاني؟‮!‬
سالم‮ ‬زواوي

وإذا ما أضفنا إلى هذا ما يدور من أحاديث وأقاويل، حيث انضمام عرب مالي إلى هذه الحرب على الجماعات المسلحة التي تكاد تكون وهمية، والإشارات الصادرة من هنا وهناك حول دعم الجزائر لعرب وتوارق مالي بالأموال والأسلحة المتطورة، فإن الأمر يصبح أشبه بموامرة واسعة النطاق على المنطقة لا تضاهيها إلا المؤامرة التي تمّت على أفغانستان والعراق وتتم على السودان انطلاقا من دارفور غير البعيد من هناك، خاصة وأن مبادرة التوارق والعرب بالهجوم على العناصر المسلحة الجزائرية يتم بدون علم أو تنسيق مع السلطات المالية على الرغم من الإتفاقيات‮ ‬المبرمة‮ ‬مع‮ ‬هذين‮ ‬الفصيلين‮ ‬المتمردين‮.‬
أي أنه يبدو أن هذه الحوادث المتكرّرة والعنيفة تجري في إطار المخطط الأمريكي لمكافحة الإرهاب الدولي بهدف بسط نفوذ الولايات المتحدة على هذه المنطقة بخلق ذرائع وأسباب التدخل المباشر بحكم ما تتضمنه من موارد طبيعية من بترول وغاز وحديد وأورانيوم ومعادن ثمينة تضع أمريكا عينيها عليها منذ مدّة طويلة في إطار نظامها الدولي الجديد وإقامة قواعد لترصد ما تسميه تحركات الإرهاب والقاعدة حتى أنها لم تعد تخفي نواياها في الهيمنة المباشرة على بترول إفريقيا لتعويض بترول الشرق الأوسط الذي يشوب استغلاله الكثير من المشاكل السياسية والأمنية والاقتصادية مع العلم أن البترول الإفريقي وبقية الثروات والموارد الإفريقية الأخرى تتركز في هذه الرقعة المترامية الأطراف التي تسمى الصحراء الكبرى، حيث تجد أمريكا أنظمة ومسؤولين ورؤساء يريدون تقديمها على طبق من ذهب لأمريكا مقابل شراء ذممهم من خلال العمل‮ ‬على‭ ‬تنفيذ‮ ‬مشروع‮ ‬إقامة‮ ‬دولة‮ ‬للتوارق‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المنطقة‮.‬
الوجه الآخر لهذه المؤامرة هو ما يجري منذ سنوات بشرق هذه الرقعة في منطقة دارفور السودانية وعلى الحدود مع تشاد وهو كذلك ما اتخذته سلطات النيجر منذ يومين من قرارات خطيرة بطرد أكثر من مائة ألف من عرب المحاميد من النيجر إلى الأراضي التشادية.
وهذه كلها عوامل يمكن أن تنجر عنها كوارث إنسانية قد تتجاوز الكوارث التي شهدتها منطقة البحيرات الكبرى ورواند والكونغو وما يشهده إقليم دارفور اليوم فيصبح لا مناص من التدخل الأمريكي المباشر تحت مختلف الذرائع والدواعي التي توفرها مثل هذه الأوضاع.
وإن المثير في كل هذه الزوابع والمعامع التي تجري عند أنوفنا هو سكوت السلطات الجزائرية وعدم تحركها بأي شكل من الأشكال لحماية مصالح الجزائر الحيوية الطبيعية والمشروعة الكثيرة في هذه المنطقة، خاصة منها المصالح الأمنية والاقتصادية والتعاونية مع دول المنطقة التي‮ ‬تعتبر‮ ‬المعبر‮ ‬الفريد‮ ‬لتبادل‮ ‬استغلال‮ ‬الموارد‮ ‬الهائلة،‮ ‬خاصة‮ ‬منها‮ ‬المحروقات‮ ‬عبر‮ ‬الأنابيب‮ ‬وتسويق‮ ‬الغاز‮ ‬الطبيعي‮ ‬للبلدان‮ ‬الصحراوية‮ ‬وتلك‮ ‬الواقعة‮ ‬جنوب‮ ‬الصحراء‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬يتطلب‮ ‬الحد‮ ‬الأدنى‮ ‬من‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!