-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عاصمة الحضنة ترتدي ثوب الحداد

المئات يشيّعون ضحايا مجزرة المسيلة

أحمد قرطي
  • 4600
  • 5
المئات يشيّعون ضحايا مجزرة المسيلة
ح.م

وُوريت، السبت، جثامين الضحايا الأربع للمجزرة التي ارتكبها عون الشرطة الجمعة، الثرى بمقبرة الأشياخ بالمسيلة، في أجواء جنائزية مهيبة، بحضور جمع غفير من المواطنين والسلطات المحلية والمنتخبين والجهات الأمنية على رأسهم عميد أول للشرطة محمد حساين رئيس أمن الولاية الذي أدى واجب العزاء والمواساة، وشارك العائلة هذا المصاب، وسط حزن وأسى الحاضرين، الذين بدت ملامح التأثر عليهم، من هول الفاجعة والمأساة التي كان بطلها شرطي أطلق عيارات نارية على شريكة حياته وعائلتها بكل برودة أعصاب وسلم نفسه لمصالح أمن الولاية.

المئات من سكان مدينة المسيلة، كانوا في الموعد، ولم يتخلفوا عن توديع عائلة “بن الذيب”، على الرغم من الظروف الصحية الراهنة وتفشي فيروس كورونا، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، وتقاسم الحزن والأسى مع الأقارب والجيران في هذا المصاب الجلل، الذي تجاوز حدود الولاية، وكان حديث العام والخاص، وشغل الرأي العام الوطني منذ الساعات الأولى لتواتر هذا الخبر.

وشاءت الأقدار، أن يكون من آثروه على غيره، من الرجال وزوجوه فلذة كبدهم، أن يكون وراء هذا الفعل الذي اهتز له الكل بعد ما تقاسم معهم فطور الصباح يوم الفاجعة، وبعد ما كانوا يأملون أن تكتمل فرحة زواج إيمان بمن اختارته فارس أحلامها ورفيقها في الحياة بعد أشهر قليلة من الزفاف ولباس الفستان الأبيض، الذي سرعان ما ارتدت نفس اللون رفقة والديها وشقيقها الأصغر ولكنه كفن أبيض وتحولت الأفراح إلى أحزان.

شاء الله أن يتجاور الزوجان وابنيهما ويتقاسما أمتارا تحت التراب بمقبرة الأشياخ غير البعيدة عن مقر سكنهم، بعد ما كانوا يتقاسمون بيتا واحداً وسقفا واحدا ويتقاسمون رغيف الخبز ويعيشون مع بعض يشهد لهم الكل بالطيبة والأخلاق الحميدة، لكنهم في لحظات وجيزة غادروا الحياة الدنيا مع بعض وعلى يد شخص واحد وبأداة واحدة.
شاء المولى عز وجل، أن تدفن إيمان بجوار والدتها، وتدفن معها أحلامها وأمانيها، وأن يرقد زكرياء صاحب 16 ربيعا جنبا إلى جنب والده محمد، مثلما كان يعطف عليه في حياته ويحضنه بعد العودة من عمله الشاق والمتعب كميكانيكي، يسعى إلى توفير لقمة عيش حلال لإطعام عائلته الصغيرة.

تغيب العبارات وترتجف الأيادي وتبكي العيون، في وصف تلك المشاهد التي ودع على اثرها سكان عاصمة الحضنة عائلة بن الذيب، رغم الإيمان بقضاء الله وقدره، خيره وشره، إلا أن صورة الابن الوحيد الذي كان يعيش مع أسرته سعيدا بشقيقته ووالديه خرج في صبيحة اليوم الذي وقعت فيه الجريمة متجها إلى عمله إلى أن نزل عليه الخبر الحزين، وجد نفسه فجأة وحيدا في الدفتر العائلي، ولم يقو حتى على الوقوف على رجليه من هول الصدمة والفاجعة، شأنه شأن الجد الذي لا يزال تحت الصدمة وعيونه تبكي وقلبه مفجوع ومكلوم برحيل من كانوا يؤنسونه ويملأون عليه البيت حبا وابتسامة ومرحا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • شوية عقل

    لو رأيتم حال الشرطي القاتل الآن لوجدتموه يعض أصابعه: ماذا فعلت؟ أربعة أرواح تنتظرني في الآخرة وتمسك بي وتقول يا رب هذا قتلنا! ماذا فعلت، جنيت على نفسي بسجن لمدة طويلة، بعيدا عن أهلي، عن أحبابي، عن أولادي، عن حريتي... ماذا فعلت!
    هذا حال كل من أقدم على جريمة في وقت الغضب، في وقت سيطرة الشيطان، في وقت قلة الوازع الديني، انظروا لحاله اليوم، يبكي دما بدل الدموع، لكن أين كان عقلك؟ أما قال الامام كل أسبوع إحذر القتل؟ إحذر الغضب؟ أما سمعت من الكبار، من المسؤولين، من الاعلام تحذيرات؟ أين كان عقلك؟ لو كان مغيبا فأنت الجاني، لو كان بعيدا عن الله فأنت الجاني، من ينسى دين الله يندم ندما كبيرا.

  • dzair

    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

  • ديار الغربة المرة

    ماذا تنتظرون و متى يعدم هذا النذل المجرم الخبيث ?
    اربعة أرواح مرة واحدة ؟
    عن أي حكم تتكلمون؟

  • عبد الرحمان مبىروك اليزي

    يسلم نفسه لأنه متأكد من أن الدولة تحميه من القصاص ومن ورائها المنظمات الإفسادية في العالم

  • صنهاجي قويدر

    هل نزل في القرآن شيء يحرم ذكر سبب القتل ؟؟ الناس كلها تبحث عن السبب وانتم تصولون وتجولون وتلفون وتدورون وتتركون القارئ في حيرة من امره