-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مَن وراء نشرهن المحتوى الهابط؟

المجتمع ضد أزواج المؤثرات الماجنات وحملة لمحاربتهم

نسيبة علال
  • 1981
  • 0
المجتمع ضد أزواج المؤثرات الماجنات وحملة لمحاربتهم
بريشة: فاتح بارة

يتزايد عدد السيدات اللواتي يقتحمن صناعة المحتوى الهابط، على مواقع الإنترنت، يستعرضن جمالهن المصنع، يرقصن بأجساد شبه عارية، ويسعين إلى نشر وترسيخ أفكار سامة بين نساء المجتمع، ما يدفع إلى التساؤل حول نوع أزواجهن، الذين يسمحون بهذا الانحلال، ويرضون بظهور زوجاتهم على هذا الوضع أمام ملايين المتابعين، بين متنمرين ومغازلين وساخطين بعبارات السب والشتم والإهانة لزوجاتهم ولهم.

رفضُ المجتمع الجزائري هذه الفئة من الرجال، الذين لا يأبهون بصورة زوجاتهم على المواقع، راجع إلى الموروث القيمي المتجذر لدى الجزائريين، المبني أساسا على حرمة الشريعة الإسلامية، الحياء والأعراف الاجتماعية القوية، التي تصنع شخصية الرجل، من قوامة على المرأة، وحماية لعرضها، وحرص على صورتها المحتشمة.. هذا، ما تؤكده الخبيرة الاجتماعية، كريمة رويبي، من خلال حديثها للشروق العربي: “انتشار المحتوى الهابط، سب وشتم وانحلال خلقي ودعوة إلى التحرر.. من قِبل سيدات متزوجات خاصة، في نظر المجتمع الجزائري المحافظ، راجع إلى تسامح وتساهل فئة من الرجال، وعدم ممارستهم دورهم المنوط في ضبط وتقويم سلوك المرأة، وانسياقهم خلف أفكار التفتح والتحضر الخاطئة. لهذا، نجد الجميع يحاربهم، ويلقون عليهم اللوم في أخطاء وفضائح زوجاتهم، لأنهم، باختصار، يعملون بصفة مباشرة على السماح بتغيير طبيعة المجتمع الجزائري الإسلامي المحافظ، إلى مجتمع متحرر منحل، به العديد من التجاوزات الأخلاقية التي تضر به”.

“الداندو”، “الديوث”.. وصف عميق خادش لأزواج تخلّوا عن رجولتهم

ظهر مصطلح “الداندو” في الواجهة، مؤخرا، ليضاف إلى أوصاف خادشة قبيحة، مثل “الديوث”، “قليل الأصل”.. وزاد استعمال هذه الأوصاف، مع تفشي انتشار وجوه جديدة على المواقع يوميا، متزوجات وعزباوات، يصورن مقاطع تحتوي كلمات بذيئة ورسائل خطيرة مخلة بقيم المجتمع، من داخل منازلهن، حيث يفترض أن يكون هناك رجال يحفظون الحرمة، بحسب رأي الوناس، رب أسرة: “إذا استشعرت المرأة عدم قوامة زوجها، وسيطرت هي عليه، بحيث لا يمكنه لومها وأمنت عقوبته، خرجت عبر شاشة هاتفها لتنشر لبناتنا وزوجاتنا أفكارها السامة.. فالخطر الحقيقي، لا يكمن فيها فقط، وإنما في زوج أو أب أو أخ، أعطاه الله القوامة فتخلى عن رجولته”.

الفظيع في الموضوع، هو ظهور هذه الفئة رفقة زوجاتهم وأخواتهم، وبناتهم وحتى أمهاتهم، كاسيات عاريات، يتعمدن إظهار أدق مفاتنهن، أو يرقصون على أغان ماجنة في السيارة، ما يوحي إلى بقية نساء المجتمع بأنهن محرومات من الدعم، وتستمر المقارنة بين العفة والانحلال والسعادة المزيفة، التي تظهرها هؤلاء المؤثرات، من خلال نشر نمط حياتها المتحرر مع زوجها، وسفرها واللحظات الرومنسية مع الروتين الذي تعيشه أغلب سيدات المجتمع، ما يهدد صورة الرجل الجزائري القح، الذي يتميز بغيرته وشهامته وحرصه.

يقول خليل: “لو أن الأمر إليّ، لتفننت في عقاب كل “ديوث” يستعرض زوجته ونساء بيته على المواقع، ويسمح لهن بإفساد نساء المجتمع، لكني أكتفي بمحاربتهم عبر المواقع، بالتبليغ والوصف الخادش، علهم يهتدون، وأعلم أن كثيرا من الشباب مثلي..”

المال والشهرة سحبت قوامتهم

تكاثر المؤثرات الماجنات اللواتي يلقين الدعم من أزواجهن وإخوتهن، يدعو الكثير إلى التساؤل عن هدف هؤلاء؟ في الوقت الذي يصرحون، هم أنفسهم، بأنهم يسعون إلى المال وتكوين الثروة أولا، مهما قيل فيهم وعنهم، ثم إلى التسويق لنمط حياتهم حتى يظهر للجميع على أنه حرية شخصية وتحضر، وأن من يخالفهم داخل المجتمع معقد مكبوت.. لكن، مجرد انتفاضة الرجال ضد هؤلاء وظهور وعي كاف لمحاربتهم عبر المواقع، سرّع من تحرك الجهات الأمنية المخولة بردعهم قانونيا، للحد من الفاحشة والوقوف دون إفساد المجتمع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!