المخزن مع الصهيونية ظالمة أو.. ظالمة
ترى، كيف يشعر المواطن المغربي البسيط، ووكالات الأنباء العالمية بما فيها الصهيونية، تصدمه بخبر رسوّ سفينة إسرائيلية أخرى، ليست الأولى وقد لا تكون الأخيرة، محمَّلة بالأسلحة الفتاكة التي ستستعمل في تقتيل إخوتهم في الدين واللغة والمصير في فلسطين ولبنان، بميناء طنجة، بعد أن رفضتها موانئ جارتها في الضفة الشمالية إسبانيا التي لا تجمعها بفلسطين ولبنان لا دين ولا لغة ولا مصير مشترك؟
أكيد، أن ما يقوم به النظام المغربي هو ظلمٌ لشعبه، قبل أن يظلم الشعب الفلسطيني. ويمكن وضع المملكة المغربية، بمخزنها الحاكم، الآن، ضمن الكيانات القليلة التي تمنح هذا الكيان الدفء والطمأنينة.
في قضية أحداث أمستردام الناجمة عن مباراة كرة، من المفروض أن تبدأ باللعب وتنتهي به، كان لبعض المغاربة الجرأة لتأديب جمهور من الكيان، ظل طوال تواجده في العاصمة الهولندية، يسبّ بالقول وبالفعل كل ما هو عربي، وبدلا من الافتخار بالقوة الدفاعية المزيجة بالنخوة، أجبر المخزن الجالية المغربية في هولندا، على الاعتذار لليهود والتبرُّؤ من حالة الدفاع ومن الشرف، ضمن سياسة المخزن الخاضعة والخانعة إلى حدِّ الحضيض لكل ما هو صهيوني.
بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، غير آبهٍ بأطماع المخزن، في مناسبتين، في نار العدوان على غزة ولبنان، عندما حمل بيديه خارطة العالم العربي، وهو يشرح آماله في التوسُّع، معترفا بخارطة الصحراء الغربية دون الاعتراف بآمال توسُّع حليفته في شمال إفريقيا، وبدا المخزن آبها بأطماع الصهاينة في مناسبتين، عندما احتضن سفنا حربية صهيونية كانت في طريقها لارتكاب مزيد من التقتيل والدمار على أبناء فلسطين.
وعندما أظهر موقع “مارين ترافيك”، المختص في تتبع حركة السفن، بالصورة والصوت، رسوّ سفينة السلاح بميناء طنجة، نفض المغاربة قبل غيرهم أيديهم، يأسا من مخزن لم يرفض فقط الوقوف إلى جانب المتألّمين من أبناء فلسطين، وإنما تواجد مع الطرف المعتدي، بالقلب واللسان واليد.
يشعر بعض المغاربة الأحرار بأن نظام المخزن الذي يحاول أن يجعل شعبه عبدا لنزوات العرش، هو نفسه يرتضي بأن يكون عبدا للدول والكيانات الاستعمارية الكبرى، بما فيها البالية مثل فرنسا، والمهلهلة مثل الصهيونية. والقول إن الكيان الصهيوني قد يردّ له الجميل في أيِّ طارئ عسكري قد يحدث مع الجارة الجزائر، هو ضحكٌ على الأذقان، لأنه لم يحدث في التاريخ وأن ساهم يهودي وصهيوني بدولار واحد، أو بقطرة عرق واحدة، ولن نقول قطرة دم واحدة، في أي معركة قريبة أو بعيدة عن أرض فلسطين، التي حلم بها ويحتلّها، حتى ولو شاركت في هذه الحروب حليفته وراعيته الأولى الولايات المتحدة الأمريكية أو حاضنته بريطانيا، كما حدث في حربي أفغانستان والعراق أو حرب المالوين في الأرجنتين.
وفي أحسن الأحوال، سيكون الكيان الصهيوني ضمن المتفرِّجين على مخزن يبتلع الهزيمة وعرش مملكة ينهار، ضمن سياسته المعروفة والمدوَّنة في القرآن الكريم التي خاطبوا بها النبي موسى- عليه السلام-: “اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون”.