-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صرخة جديدة من المغرب بغطاء التعاون الأمني

المخزن يبحث عن منافذ للتواصل مع الجزائر

محمد مسلم
  • 54689
  • 2
المخزن يبحث عن منافذ للتواصل مع الجزائر
أرشيف

يحاول نظام المخزن المغربي الإبقاء على جسور التواصل مع الجزائر، تحت أي مبرر، رغم مرور ما يقارب السنة على القرار القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية، وإعلان الجزائر عدم استعدادها للتعاطي مع أي وساطة لإعادة العلاقات الثنائية.

آخر “صرخة” من هذا القبيل، جاءت على لسان حبوب الشرقاوي، مدير “المكتب المركزي للأبحاث القضائية”، والذي دعا الجزائر إلى التعاون مع مملكة المخزن المغربي في المجال الأمني بما يساعد على محاربة ما سماها “التنظيمات الإرهابية” في منطقة الساحل والصحراء، وعلى وجه الخصوص في كل من مالي والنيجر.

ومنذ شهر أوت 2021، لم يعد هناك تواصل دبلوماسي بين البلدين، بعد استدعاء الجزائر سفيرها في الرباط، عبد الحميد عبداوي، ورافق ذلك عقوبات مؤلمة لنظام المخزن المغربي، منها منع الطائرات المغربية أو المسجلة باسم المغرب من التحليق فوق الأجواء الجزائرية، ثم وقف إمدادات الغاز عبر الأنبوب العابر عبر ترابها باتجاه إسبانيا، ومن ثم حرمانها من 97 بالمائة من حاجياتها من الغاز.

ومما زعمه الشرقاوي في حوار لصحيفة مغربية أن “عدم تعاون الجزائر مع المغرب في المجال الأمني، يسهم في تقوية شوكة التنظيمات الإرهابية مثل داعش والسماح لبقية التنظيمات الأخرى لتوسع من تواجدها، ولملمة صفوفها وإعادة الانطلاق من جديد”.

وتحدث المسؤول المغربي عن الإرهاب في منطقة الساحل، ولاسيما في دولتي مالي والنيجر، وقال إن الجزائر لديها امتداد جغرافي مع هذين البلدين اللذين يعانيان من انتشار جماعات إرهابية، وحاول تقديم انطباع بأن هذا المعطى يفرض عليها (الجزائر) التعاون أمنيا مع المغرب، لمحاربة الإرهاب في المنطقة، في ربط يبقى غير مفهوم، بالنظر لموقع المغرب الجغرافي من هذين البلدين.

وكان اللافت في كلام المسؤول بنظام المخزن المغربي، حديثه عن وجود روابط جغرافية بين الجزائر وبعض الجماعات الإرهابية.

وفي الوقت الذي يصر الطرف الجزائري على طي ملف العلاقات الجزائرية المغربية، يصر الجانب المغربي على الإبقاء على جسور التواصل تحت أي مبرر، وهو الأمر الذي يثير أكثر من تساؤل حول هذا الإصرار، الذي يعني من بين ما يعنيه أن الرباط لا تزال تأمل في حدوث تقارب عله يعيد الامتيازات الضائعة التي كانت تتمتع بها قبل الخريف المنصرم، عندما كانت الرباط تتمتع بريع الغاز الجزائري.

كلام المسؤول المغربي جاء بعد أقل من أسبوع من الزيارة التي قامت بها، إيمانويلا كلوديا دال راي، المكلفة بملف الأمن في منطقة الساحل لدى الاتحاد الأوروبي، إلى الجزائر، والتي حاولت من خلالها استمالة المسؤولين من أجل المشاركة في جهود بروكسل لمحاربة الإرهاب في المنطقة.

المسؤولة الأوروبية لم تزر المغرب بعد فراغها من زيارة الجزائر عائدة إلى بروكسل، وهو ما جعل المسؤولين في نظام المخزن يشعرون بأنهم غير معنيين بالمساهمة في الجهود الأوروبية لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل، فحاولوا لفت الانتباه وعرضوا الخدمات على من يهمه الأمر.

وتقوم وجهة النظر الأوروبية على رؤية مفادها أن مملكة المخزن لا تربطها أي حدود مع منطقة الساحل والصحراء، لأنها تفصلها عن هذه المنطقة دول مثل الجزائر وموريتانيا والجمهورية العربية الصحراوية، ومن ثم فالرباط غير معنية بالأمن في منطقة الساحل، وإن حاولت عرض خدماتها على الاتحاد الأوروبي وأمريكا، من خلالها تنظيمها ملتقى مراكش حول الإرهاب الشهر المنصرم، والذي حاولت من خلاله حرف النقاش عن الإرهاب إلى الترويج لأطروحة الحكم الذاتي، التي ولدت ميتة كما قال عمار بلاني، المكلف بملف الصحراء الغربية في وزارة الخارجية.

ويرى مراقبون أن نظام المخزن يبحث عن أوراق يتفاوض بها مع الشركاء الأوروبيين والغربيين عموما في مجال محاربة الإرهاب، ولذلك لم يتوقف عن مطالبة الجزائر بالتعاون الأمني معه، عله يعثر عما يبحث عنه، ولاسيما بعد التغيرات التي طرأت في منطقة الساحل، بسقوط أنظمة موالية لفرنسا حليفتها في المنطقة، وتنامي العداء في دول أخرى بالمنطقة للوجود الفرنسي، وزاد ذلك إغلاق الجزائر المنافذ عليها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • هشام من مراكش

    الاصل في العلاقات هو المودة و حسن الجوار. السعي إلى تحسين العلاقات حكمة و تبصر و ليس ضعف. اللهم الف بين قلوبنا جميعا.

  • عبد الرحمان الجزائري

    مسكين امير المؤمنين هبلتوه