-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مظاهر مؤسفة في عيد الأضحى وروائح كريهة في كل مكان

المدن تغرق في القمامة!

زهيرة مجراب
  • 3971
  • 23
المدن تغرق في القمامة!
ح.م

احتفل الجزائريون على غرار باقي المسلمين بعيد الأضحى المبارك، ومثل كل سنة غصت الشوارع بعد الصلاة بالعائلات التي اتخذت من الطرقات ومداخل العمارات مذابح في الهواء الطلق، مخلفين قاذورات ونفايات في الشوارع وروائح كريهة في مشاهد باتت تتكرر كل أضحى.
لم تجد النداءات ولا التحذيرات التي أطلقتها الوزارات ومؤسسات التنظيف ولا حتى الجمعيات، في إنقاذ العاصمة من أنهار الدماء وأكوام النفايات في أول يوم من عيد الأضحى، بعد ما تحول الذبح في الشوارع والطرقات طقسا أساسيا وجزءا من مظاهر العيد.

مواطنون يحولون أحياءهم لمذابح في الهواء الطلق

مباشرة بعد الانتهاء من الصلاة، احتل الشباب المواقع الإستراتيجية من الأحياء، حيث يقيمون، والتي تكون في الغالب قريبة من الحنفيات والبالوعات، ليغادروا المكان بعد الانتهاء تاركين الدماء ومخلفات المعدة والأمعاء “الدوارة”، ملقاة على الطريق ليحرص المواطنون على حمل ذبيحتهم للمنزل، تاركين الأحياء وسلالم العمارات تعج بالأوساخ والنفايات. ولأن العيد تزامن مع فصل الصيف، فقد بدأت الروائح الكريهة “الجيفة” في الانبعاث سريعا، فخلال جولتنا في الكثير من أحياء العاصمة على غرار القبة، حسين داي، باش جراح، عين النعجة، الشراقة، بوزريعة، فقد كانت المشاهد متشابهة، مخلفات الذبح واضحة من دماء متحجرة على الأرصفة، وبقايا الأمعاء في محيط البالوعات.
وكان شباب “الفايسبوك” قد أطلقوا حملة قبيل العيد، تحث المواطنين على اقتناء الأكياس البلاستيكية ووضع النفايات فيها بعد الانتهاء من عملية النحر، غير أنها بقيت منحصرة على الواقع الافتراضي فقط، تاركين الطرقات في وضعية كارثية.

ذباحون يفرضون زيادات في الأسعار هذا العام

فرض الذباحون زيادات جديدة في الأسعار هذه السنة، فبعدما كانت العملية تتم بـ1500 دج في السنوات الماضية، أصبحت هذه السنة بـ2000 دج. وأكد لنا أحد الذباحين خلال حديثنا معه بأن الذباح هو الذي يتنقل للحي الذي يقيم فيه المواطن يوم العيد، مما يعني تكلفة إضافية لقاء التنقل، فالخروج صبيحة العيد مغامرة لخلو الشوارع من سيارات الأجرة وجميع وسائل النقل الأخرى. فمثلا هو نحر أول أمس، 4 أضحيات في القبة، برج الكيفان، زرالدة، لذا كان يجد مشقة في التنقل إليهم، مضيفا بأن غالبية الزبائن يستعجلون الذباح، فيرغبون في التخلص من المهمة قبيل منتصف النهار، حتى يتسنى لهم تناول وجبة الغداء رفقة عائلاتهم وذويهم. وبخصوص السعر، ذكر محدثنا أن ثمن الذبح 2000 دج، أما السلخ 3000 دج، معترفا بأن الجزائري يرفض النحر في مساء اليوم الأول من العيد أو اليوم الموالي، لأن في معتقده الذبح بعد الصلاة فقط.
في الوقت الذي تنحر فيه العائلات الكباش، هناك أخرى تفضل نحر العجول والبقر، وهي العملية الأخرى التي عرفت زيادات في الأسعار أمام قلة الإقبال عليها خوفا من الحمى القلاعية، فقد تراوحت الأسعار ما بين 15 و20 ألف دينار، وتستوجب هذه العملية حسب المختصين المساعدة حيث يجند لها 3 أو 4 رجال أو يحملونها للمذبح “الباطوار”.

“تشويط بوزلوف” وتقطيعه “أدوميسيل”

أصبحت خدمة “أدوميسيل” مغرية للكثير من الزبائن، فقد استغلها بعض الشباب لعرض خدماتهم في “تشويط البوزلوف”، حيث تنقلوا للمساكن، حاملين معهم معداتهم المتمثلة في قارورة الغاز، “الشاليمو”، “الشاقور”. فثمن “تشويط البوزلوف” وتقطيعه مقابل 500 و700 دج حسب حجم الخروف، ليتبقى على ربة البيت غليه وطبخه فقط. وأطلعنا أحد الشباب الذين اتخذوا من العملية مصدر رزق لهم بأن الإقبال كبير هذه السنة، واستقبل العديد من الاتصالات، فبعد ما كان “التشويط” إشكالية للمرأة الغارقة في المهام يوم العيد، الآن تخلصت من هذا العبء الثقيل، مواصلا بأنهم في السنوات الماضية، كانوا يجوبون الأحياء الراقية، أما حاليا فبعد ما وضعوا إعلاناتهم في “الفايسبوك” و”واد كنيس”، تلقوا اتصالات من مختلف الأحياء حتى الشعبية منها، وقد تجاوز عدد الرؤوس التي حضرها صبيحة العيد فقط 17 كبشا، والعملية تستمر معهم طوال اليوم الأول والثاني، فهاتفه لم يتوقف على الرنين واستقبال طلبيات جديدة.

مسلسل “الهيدورة” المتعفنة يتكرر هذه السنة

لم يتمكن الإجراء الجديد الخاص بجمع الجلود والذي أعلنت عنه وزارة الصناعة، في إنقاذ شوارع المدن والأحياء من الجلود “الهيدورة” المتعفنة والملقاة في الشوارع وروائح “الجيفة” المنبعثة منها، ورغم أن مؤسسة “ناتكوم” قد خصصت حاويات باللون الأصفر، وتم الترويج لهذه المبادرة عبر أمواج الإذاعة والعالم الافتراضي “فايسبوك”، إلا أنها لم تتوافر عبر جل أحياء العاصمة مثل ما يفترض أن تكون، وهو ما جعل المواطنين يتركونها ملقاة على الأرصفة وبالقرب من العمارات مثل ما تعودوا دوما، مما عجل بصعود روائح “الجيفة” والتعفن خلال مساء اليوم الأول، زاده غياب رجال النظافة وتماطلهم في رفع النفايات سوءا.

لا أثر لفرق البياطرة المتنقلة في الأحياء

عبر جل المواطنين عن امتعاضهم من غياب فرق البياطرة المتنقلة عن أحيائهم والتي تم الحديث عنها قبيل العيد، فقد اضطر الكثير ممن ارتابوا في حالة الرئتين، وساورهم الشك في سلامة الأضحية لحملها لمذبح العاصمة بـ”رويسو”، حتى يعاينها البياطرة المتواجدين فيه بعد ما قطعوا الأمل من قدوم تلك الفرق. ولم يخف مواطن من حسين داي، غضبه من عدم توافر بيطري وهو الذي تفاجأ بوجود خراجة “أبسي” في شاته، واحتار في كيفية التعامل معها، وبعد تنقل في الأحياء لم يكن من حل أمامه سوى الاتصال بأحد بياطرة “الفايسبوك”، فشرح له كيفية إزالتها باستعمال البث المباشر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
23
  • الشيخ عقبة

    معذرة لعشرين 20 ، التعليق لم يكن ردا على تعليقه ، معذرة ثانية

  • الشيخ عقبة

    20 ( إذا كان كلام الجاهل دواءا فالموت أرحم ) خاص العمشة غير لكحل ( المدارس عاجزة عن بنائها وتجهيزها ، 50 تلميذ في القسم وزجاج النوافذ مكسر والمراحض منعدمة وتبني مئات المسالخ لأستعمالها مرة واحدة
    في السنة ؟ حاب نكفر أشوية واحشمت منكم ماشي من ربي العالمين فهو غفور رحيم ) أشحال انمسلخ تبنيه باه تكفي هذا الهاجوج وماجوج ؟ الجهل واعر بزاف .

  • taher

    ا لقرعة او لقرع

  • ABDOU

    اذا أردنا حلا لأضحيات العيد نهائيا . علينا بأقامة مسالخ ABATTOIRS على مستوى كل بلدية وحسب عدد السكان.

  • العمري

    طقس من الطقوس البدائية، كل الشعوب تخلت عنه الا المسلمون؟
    كيفما قلبت هذا الطقس لن له شيئا ايجابيا واحد: هدر للثروة الحيوانية، تبذير للمال وترف في غير محله، أمراض ،تشويه للمدن التي تتحول الى مذابح في الهواء واسطبلات تنبعث منه الروائح الكريهة، قرط متناثر في الاحياء وأصوات النعاج تتعالى من الشرفات . فعلا نحن لسنا خير أمة أخرجت للناس بل أكثر أمة ضحكت منها الأمم. لو كل واحد منا يجلس مع نفسه بعص الوقت ويفكر لوجد أن هذا الطقس لا يجلب عليه وعلى أمته الا المهازل والمشاكل ،والتخلي عنه في مصلحته ومصلحة أمته لأنه في الاخير عادة وليس عبادة وتقاليد لا عقيدة و "حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله" كما يقال

  • وناس فرنسا

    السبب الرئيسي لظهور ميكروب ما يعرف بالكوليرا هو الاوساخ والقذورات المكدسة في
    كل مكان وتنتشر الكوليرا في الدول التي فيها الحروب نتيجة أنقطاع الماء وأنسداد قنوات
    الصرف الصحي تكاثر الأوساخ مثل اليمن حاليا أما الكوليرا في العاصمة والولايات المجاورة
    فهذا مؤشر خطير بين كيف تدحرجت الجزائر وأصبحت في نفس مستوى النيجر وتشاد
    وبعض الدول الأخرى المصابة بالكوليرا

  • الصريح الواضح

    تعرضت لأنتقادات شديدة من طرف بعض متخلفي الفكر وانعدام البصيرة يوم قلت أني حورمت من شراء قارورة ماء بسبب أمتناع أصحاب المحلات التجارية بحجة وقت صلاة الجمعة التي تدوم أحيانا ساعتين وحدث يوم العيد أن أستنجد بي أحدهم لمساعدته على الحصول على الدواء لأخته المريضة ولم نتمكن لعدم العثور على صيدلية مفتوحة والنتيجة توفت المريضة عليها ألف رحمة.( نحترم ونتمسك بطقوس لا تستحق الأحترام بل المحاربة لخطورتها ونحارب مايتطلب الأحترام لضرورته )

  • الواضح الصريح

    أرى أن الأهم العمل مستقبلا على توعية الشعب بهدف التوقف على الأستمرار في القيام بمجازر جماعية لإتلاف الثروة الحيوانية بشكل خطير يضر بالصحة العامة والأقتصاد الوطني والبيئة والحياة العصرية عملا بممارسة العادات والطقوس البدائية الجد مسيئة والتي أصبحت مساوئها أكبر من محاسنها .

  • BOUMEDIENNE

    هذا دليل علئ ان المجالس البلدية، ومديريات البيئة، وحتى المصالح الولائية، لم ترقى بعد الئ تسيير مثل هذه الوضعياة.
    ولقد لاحظ الجميع في اغلب الاحياء، عبر الوطن تكذس النفايات المنزلية، والجلود التي وضعت من طرف المواطنين علئ الارصفة ولم تجد من يجمعها.
    فلماذا تجمع الجلود عبر ستة ولايات نموذجية، وتترك 42ولاية؟
    واذاكانت الدولة لا تتوفر علئ هياكل لاستقبال هذه الكمية الكبيرة ومعالجتها، فلماذا لا ينفذ برنامج استعجالي لانشاء هذه الوحدات الصناعية، لامتصاص كل الكمية من الجلود حتئ لا تضيع،؟؟؟

  • dzair

    المدينة الذكية؟؟؟؟؟؟؟

  • chamharouche

    من القرن السابع و انتما معيدين مازال افريتوهاش مع شوية هيدورات صوف و ثلاثة بعرات هههههه ياخي حالة ياخي كل عام داود يزيد يعاود يعميها ...

  • جزائري

    هذا هو العيد و النحر. كيف تريدونه أن يكون؟ أن تنحر الشاة في المستشفى في غرفة العمليات؟ و الروائح ستزول مع مرور الوقت كما زالت روائح العام الماضي.
    نطلب فقط من كل مواطن أن ينظف المكان الذي نحر فيه لأن النظافة من الإيمان. عيدكم مبارك وكل عام و أنتم بخير.

  • التمدن و الحضارة

    الإسلاميون و المحافظون في الجزائر أصابتهم عقدة من التمدن و التحضر، لأنهم يعتبرونها صفات مرتبطة بفرنسا و ماركة مسجلة بإسمها ، فيلجأون إلى البداوة و التخلف ظنا منهم أنهم يعادون فرنسا بهذا الشكل ، إنهم لا يعرفون أن التحضر والرقي صفات الشعوب المتقدمة في أوروبا و أمريكا وكندا و اليابان و ليس حكرا على فرنسا

  • yahia

    من الامر بإماطة الأذى عن الطريق الى رمي الاماطة او الزبالة في الطريق الى اين نحن ذاهبون؟ من الأخلاق الأساسية في الإسلام خُلُق إماطة الأذى عن طريق المسلمين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الإيمان بضعٌ وستون شُعْبَة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”، ومعنى ذلك أن إماطة الأذى عن الطريق جزء من الإيمان. ويقول عليه الصلاة والسلام فذَكَرَ إماطة الأذى عن الطريق وهو عمل مجتمعي عام وهذا ليُرَسِّخ في أذهاننا أن إماطة الأذى عن الطريق قُربةٌ حقيقية إلى الله،

  • الواضح الصريح

    7 الإرهاب والفساد هو الأساس ( المشكل عام ولا يخص العاصمة واحدها ) ليست المزابل المنتشرة بفعل عجز مصالح البلدية المكلفة فحسب بل كذلك البطالة والنقص في التحصيل المدرسي بسبب الأكتضاض وانتشار السرقات والأعتداءات وسوء الأخلاق والدعارة والأمراض المختلفة،إنما جاءت كلها من التسيير الفاسد الذي أدى إلى نشوء حزب الفيس المحل أساس تكوين الجماعات الإرهابية التي كانت السبب الرئيسي في تهجير سكان البوادي والأرياف إلى المدن هروبا من التقتيل الذي شرعت فيه الجماعات الإرهابية واستمرارية الفساد .

  • غير الكدب

    الشعب خامج ينضف دارو و يرمي في الزنقة و البلدية ما يخدموش كيما لازم المسؤولية تقع على الجميع والصحافي تاع الشروق يكتب واش شاف تحت دارو و يعمم على كل الجزائر كرهتونا بالخرطي

  • Kahina

    اذا اردتم العودة الى سبعينيا ت القرن الماضي يوم كانت العاصمة لؤلؤة يجب ترحيل الغزاة لاريافهم الذين اتو للعاصمة و انقضو على السكنات الجديدة و تركو مزارعهم و ممتلكاتهم هناك و جلهم اما من المدية او جيجل لان اصحاب الريف من المستحيل ان يتاقلمو في المدن و احسن دليل هو ما يحصل عندنا اليوم .

  • الواضح الصريح

    هي صورة مجسدة للمزابل المتراكمة في رؤوس الممتازين من الجهلاء فقهاء الدجل والشعوذة موجهي سياسة ساستنا الميامين .

  • مواطن

    المدن فبل العيد = مزبلة....المدن بعد العيد= مزبلة.... و منه نستنتج أن الشعب موسخ و ليس العيد اللي وسخلنا مدن نتاوعنا..كاين بعض الناس راهم ينتاقدوا في العيد و الدين فأقول لهم أن المدن على طول العام راهي موسخة و ليس في يومي العيد فقط.. و الدليل لا نسمع أبدا أن مدينة دبي و أبوظبي غرقت في الهيدورات يوم العيد و لا نسمع أن مدن ماليزيا الجميلة غرقت في روائح الدم و لا نسمع أن اسطنبول راهي فايحة بريحة الوسخ يوم العيد.ولا مدن اندونيسيا ولا مدن الرياض ولا الدوحة ولا الكويت ..غير حنا فقط.الغلطة راهي فينا ..العيد شيء جميل جدا.. و حنا الموسخين هدا ما كان. لازم العقلية تتبدل ..هدا ما كان

  • محمد☪Mohamed

    والله نخليلهم شهر كامل شعب متخلف
    من القرى إلى أكواخ القزدرية حول المدن إلى شقات .... رجعتهم سكان المدن يقول أن من عاصمة
    العروبي غير قابل إلى تطور

  • الواضح الصريح

    ( تلك هي عادات وسنن البلداء الأولين من البشر ) ليست لنا أعياد إنما أفراحا لتلاقاي القمامات وازدهر الروائح الكرهة واستقلال المزابل وحرية الأنتشار على مستوى الوطن . الحياة بدون نظام مثلها مثل الموت البطيء .

  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    السكنة باطل ... تدعيم الاسعار و زيد و زيد حتى الساشيات مدتهم الدولة باش مايخمجوش على الاقل يضعون مخلفات الاضحية في ساشي و يرمونها في المكان المخصص
    الباقي البلبدية و مؤسسات النظافة هي المسؤولة ..... حسب ما رايت في لاتلفاز هناك بلديات قامت بدورها و اخرى غارقة في زبلها

  • عمر

    سبحان الله! الجزائر بلد بحجم قارّة والحكومة تنتهج سياسة بناء العمارات وشقق بحجم 60 متر مربع لتعيش فيها أسرتين أو ثلاثة مثل السردين! وفي عيد الأضحى يذبح المواطنون أضاحيهم في الشوارع وكأننا حيوانات مفترسة!
    لماذا لا تشجع الحكومة بناء سكنات فردية بها أحواش لنشر الملابس وذبح الأضحية والطبخ وغيرها! هل صحيح نعيش في الجزائر المستقلة أين تحفظ كرامة الشعب!!