-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سيد أحمد اقومي في رسالة المسرح العربي للهيئة العربية

المسرح فن الوهم الذي يؤازر الحقيقة ويقف في وجه الأكاذيب

زهية منصر
  • 360
  • 0
المسرح فن الوهم الذي يؤازر الحقيقة ويقف في وجه الأكاذيب
ح.م
سيد أحمد اقومي

اختارت الهيئة العربية للمسرح الممثل القدير سيد أحمد أقومي لكتابة رسالة اليوم العربي للمسرح المصادف ليوم 10 جانفي والذي يتزامن مع فعاليات مهرجان المسرح العربي، المنتظر أن تحتضن القاهرة دورته 11 في الفترة الممتدة من 10 إلى 19 جانفي الجاري.

في الكلمة التي اختار لها اقومي عنوان “المسرح الذي اريد” قال في مطلعها انه جاء الى المسرح لانه كان حلما ولأنه فن الوهم الذي يؤازر الحقيقة ويقف في وجه الأكاذيب، جئت إلى المسرح حين أدركت أن الخيال يستطيع أن يغير الواقع”. ويضيف رفق الكبار على الخشبة قائلا “حين كان التاريخ دجلاً أردت أن أعتلي الخشبة لأقول الحقيقة. لم يكن المسرح بالنسبة لي قناعة فكرية فقط، بل كان إيماناً يلامس الروح. كنت أحمل جمرة المسرح بغبطةِ وفرحِ من يحمل أغلى ”كوهينور” (ماسة) في العالم. المسرح عندي درب سري مدهش قادني إلى ماهيتي، إلى كينونتي الحقيقية؛ لم أكن أمثل، كلا أبداً؛ كنت أعيش، أعيش أسئلتي، عزلتي، حيرتي، دهشتي، تمردي، ثورتي، عذاباتي، فرحي، إنسانيتي، كنت أنهمر على الخشبة بكل كياني، وكان المسرح هو الخلاص.

في كلمته لم يقف فقط اقومي عند مفهوم ودور المسرح في حياته لكنه ايضا قدم خلاصة قصته و مساره مع ابو الفنون كما وقف على واقع المسرح في الجزائر، اذ يقول في رسالته للهيئة العربية للمسرح “دخلت تفاصيل حلمي الذي بدأ في سن السادسة، كان حلمي الوحيد أن أكون ممثلا مسرحيا لا غير. كان المرحوم محمد بوديا ينظر إليّ باندهاش ويقول: ”كيف لشاب فنان ومثقف مثلك ألا يدخل معترك السياسة؟!”، كنت أضحك وأجيبه: ”لقد كذبت على أبي حين وعدته ـ من أجل أن يتركني في الحضرة المقدسة للمسرح ـ أن أكون سفيراً أو محامياً أو طبيباً، لكنني أبداً لم أعده أن أكون سياسيا”. وتابع: ”وقد كنت على الخشبة سفيراً للحلم الإنساني، ومحامياً لكل القضايا العادلة، وطبيباً، يحاول أن يجد دواءً للحماقة البشرية”. وأردف: ”سأعود إلى بدايات هذا الحلم، إلى بدايات المسرح في الجزائر.

بعد زيارات الفرق المسرحية العربية المتكررة للجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي، اكتشفت النخبة الوطنية أن هذا الفن خطير وفعال، يمكنه أن يغيّر ويخلق لدى الجمهور وعياً سياسياً؛ لذا تأسست الفرق المسرحية والجمعيات، وكان هدف هذا التأسيس هو تكريس وعي وطني من أجل تحرير الجزائر من هذه الفرق الفنية لجبهة التحرير الوطني، التي تأسست بتونس، والتي كان يشرف عليها أستاذي المرحوم مصطفى كاتب”

”يتحدث الكثير من المثقفين والإعلاميين والسياسيين ضد العنف اللفظي والبدني الممارَس على بعض الفئات والأفراد، لكنهم يتناسون أو يتجاهلون العنف الذي مورس ويمارَس منذ زمن طويل على الفنان المسرحي، والذي ـ للأسف الشديد ـ لم يصنَّف بعد كمبدع للقيم الجمالية وإنما استُهجِنَ فنُّه بتصنيفه كمهرج – مضحك – عجاجبي”. هذا التصنيف ظلّ مكرساً في اللاوعي الجمعي إلى يومنا هذا، ولهذا ظل الفنان المسرحي في أدني المراتب الاجتماعية. وأضاف المتحدث: ”لقد تنازلت عن لقبي، واخترت اسما مستعاراً سيد أحمد أقومي؛ من أجل المسرح والمسرح فقط، فالمسرح كينونتي وهويتي التي أعتز بها حيثما أكون. وحتى حين أكون في المنفى فإن لي في كل بنايةِ مسرحٍ وطناً، وفي كل خشبة أقف عليها حبل سري يجمعني بأخي الإنسان”

في ذات الرسالة رفع أقومي عرفانه إلى الهيئة العربية للمسرح واستحضر شهداء الخشبة والفن علولة ومجبوبي

وكانت كلمة اليوم العربي للمسرح من المفروض أن تلقيها صونيا، لكن الموت حال دون ذلك ليخسر المسرح العربي والجزائري خاصة قامة من القامات الكبيرة والتي يصعب اليوم تعويضها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!