المسنون يحتلون مخادع الهاتف هربا من البطالة
امتلأت محلات ومخادع الهاتف ـ في الآونة الأخيرة ـ بكبار السن خاصة فئة المتقاعدين الذين يستهويهم هذا العمل حيث وجدوا فيه فرصة مميزة للقضاء على الروتين والملل من جهة، ومن جهة أخرى لكسب بعض المال الذي يعينهم في الحياة اليومية.إلهام بوثلجي
المتجول عبر شوارع العاصمة يلاحظ انتشار نسبة الكهول وكبار السن بمخادع الهاتف ـ الطاكسيفون ـ المتواجدة بها، حيث يفضل العديد منهم استثمار أموالهم في هذا العمل الذي يحتاج إلى الصبر في التعامل مع الزبائن خاصة الشباب الذي يفضل التعامل مع هذه الشريحة من كبار السن لعقلانيتهم وتحملهم لكل الظروف المنوطة بالعمل، على غرار الشباب الذين تراجع اقبالهم على العمل في مخادع الهاتف حيث أعرب لنا بعض الشباب الذين التقيناهم بأنهم لا يحبذون هذا العمل كثيرا لأنه يحتاج إلى المكوث في المحل لساعات طويلة وبالتالي فهو يقيد حريتهم ويجعلهم حبيسي المحل والزبائن. ويتفق الكل على أنهم جيل الشباب لا يستهويهم العمل الدائم في مكان واحد ويهوون التجوال في كل مكان ولا يحتملون البقاء في مكان واحد.
أما بالنسبة لفريد 21 سنة الذي يعمل بأحد محلات الهاتف التي يملكها »السي عمار« بالجزائر العاصمة يقول بأنه يداوم في المحل أثناء الظهيرة فقط، ولا يستطيع أن يعمل من الصباح إلى المساء عكس »السي عمار« 56 سنة فهو لا يكل ولا يمل ووجد في هذا المحل الذي افتتحه منذ قرابة السنة ضالته وسكينته والكل هنا يحبه ويحترمه.
وبغض النظر عن الصبر الطويل الذي يمتلكه كبار السن في التعامل مع الزبائن، إلا أن انتشار هذه الفئة عبر محلات خدمات الهاتف في نظر بعض شباب اليوم تشوبه صعوبة التعامل مع مختلف الأجناس من رجل وامرأة وخاصة المراهقين المزعجين والمشاكسين حيث يقول، سمير 16 سنة، إن فئة كبار السن غالبا ما تكون فئة غير مثقفة إذا نظرنا إلى السن، ولا يستطيعون التعامل مع جيل اليوم من الشباب ـ إناثا وذكورا ـ الذين ينظرون للحياة من زوايا مختلفة بخلاف النظرة التي نشأ عليها هؤلاء.
أما عمي الطيب »60 سنة« صاحب محل للهاتف بالجزائر العاصمة يقول بأنه لا ينكر بأن التعامل مع جيل هذه الأيام جد صعب خاصة لأن أفكارهم جد متحررة، ولكن بحكم الخبرة في هذا الميدان استطعنا التحكم في زمام الأمور والتعود على كل أصناف الزبائن من الصغير إلى الكبير.
وفي الأخير يمكننا القول بأن كبار السن يستهويهم العمل في مخادع الهاتف وهذا كسرا للروتين والملل وابتعادا عن أجواء المقاهي المملة وبعيدا عن المشاحنات المنزلية وكسبا للمال.