المطاعم البيضاء تُنافس الطبيخ
تعرف مدينة تيارت نموا متسارعا “للمطاعم البيضاء” المتخصصة في تقديم وجبات من الحليب ومشتقاته، حيث يزداد الإقبال عليها هروبا من الوجبات الساخنة في هذا الفصل الحارّ. وتستقطب “المطاعم البيضاء” عددا متزايدا من الزبائن بالنظر لأسعارها الموصوفة بالرخيصة مقارنة بالمطاعم العادية. فكأس من اللبن أو الحليب الرائب يساوي عشرة دنانير، ونصف رغيف من الخبز التقليدي بـ 15 د.ج بينما يُقدّر رغيف كامل بـ 20 د.ج.
تعرف مدينة تيارت نموا متسارعا “للمطاعم البيضاء” المتخصصة في تقديم وجبات من الحليب ومشتقاته، حيث يزداد الإقبال عليها هروبا من الوجبات الساخنة في هذا الفصل الحارّ. وتستقطب “المطاعم البيضاء” عددا متزايدا من الزبائن بالنظر لأسعارها الموصوفة بالرخيصة مقارنة بالمطاعم العادية. فكأس من اللبن أو الحليب الرائب يساوي عشرة دنانير، ونصف رغيف من الخبز التقليدي بـ 15 د.ج بينما يُقدّر رغيف كامل بـ 20 د.ج.
وتتنوع مبيعات هذه المطاعم من حليب ولبن ورائب إلى “الياغورت” مرورا بالكسكسي والخبز التقليدي والعصري وذاك المطلي بالزبدة أو بالجبن، كما تعرض هذه المحلات طبقا صغيرا من التمر أيضا، وتصل الوجبة الكاملة إلى 40 د.ج، وهو سعر تنافسي إذا ما علمنا أن سعر الوجبة الساخنة البسيطة يصل إلى 60 د.ج كحد أدنى.
ورغم الإقبال الكبير على هذه المحلات، فإن أصحابها لا يبدون رضى تاما على الأرباح المحققة، فحسب السيد عابد في حي “السوناتيبا” فإن المشكل يكمن في سرعة تلف المنتجات اللبنية في فصل الصيف، وعدم بيع السلعة في نفس اليوم يعني رميها في اليوم التالي خوفا من التسممات الغذائية التي أصبحت هاجسا لدى اللبانين جميعا، والخطأ البسيط يكلف صاحبه إغلاق المحل ناهيك عن المتابعات الأخرى.
أما عن الأرباح فقال علي وهو جديد في الحرفة أنها متواضعة، شاكيا محدودية الإقبال على محله، ليضيف أن خير الزبائن هن ربات البيوت اللائي يرسلن أبناءهن لشراء لتر من اللبن أو الرائب بـ 35 د.ج كوجبة سريعة للأبناء بدل الطبخ يوميا، ولولا ذلك لأفلس باكرا، ليفسر عدم رضاه بارتفاع سعر الحليب الذي يقتنيه بـ 22 د.ج للتر من ديوان الحليب، كمصدر موثوق به مقارنة بمربيي الأبقار، ليضيف أن المؤسسة العمومية لديها إمكانيات التعقيم والبسترة، وهو ما يعزز الثقة فيها. ورغم أن سعر البيع مقارنة بسعر الشراء مقبول نظريا، فإن خسائر “رجحان الميزان” والفساد السريع للسلع وتكاليف العمل والإيجار، كلها معطيات لا تجعل أصحاب الحليب من الأثرياء، كما أضاف محدثنا ساخرا.
أما الزبائن فيعتبرون هذا النوع من المطاعم طريقة للحفاظ على التقاليد وفكرة اقتصادية، فالسيد أحمد.ع يرى أنه قبل سنين لم يكن يرى هذه المطاعم إلا في مدينة وهران التي كان يزورها من وقت لآخر، لكن الآن كثرت في تيارت وأصبحت ظاهرة عادية. أما السيد خالد.ط فيعتقد أن المطاعم التي تبيع الحليب تمكنه من وجبة جيدة بأقل التكاليف كما أنها أضمن للنظافة مقارنة بغيرها. أما السيد علي.ن فيقول أن مطاعم الحليب ومشتقاته تعجبه.
وتبقى الرغبة في تناول وجبة خفيفة، سواء في البيت أو خارجه، قاسما مشتركا بين الكثيرين على اعتبار الصيف متميزا في تيارت، بجنوح الناس إلى الوجبات الأسرع إعدادا و الأقل تكلفة، وهو الحال في الجزائر كُلّها.
سليمان بودالية