-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يوسف شقرة يكشف كواليس انتخابات الكتاب العرب ويصرح:

المغرب طعننا في الظهر وتومي أعادت الجزائر إلى اتحاد الكتاب العرب

حاورته: زهية منصر
  • 2557
  • 0
المغرب طعننا في الظهر وتومي أعادت الجزائر إلى اتحاد الكتاب العرب
ح.م
يوسف شقرة

يعود يوسف شقرة في هذا الحوار مع الشروق إلى مجريات انتخاب الجزائر في منصب نائب الأمين للاتحاد الكتاب العرب، حيث كشف رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين عن حيثيات المؤامرة التي دبرها المغرب للجزائر في المؤتمر السابق، كما عاد شقرة إلى علاقة الاتحاد بالوزير ميهوبي، وكذا كواليس التحضير لعقد المؤتمر القادم الذي أكد أنه سيكون قبل نهاية السنة.

ماهي مجريات انتخابات اتحاد الكتاب العرب التي حصلت فيها الجزائر على منصب نائب الأمين العام؟

منصب الجزائر في اتحاد الكتاب العرب كان نتيجة عمل دؤوب امتد لأكثر من سنتين، بحيث كنا نعمل في صمت وننسق مع باقي اتحادات الدول العربية، لأننا في المؤتمر الذي سبق هذا المؤتمر طعنا في الظهر وتعرضنا إلى خيانة. في المؤتمر الأخير أردنا أن نبدأ صفحة جديدة على أسس واقعية بعيدا عن العواطف، وبطرح برغماتي.

هذا النهج الجديد أكسبنا قوة ومصداقية لدى الأشقاء في باقي الاتحادات العربية، إذ كنا ممن يدعون للبحث في كيفية إعادة بعث الاتحاد بنظرة جديدة تتماشى والمتغيرات الدولية والعربية. وقد ساعدتنا في هذا الطرح الكثير من الأمور التي حدثت بين الأمين العام ونوابه مثل الصراع الذي دار بين اتحاد كتاب المغرب والإمارات وكاد أن يصل إلى المحاكم ويضر بسياسية الدول. وقد كان للجزائر دور محوري في تقريب وجهات النظر وتجاوز الخلافات وهذا تماشيا مع السياسية الخارجية للجزائر التي ترفع مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير وكذا محاولة خلق الإجماع بين الإخوان، وقد كسبنا هذه المعركة بفضل “الدبلوماسية الثقافية” لصالح اتحاد كتاب الجزائر.

خلال الدورة التي انعقدت هنا.. المغرب اتهم الجزائر بتحويل المؤتمر من المغرب إلى الإمارات؟

دورة الجزائر عرفت صراعات كبيرة، سواء تعلق الأمر بتحويل المؤتمر العام من المغرب إلى الإمارات، أو قضية اتحاد كتاب سوريا، وقضية انضمام النوادي السعودية للاتحاد لأول مرة، والذي لعبت فيه الجزائر دورا كبيرا. كثيرون حاولوا إفشال اجتماع الجزائر، المغرب اتهمت الجزائر بأشياء لا وجود لها لكننا لم نرد على الاتهامات المغربية، لأننا لم نكن نريد أن يتحول الصراع إلى صراع ثنائي بين الجزائر والمغرب. وما كان يهمنا أكثر هو تقديم وجه مشرف للجزائر والمساهمة في لمّ شمل الأشقاء كما حدث في مؤتمر 2011، حيث كان للجزائر دور في عودة اتحاد كتاب العراق إلى الاتحاد العربي بعد أن كان مجمدا. وبهذا العمل الهادف إلى خدمة الصالح العام وليس المصالح الشخصية انتخبت الجزائر في عضوية اللجنة الخماسية التي أسندت لها مهمة مراجعة القانون الأساسي لاتحاد الكتاب العرب، وقدمت الجزائر بصفتها مقررا للجنة مقترحات عملية منها تغيير العهدة النيابية وتقسيم الصلاحيات بين الأمين العام ونوابه. وكانت نتيجة هذا العمل الصادق أن الجزائر كانت إلى جانب الإمارات البلد الوحيد الذي حصل على الإجماع خلال انتخابات الاتحاد الأخيرة.

ماهي مهمة الجزائر كنائب للأمين العام؟

الصلاحيات سيحددها النظام الداخلي، وينتظر من الدورة القادمة المقررة على هامش مؤتمر القدس بالإمارات أن تدرس هذا الجانب. وقد كلفت الجزائر بإعداد ورقة الطريق لاجتماعات الأمانة العامة المقررة في أفريل القادم في أبوظبي، وفي انتظار أن يحدد اجتماع الأمانة العامة المقرر بمصر نهاية شهر جوان القادم تطمح الجزائر للبقاء في منصب المفوض لدى الأمين العام. ونحن نرمي مستقبلا للترشح لقيادة الاتحاد وقد أتيحت لنا الفرصة من قبل لكننا لم نرغب في الترشح وأمورنا الداخلية غير مرتبة، فنحن لا نملك تسيير اتحاد كتاب الجزائر الذي ليست له حتى ميزانية قارة فكيف نطمح لقيادة اتحاد عربي بثقله الدبلوماسي والسياسي والثقافي؟

تحدثت في بداية الحوار عن الطعن مَن طعن مَن ولماذا؟

في الحقيقة نحن خرجنا من هذه المعركة منتصرين ولا أريد أن أعود إلى هذا الملف الذي قد نفتحه يوما بكل حيثياته، لكن أريد أن أشير إلى أننا كنا قد أسسنا اتحاد كتاب المغرب العربي وكان من المفروض أن يذهب إلى مؤتمر اتحاد كتاب العرب متوافقا على المرشحين. وأبدينا في لقاء عقد بالجزائر نيتنا للترشح للأمانة العامة لكننا تنازلنا عنها للمغرب لما أبدى نيته في الترشح على أن تترشح الجزائر لمنصب نائب الأمين العام رغم علمنا أن القانون لا يسمح بتواجد كل من الأمين العام ونائبه من جهة واحدة فضلا على كون المغرب لا تلقى الإجماع لكننا دعمنا أشقاءنا، ووثقنا الاتفاق في تونس على هامش مهرجان توزر ولكن عندما ذهبنا إلى المؤتمر وقد وصلنا لظروف السفر عشية انطلاقه، اكتشفنا أن المغرب خان الاتفاق. كانت هذه المرحلة في صالح الجزائر خاصة بعد المشاكل التي حدثت بتجميد اتحاد كتاب المغرب وشغور منصب فلسطين، إذ وجد الأمين العام نفسه وحده وقد أثبتنا أننا كنا صرحاء وصادقين مع شركائنا هذا ما منح للجزائر مصداقية وجعلها تلقى الإجماع المطلق في الانتخابات الأخيرة.

ماهي قصة تجميد ميزانية الاتحاد؟

تحصل الاتحاد على مبلغ 120 مليون و100 و90 مليون في عهد خليدة تومي. وفي عهد لعبيدي لم نتلق أي ميزانية لأن الوزيرة لم تستمر في منصبها وعندما جاء عز الدين ميهوبي وصلنا في آخر 2017 مبلغ 270 مليون بعد أن اقترح المكلف بالمنح والجمعيات على مستوى الوزارة الرفع من قيمة المساعدة التي تمنح للاتحاد بصفته أكبر جمعية ثقافية في البلاد.

وهل لهذا الأمر علاقة بخلافكم كهيئة مع ميهوبي كوزير؟

نعم، له تأثير كبير، وأكثر من ذلك هناك توصيات لمديري الثقافة لعرقلة عمل الاتحاد وحتى في مؤتمر اتحاد الكتاب العرب الأخيرة تم الترويج لكلام لغير صالح الجزائر. لا أدري إن كان للوزير يد في ذلك لكني أعدكم بفتح ملفات كثيرة والحديث عن هذا الأمر في أوانه. لدي معطيات مؤكدة لأن الذين تحدثوا إليهم استغربوا أن يعمل أحد ما ضد مصلحة بلاده.

أنت تتحدث بضمير الجمع هل لنا أن نعرف من هم هؤلاء الأشخاص، هل هم من المثقفين أو المسؤولين أم الهيئات؟

هيئات ومسؤولون ومثقفون، وصل بهم الأمر إلى العمل ضد مصلحة بلادهم للانتقام وضرب شقرة، ناسين أن اسم الجزائر هو الذي ذكر في بيان اتحاد الكتاب العرب وليس اسم يوسف شقرة.

لنعد إلى مشكلة الاتحاد مع وزير الثقافة.. ما هي خلفياتها؟

لم يكن لنا مع ميهوبي أي مشكلة في البداية وكنت شخصيا على تواصل دائم معه منذ أن كان على رأس الإذاعة، فميهوبي قبل أن يكون وزيرا فهو صديقي وسيبقى كذلك حتى لو أنكر هو ذلك.

عندما أذهب إلى الوزارة يستقبلني بحفاوة لكنه يعرقل عمل الاتحاد تحت الطاولة رغم هذا كنت أقرأ دائما حسن النية في تصرفاته بصفته مسؤولا على قطاع كبير ومهم، وفيه ما فيه من أعباء. إلى أن تحدث إليّ ذات يوم في مكتبه بشأن الاتحاد وقال لي يجب أن تنظم مؤتمرا جامعا لأن هناك من الكتاب من يأتي إليّ شاكيا أوضاع الاتحاد، فقلت له إن الاتحاد تابع لوزارة الداخلية ولا علاقة لوزارة الثقافة به، ثم فوجئت بتصريحاته في الشروق بشأن الاتحاد فكان يجب أن أضع النقاط على الحروف وأرد عليه.

وأريد أن أوضح هنا أنني أتيت للاتحاد منقذا وتم الاستنجاد بي على أساس تجربة كانت رائدة في عنابة. وعندما التحقت لم يكن للاتحاد وجود، العدالة شمّعت المقر، والفروع لا وجود لها، لا وثائق ولا حتى كرسي كان موجودا. وكنت عضوا في الأمانة الوطنية وجئت بعد الانسداد الذي وقع بين غرمول وخليدة تومي وكانت نيتي منذ البداية هي إعادة الاتحاد إلى سكته وتهيئة الأرضية لانتخاب قيادة جديدة، وقد وجدت الاتحاد مجمّدا وعملت على إعادة تفعيل الفروع وتنصيبها وتسوية الأمور الإدارية مع العدالة حتى لا يتحول الاتحاد إلى جمعية ولائية محلية. ومن أوصل الاتحاد إلى الحالة التي وجدته فيها هي صراعات عز الدين ميهوبي مع جماعته حتى وصل الأمر إلى تجميد عضوية الاتحاد في اتحاد الكتاب العرب قبل أن تبذل خليدة تومي جهودا كبيرة لرفع التجميد، وذهبت رفقتها على رأس وفد ثقافي إلى القاهرة في الأسبوع الثقافي الجزائري وهي التي مهدت لنا الطريق للقاء رئيس اتحاد الكتاب العرب يومها وأقنعنا الأشقاء بعودة الجزائر التي أخذت في انتخابات المجلس بعدها مكتب النشاط الثقافي.

لكن ماهي أسباب هذا الخلاف؟

هذا السؤال يطرح على الوزير، أنا شخصيا أتمنى أن أعرف الأسباب التي دفعت به إلى أخذ موقف من الاتحاد، ربما ما يزال يرتدي برنوس الاتحاد؟ أو ربما كان يريد تسيير الاتحاد بالهاتف. الوزير هو الذي يتعمد في كل مرة الإساءة إلى الاتحاد وقيادته. وفي إحدى خرجاته الإعلامية جاء بأكداس من الملفات وقال إنها تخص الاتحاد، أتحداه أن يعرضها، بالعكس نحن من نملك ملفات وسنفتحها في وقتها.

هل ما زال مشكل الشرعية يطارد اتحاد الكتاب؟

هذا الملف طوي نهائيا بعد تسوية الأمور الإدارية وفقا لقانون الجمعيات الجديد، فقد قدمنا كافة الوثائق اللازمة بما في ذلك وثيقة الاعتماد الأصلية. في السابق عقدنا جلسات الصلح مع كل الأطراف حتى الذين أساؤوا إلينا بصفة شخصية ووقعت على البيان الذي نشر في الصحافة

وكتبه المجتمعون حتى من دون ما أقرأه شخصيا ولكن في النهاية الجماعة انقلبت على بعضها. تراجع أصوات البعض يعود لعدة معطيات منها أن هناك من اكتشف أنه كان ضحية مغالطة فاندمج واعتذر وهناك من وجد أن الاتحاد لا يقوده إلى منافع كما كان يتوقع وفيهم من خاب طموحه فتراجع.

متى سيكون  المؤتمر القادم للاتحاد؟

نريد أن يكون المؤتمر القادم عرسا يجمع أبناء الاتحاد والكتاب بصفة عامة ويستحقق قبل نهاية السنة، رغم أن عهدة القيادة الحالية لم تنته بعد. كنا في السابق قد أطلقنا مبادرة التشاور ولاقينا عددا من قيادات وإطارات الاتحاد بما فيهم عز الذين ميهوبي الذي ذهبنا إليه مرتين، كما شملت المشاورات عديد الأسماء مثل خمار وبرقطان وشريبط وزهور ونيسي وبوجدرة والعربي زبيري والعيد بن عروس وزتيلي ومشري بن خليفة. قمنا بحوصلة الأفكار وصارت الآن الظروف مهيأة لعقد المؤتمر.

ستتشكل لجنة طبقا للقانون الجديد للجمعيات، وسينتخب المجلس الوطني ثلثي اللجنة من بين أعضاء المجلس والثلث يعينه الرئيس.

المجلس الوطني سيجتمع في شهر مارس لتحيين القائمة التي تم انتخابها في السابق، وأنا أطمح لإقناع زملائي في المجلس الوطني بأني سأعين الثلث المتبقي من خارج المجلس الوطني وربما من خارج الاتحاد من بين العقلاء والإطارات القديمة غير المتحيزة لأي طرف ونفكر في تعيين رئيس شرفي يكون شخصية وطنية تلقى الإجماع ومنسق لجنة يكون أقدم عنصر في الاتحاد ومعروف وسنقوم بنشر قوائم المندوبين، بعد أن يتم تزكيتهم من فروع الولايات حتى لا يزايد أحد على أحد، وأنا لن أترشح وأتمنى أن يتفق الجميع في اختيار من يكون قادرا على تسيير أمور الاتحاد والذهاب به إلى الأمام. وسيكون المؤتمر على هامش مهرجان شعري عربي وندوة كبرى بحضور اتحاد الكتاب العرب وممثلي اتحادات المغرب العربي وآسيا وإفريقيا وروسيا، وسيكون المؤتمر تتويجا لحدث ثقافي كبير نرجو أن يكون بوابة لترشح الجزائر لقيادة اتحاد الكتاب العرب في العهدة القادمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!