الممثل سمير الحكيم: نمتلك كافة المقومات لإنشاء قرى سينمائية

يعد الممثل والوجه السينمائي، سمير الحكيم، من الأسماء الفنية المميزة، عشق التمثيل والخشبة وواجه كل الصعوبات والعوائق التي تقف كهاجس أمام أي فنان.
ابن عاصمة الهضاب سطيف ترجم مدى حبه لما اختاره عنوانا لحياته من خلال أدائه الجيد لكل الأدوار الموكلة له، إلى جانب صدقه وتواضعه مع الجمهور، فهولا يبحث عن الشهرة، شعاره الوحيد هو العمل بتفان وهو ما عكس تألقه في أغلب أعماله سوى الدرامية أو السينمائية نذكر – ” مجنون فرح ” ”الحياة ما بعد ” ” Papicha ” ” يما 3 ” ” 143 Sahara Street””
الممثل سمير الحكيم عن أعماله ونظرته المستقبلية للفن بالجزائر، كان معه هذا اللقاء لمجلة الشروق العربي.
نبدأ بالسينما التي تأخذ حیزا من أعمالك، حدثنا قلیلا عن تجربتك.
– بعیدا عن التمثیل التلفزیوني، الحمد الله كانت لي أعمال سینمائیة طویلة ناجحة، نذكر – مجنون فرح – الحياة ما بعد – Papicha (2019) – وغيرها من أعمال نالت إعجاب الجمھور داخل وخارج الوطن، خاصة فيلم الحياة ما بعد للمخرج أنيس جعاد والممثلة المميزة ليديا لعريني، الذي نال العدید من الجوائز المحلیة والدولیة.
كان لك الحظ في العمل مع ممثلین من جنسیات مختلفة، ما الذي أضافه لك ھذا الاختلاط؟
– تعاملت مع العدید من الجنسیات في مجال الفن، وهذا يشرفني، أكيد، فالاحتكاك بجنسیات أخرى في نفس مجال التمثیل السینمائي والتلفزیوني یضیف لنا الكثیر، فنحن نتعلم من بعضنا، نتعرف على ثقافات أخرى، نطلع على حلول وجدید، وأطمح للاحتكاك بجنسیات أكثر لم لا، لأن كثرة التجارب تعطي خبرة أكبر وھذا ما نستفیده من خلال الأعمال المشتركة.
أتمنى أن تصبح الجزائر قطبا سینمائیا عربیا وحتى عالمیا، لم لا، فنحن نمتلك كافة المقومات لإنشاء قرى سینمائیة، وبالتالي، یزید حجم التبادل بین الفنانین.
ما رأیك في ارتباط السینما في الجزائر بالجانب التاریخي؟
ـ ھو إیجابي من جھة لكون السینما تنقل التاریخ للأجیال القادمة بالصورة والصوت، والتأثیر سیكون أبلغ على المتلقي الذي یعیش في عصر التطور والسرعة. أما الجانب السلبي، بحسب رأیي، فھو أن السینما یجب ألا تھتم بالثورة فقط، وعلیھا أن تنفتح على كل الأنواع السینمائیة.
ھل حان الوقت لنرى سمير الحكيم یتقمص شخصیة ثوریة كبیرة في دور بطولة مطلقة؟
ـ بالنسبة إلي لا فرق بین الأدوار التي أقدمھا، سواء كانت بطولة أم عبارة عن دور ثانوي، فأنا أتعامل مع كل الأدوار بمسؤولیة كبیرة، لأن مھمة الممثل ھي الإقناع في الأخیر، وكل دور یؤدیه یدخل ضمن سیرته المھنیة سواء كان بالدراما أم السينما، والحمد الله، أدواري كانت بصمة بمشواري الفني وراسخة بأذهان المشاهد، بدليل مسلسل يما وفيلم الحياة ما بعد.. هذا بالنسبة إلى أعمالي الأخيرة.
انشغالي بالسينما من ضمن أسباب ابتعادي نوعا ما عن الدراما
كان لك دور بارز في مسلسل يما 3.. والكثير من كان ينتظر طلتك برمضان، وللأسف نتفاجأ بغيابك عن الدراما.. ما السبب؟
– صحیح، في مسلسل يما كان لي دور بارز، شخصیة لم أتقمصھا من قبل، أظن أنھا تجربة إیجابیة، وكل التجارب الإیجابیة تجعلك تتعلم أكثر، ولكن لا يعني هذا أنني أقبل أي دور يعرضه علي منتج أو مخرج. وهذا بدليل رفضي عدة أدوار عرضت علي، لأني لست من الناس التي تمثل في أي دور أو تقبل أي سیناریو.
أنا أحب الاشتغال في السیناریوھات التي عندما أطلع عليها أحس بھا، لأني لا أقبل أدوارا لكي أمثل فقط.. فھذا الشيء لا یھمني بتاتا. أضف إلى هذا، ربما انشغالي بالسينما بالفترة الأخيرة هو من ضمن أسباب ابتعادي نوعا ما عن الدراما.
ھل یفضل سمير الحكيم تقمص الأدوار التي عادة ما تتقاطع مع شخصیته الحقیقیة؟
– لا، أنا أفضل الشخصیات الجدیدة. وھي الحال بالنسبة إلى شخصیتي بفيلم الحياة ما بعد وفيلم مجنون فرح، أحب أن أكون ذلك الآخر الذي لا تربطني به تفاصیل في الحقیقة، لأعایش بعض المواقف وردود الفعل التي قد لا تحدث معي في الواقع، والإحساس بما یعانیه الآخر كالمعاق أو المجنون وغیرھما من الشخصیات.
برأيك، ما النقائص التي یجب معالجتھا في الأعمال الجزائریة، التي ھي محل سخط الجمھور؟
– المشكل المطروح، بحسب رأیي ھو ضعف الحوار، وغیاب التناسق في المشاھد وبین الممثلین، وعدم القدرة على الإقناع وشد الانتباه، وھي نقاط، یجب التركیز علیھا كثیرا، خاصة أننا أمام جمھور متطلب وواع، والأھم علینا الاھتمام أكثر بكتابة السیناریوھات.
بصراحة ما تقییمك للأعمال الفنیة الجزائریة التي تنتج حالیا؟
– لو تتحدث عن الدراما، یتعذر علینا التقییم في ظل شح الإنتاج، إن لم نقل انعدامه بالنسبة إلى كل ما یعرض، ھو تجاري، فقد طغى الجانب التجاري على الأعمال التلفزیونیة التي تنتج، ما أدى إلى غیاب الإتقان والجدیة في الأعمال، التي أصبحت كالجسد دون روح، كما أن لغیاب الاھتمام والتشجیع من المحیط تأثیرا في تكریس الوضع القائم.
قانون الفنان طریق نعبده الیوم للأجیال القادمة من الفنانین
كیف تقیّم واقع الفن في بلادنا الیوم وما الذي تتطلعون إلیه؟
ـ لا بد من أن نعلم أنفسنا كیف نأخذ ونعطي، الفنان الجزائري عانى الأمرین طوال سنوات، بسبب الفراغ القانوني وغیاب نقابة تدافع عنه، فضلا عن كونه لا یمكن أن یخرج إلى الشارع ویطالب بحقوقه بطریقة فوضویة، لأنه قدوة ورمز..
وزیرة الثقافة الحالیة جاءت بحزمة من المشاریع، وتعمل على دفع قانون الفنان، وھي خطوة مھمة، وقد عبر الفنانون عن ذلك، خلال الحفل الذي أقیم بمناسبة عیدھم، وبكى الكثیر تأثرا، ھناك أیضا مشاریع واعدة مثل مشروع المدینة السینمائیة ومدرسة تكوین الفنانین ومصحة الفنانین.. كل ھذه الأشیاء رائعة ونتمنى المزید، بدایة بفتح مسارح وأماكن أو نواد للفنانین، لأجل اللقاء
نحتاج إلى مكتبة ونواد نتحدث فیھا لغة الفن، ونقرأ عن أعمال من سبقونا وعن الأدب، لابد كذلك من أن یكون ھناك احتكاك ومرافقة بیننا وبین المجتمع المدني، وبیننا وبین الجمھور، لذلك، نتمنى فعلیا أن تتجسد المشاریع على أرض الواقع.
بالنسبة إلى قانون الفنان، أعتقد أنه لیس أمرا سھلا أن نستحدث آلیة منظمة ودقیقة بین لیلة وضحاھا، بل وجب العمل بجد وبشكل معمق لتحقیق ھذا المقترح، الذي جاء به المجلس الوطني للفنون والآداب، الذي نتمنى أن یثمر نصوصا جیدة، وأن یتعزز ببنود أخرى تخدم واقع الفن في بلادنا.
إلى أي حد یمكن للفنانین أن یثـروا مضامین ھذا القانون؟
ـ الفنان على درایة بكل صغیرة وكبیرة تخص مجاله، وھو وحده یدرك ما یحتاجه، وكیف تؤثر الظروف علیه، فكیف مثلا لممثل أن یبدع وھو مستغل لمدة أسبوعین بعدما أمضى عقد عمل مدته ثلاثة أیام فقط، وكیف یستمر شغفه وھو یفكر في اللباس والنقل والتمویل ومع من یعمل وتوقیت إنھاء العمل. كل ھذه الأشیاء تؤثر على قدرته على العطاء.
أعتقد أن وجود قانون یصاغ انطلاقا من معطیات واقعیة من شأنه أن ینظم القطاع، فعندما یظلم الفنان مستقبلا سیكون قادرا على التوجه إلى النقابة، لتدافع عنه، وھو في رأیي طریق نعبده الیوم للأجیال القادمة من الفنانین.
كيف تصف نفسك، سمير الحكيم؟
– أحب أن أحلم، وأجتهد للوصول إلى تحقيق أحلامي، وأنظر دائماً إلى الجانب الإيجابي في حياتي، وأسير على مبدأ «انظر إلى نصف الكوب الملآن»، وهذا يعطيني دفعة إلى الأمام ويجعلني أسعى إلى الأفضل، وأعتقد أن هذا أكثر ما يميز شخصيتي.
برأيك، هل للشهرة مساوئ؟
– لكل شيء مميزات وعيوب، ويجب أن نتعامل معه في مجمله، لذلك، لا أجد عيوباً ضخمة للشهرة، لكن هناك بعض الأشياء، منها مثلاً الانتقاد أو الهجوم من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسوشال ميديا، على دور
معين أو عمل فني ما، لم ينل إعجابهم.. وهذا ما نعيشه بالفترة الحالية مع بعض الزملاء الممثلين (لا تسألني عن اسم معين)، ويجب التعامل في مثل تلك الأمور بطريقة متوازنة، وعدم الشعور بالانفعال أو الغضب، الأمر نفسه بالنسبة إلى الشائعات، التي أصبح كل إنسان معرضاً لها مع تطور التكنولوجيا والإنترنت، وعدم وجود رقابة على أي شيء من خلالها.