-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المنحدر بعد القمة

عمار يزلي
  • 594
  • 0
المنحدر بعد القمة

الكيان الغاصب المتوحش، الذي يشعر أنه الآن في قمة الانتشاء، بعد القمة العربية، التي خرجت بورقة كان معدّة سلفا، هي أقل ما يمكن أن يقدّم من دعم للقضية الفلسطينية وغزة المدمّرة المهدّدة بالتجويع من جديد و”الجحيم” الأمريكي، هذا الكيان، الهائج، الذي يريد أن يستغل فرصة العمر هذه، لكي لا ينقضّ على غزة والضفة فحسب، بل “ليغيّر خريطة الشرق الأوسط”، كما يدّعي ويتباهى بكل عنجهية وكبرياء وغرور، لا يقلّ عن تبجّح ساكن في البيت الأبيض واستعلائه.

فرصة يراها رئيس وزراء الكيان، وحكومته اليمينية الدينية المتطرفة سانحة، لكي ينجز ما لم يتمكّن من إنجازه منذ نكبة 1948: التهجير الذي يراد له أن يبدو “هجرة” أي طوعية، عندما تعمد إدارة ترمب إلى إعطاء الضوء الأخضر لنتنياهو لقذف حمم جهنم التي وعد بها المتقين من حماس غزة: عندها، سيدمّر ما تبقى ويقتل من نجا، بعد أن تكون آلة الكيان، أمريكية الصنع، قد نفذّت اغتيالات لبعض قادة “حماس” في الخارج، كعنوان للضغط من أجل تنازلات أكثر وتسليم من تبقى من أسرى والخروج رافعة الراية البيضاء، ومعهم آلاف الغزيين المهجّرين من الشمال من جديد نحو الجنوب ومنه خروج الجميع نحو طور سيناء: “سفر الخروج”، هذا المعاكس، الذي يراد له أن يحدث، يراه الكيان فرصة لا يمكن التفريط فيها، وقد يعملون على نسف غزة، حتى ولو اضطروا إلى التضحية بمن تبقى من أسرى أحياء.

سيناريو مرعب، لكنه غير واقعي: الأماني الصهيونية واليمين الأمريكي الصهيوني الإنجيلي يتمنّى رؤية حتى أكثر من ذلك، لكن ميزان الخسائر والنتائج غير المحسومة وغير المضمونة، قد تدفع الولايات المتحدة، حتى بعد تجريب ويلات الجحيم لبضعة أشهر، إلى إعادة النظر في هذا السيناريو المقيت، الذي سيزيل ما تبقى من مساحيق متبقية على وجه “الديمقراطية والعدالة الغربية الأمريكية”. أما الكيان، فلن يندى له جبين، لأن كل المساحيق قد زالت عن وجه المسخ القبيح الذي يتخفّى خلفه الوحش المدنس.

ستحاول حكومة الاحتلال الزج بأمريكا والدفع بها إلى ما لا نهاية، حتى بعد العودة إلى الحرب والتدمير والتجويع والتهجير والإبادة الثانية، لتدخل بها غياهب أحلام خبيثة توسّعية وأطماع نتنة، بلا حدود جغرافية ولا قيمية ولا أخلاقية، لكن البراغماتية الأمريكية، خاصة عند ترامب المسكون بحب المال والشهوات والصفقات وتضخّم الأنا ورغبته المعلنة في إنهاء كل الحروب، سيصل به الأمر في نهاية المطاف إلى تجريب دور نتنياهو التدميري الجشع الميكيافيلي، الموظف لأمريكا في تحقيق غاياته الشخصية حتى قبل أهداف كيانه المحتل، المختل من الداخل بفعل التشرذم الطائفي والسياسي، وسيقف في وجه الأطماع التوسعية التي لا تنتهي عند حد معين، وصولا إلى دفعه للاصطدام مع إيران، وحتى مع روسيا.. وهنا، لن يستمر المسار طويلا مع هذا “التبني” الكريه لكائن بغيض، لا أخلاق له ولا قيم ولا معاهدات ولا كلمة، وسينتهي به المطاف، في سيناريو ألعن من فيلم البيت الأبيض مع زيلنسكي.

هذا، سيناريو جدّ محتمل إذا ما سارت الأمور على النحو الذي يراد له في الكيان، وفي إدارة ترامب التي تجاري وتساير حكومة الكيان بشكل كامل ومطابق. لكن، قد يكون هناك سيناريو آخر، لا أحد يعرف مضمونه إلى حد الآن، مادامت الأمور متوقفة عند حدود التصعيد بالتهديد والوعيد، للضغط من أجل الحصول على المزيد، بلا حرب، ليكون بذلك ترامب قد طبّق المثل العربي “الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفاني حربا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!