-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المنّ بين الزوجين.. يقود إلى الخلاف والانفصال

نسيبة علال
  • 1441
  • 0
المنّ بين الزوجين.. يقود إلى الخلاف والانفصال
بريشة: فاتح بارة

تشوب العلاقة الزوجية بعض السلوكيات الخاطئة، التي يمكن أن تعمل على تدميرها، كأن يستمر الطرفان في تذكير بعضهما بعضا، بالتضحيات، مواقف الدعم المادي والمعنوي، وأوقات المساعدة.. مع أن هذه متطلبات ضرورية أحيانا لنجاح الزواج، لكن الحديث المستمر عنها في إطار العتاب يعتبر منا، ينغص العيش ويخلق حساسية وحواجز بين الزوجين.

الأنفة أفقدتني اهتمامها

المبالغة في تعداد المحاسن وذكر المواقف البطولية والمن بها على الطرف الآخر، غالبا ما تنتهي به رافضا للمساعدة جاحدا للتضحيات.. تقول الأخصائية النفسية وخبيرة العلاقات، الأستاذة عقيلة ديب: “زوجا أو زوجة، لا يقبل الأفراد في إطار الزواج أن تتم معاملتهم كعبء، والانتقاص من وظيفتهم في الأسرة عن طريق الشعور بأنهم يتلقون أكثر مما يستحقون، لذلك، فإن رد الفعل الأول عن المن يكون الأنفة، والاستغناء مع إيجاد البدائل المشروعة، سواء معنوية أم مادية”، حال فرضت على السيد طارق، 37 سنة: “بدأت زوجتي مشروعا بسيطا، وسخرت له كل اهتمامها بعدما كان موجها لي ولأولادنا، عندما بالغت في المن عليها وتذكيرها في كل مرة بالمصاريف الإضافية التي أنفقها في سبيلها، كنت أمر باضطراب في العمل أفقدني ثقتي بنفسي، فكنت أسترجع أمجادي بتلك الطريقة..” يعرف طارق أن مداخيل زوجته ضعيفة جدا من بيع الأكل الجاهز، مقابل تعبها والوقت الذي تضيعه، لكنه يعلم كذلك : “أنفتها تمنعها من التوقف، ستكون مصرة على أن توفر كمالياتها بمفردها دون أن تطلب مني مالا أمن بها عليه لاحقا، أعرفها وأعرف أنني خسرت اهتمامها واستقرارنا بذاك السلوك”.

الجحود والنكران يقابل الباحثات عن التقدير

المعروف عن المرأة كثرة تضحياتها وتنازلاتها، وغالبا ما تكون الزوجة أكثر طرف له مواقف داعمة في الأزمات والمطبات، ومن فطرتها أن تفعل ذلك وتندفع إليه بحب، فيجدها الرجل سندا في وقت حاجته، فيعترف بذلك ويشكره وبعضهم يقدسونه، في حين إن العديد من الأزواج لا يجدون بدا من اعتبار ذلك من مناقب المرأة وخصالها التي يجب الاعتراف بها وتمجيدها كما تتوق الزوجة، ما يجعل هذه الأخيرة تجتهد في البحث عن تقدير الرجل من خلال تذكيره الدائم بوقوفها إلى جانبه، وصبرها على أزماته، مع أن المنانة مكروهة شرعا في الإسلام، تقول هبة: “ساعدت زوجي ماديا، عندما بنينا منزلنا الصغير، ضحيت نفسيا وماديا براحتي من عطلة، وحتى بمتطلباتي الضرورية من ملابس، لا راتبي كان كافيا ولا مجوهراتي التي بعتها أيضا، واجهت الاكتئاب طويلا من قساوة الحياة، وانتظرت أن يقدر زوجي كل ذلك، لكنه طالما أخبرني أنني دفعت مقابل راحتي اليوم، وأن من واجب الزوجين التعاون، يصفني دائما بالمنانة، في المقابل، يمن علي بأنه يحتمل نكدي وسوء طبعي، عدم التوافق هذا سينتهي بنا إلى الانفصال لا محالة”.

الجميل أصل وواجب في الحياة الزوجة والمن المستمر سبب الخلافات

على عكس ما يتخيل بعض الأفراد، فإن الحياة الزوجية ليست بتلك الوردية التي تضع كلا من الطرفين في إطاره الجميل، لا حاجة له بالآخر، إلا ما هو موجب عليه. فمتانة هذا الرباط تظهر في المواقف وفي تعاون الزوج مع زوجته، والعكس، دون الحاجة إلى اعتبار ذلك مجهودا فوق العادة، وإلا تحول الأمر من جميل يصنع إلى سبب للتعاسة والخلافات.

تقول السيدة نصيرة: “تعتقد زوجة ابني أن قيامها بأشغال المنزل ليس واجبا، وإنما اختيار، تظل تمن علينا بأنها تطبخ الطعام المتنوع وتستيقظ ليلا لتقدم لي الدواء، أعلم أن هذه الأمور ليست فرضا عليها وإنما هي من طيب أصلها، خاصة أنها صبرت على ظروف صعبة في بداية الزواج، ولكن تمننها المستمر أفقدنا بهجة الحياة وتسبب في العديد من الخلافات بينها وبين ابني، شجار دائم، كل يعدد فضائله وينتهي الأمر بسب وشتم وضرب أحيانا، أتمنى لو يعيشان كما كنا في الماضي، كل يعرف قدر نفسه، ما لها وما عليها.. فالمودة تبنى على هذا الأساس”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!