المواجهات المسلحة في تونس شارك فيها جزائريون وموريتانيون

اعترفت وزارة الداخلية التونسية بأن المعركة التي نشبت بين مختلف قواتها المشتركة من جيش وشرطة وحرس وطني، ضد عناصر جماعة مسلحة وصفت في حينها بأنها جماعة إجرامية، لم تكن في حقيقة الأمر سوى مواجهات عنيفة مع عناصر ينتمون لجماعات “جهادية سلفية” بمدينة حمام الأنف، تتكون من تونسيين وجزائريين وموريتارنيين.فقد كشفت التحريات التي أعقبت المواجهة العنيفة بين القوات النظامية التونسية وعناصر هذه الجماعة الإرهابية في 23 ديسمبر المنصرم بمدينة حمام الأنف، والتي أفضت إلى مقتل 12 عنصرا وإيقاف 15 آخرين من عناصر المجموعة، عن أن عناصر هذه الجماعة يعتقد أنهم تدربوا في الجزائر، قبل أن ينتقلوا إلى تونس، التي ظلت إلى وقت قريب تتباهى بأنها الدولة المغاربية الوحيدة التي لم تتعرض لهجمات إرهابية.
وتعود تفاصيل هذه المواجهة إلى الأربعاء 23 ديسمبر المنصرم، حيث حاولت مصالح الأمن التونسية التستر على هوية هذه الجماعة، عندما وصفتها بأنها “جماعة إجرامية” متخصصة في المتاجرة بالسلاح والمخدرات، غير أن تجدد المواجهات أمس الجمعة في منطقة “غرامباليا” الواقعة على بعد 30 كلم من العاصمة تونس، أعطى الانطباع بأن الأمر أخطر مما تناقلته وكالة الأنباء التونسية الرسمية، بحيث أشارت الصحيفة اليومية المحلية “الصريح” إلى أن القضية تتعلق بالفعل بجماعة إرهابية.
وتشير المعلومات الرسمية إلى أن مصالح الأمن تناهى إلى علمها انطلاقا من معلومات سربها خباز، أن عناصر هذه المجموعة المزودة بأسلحة ثقيلة من بينها سلاح “الأربيجي”، عمدوا منذ ما يقارب الأربعين يوما إلى اقتناء كميات معتبرة من الخبز يوميا، وهي المعلومات التي أفضت إلى مقتل قائد هذه المجموعة المدعو “لسعد ساسي” المدعو “باشا”، وهو دركي تونسي سابق، مر على مراكز التدريب في كل من أفغانستان والجزائر.
وتعتقد مصالح الأمن التونسية أن المئات من الجهاديين التونسيين، يكونوا قد دخلوا بلادهم بعد الاجتياح الأمريكي للعراق، في الوقت الذي أكدت معلومات رسمية إيقاف مصالح الأمن الجزائرية لتونسيين إثنين في 30 ديسمبر المنصرم، قيل إنهم ينتميان لمجموعة إرهابية دولية. وتأتي هذه المواجهة بين الأمن التونسي وعناصر مجموعة إرهابية في دولة ظلت إلى وقت قريب توصف بأنها أكثر أمنا في منطقة المغرب العربي، بعد العملية التفجيرية التي شهدتها منطقة جربة الساحلية في سنة 2002، والتي استهدفت معبدا يهوديا، مخلفة 21 قتيلا منهم 14 سائحا ألمانيا، حرص الوزير الأول التونسي يومها على التأكيد بأن الحادثة عملية معزولة، غير أن وزير الداخلية الألمانية لم يلبث أن رد عليه مكيفا العملية في خانة “الفعل الإرهابي”.
محمد مسلم: meslem@ech-chorouk.com