-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أمام سرعة مهاجميهم

الموزمبيق ليست بوتسوانا ودفاع الخضر مطالب بالحذر

ب.ع / صالح سعودي / ط.ب
  • 1086
  • 0
الموزمبيق ليست بوتسوانا ودفاع الخضر مطالب بالحذر

عرف اللقاء السابق للمنتخب الوطني أمام نظيره البوتسواني تواصل الإبداع الهجومي بقيادة غويري وعمورة، اللذين تداولا على تسجيل أهداف المواجهة، إلا أن هذا لم يحجب الأخطاء الدفاعية التي سقط فيها زملاء بن سبعيني خلال المواجهة، والتي تسببت في تلقي الخضر لهدف بعد سوء التغطية داخل منطقة العمليات.

ورغم أن هجوم بوتسوانا ليس بتلك القوة الكبيرة، بقيادة مهاجم اتحاد الجزائر سابقا اوريبوني توميسونغ، إلا أنه كان قريبا من تسجيل أكثر من هدف، خلال شوطي اللقاء، حيث لم يحسن التفاوض مع كمية الفرص التي أتيحت لهجوم بوتسوانا، وهو ما جعل الهشاشة الدفاعية تظهر للعيان خلال متابعة المواجهة، والمساحات الكبيرة التي كانت في الخط الخلفي للمنتخب.

المشاركة الدائمة لثنائي الدفاع بن سبعيني وماندي رفقة بعضهما البعض، لم تجعل المنتخب يصل إلى ذلك التماسك والانسجام المثالي بينهما، حيث تواصلت نفس الأخطاء سواء في التغطية، والنتيجة استقبال الأهداف بشكل كبير من عمق الدفاع، أو من خلال استغلال المساحات الكبيرة في الخط الخلفي، رغم أن بيتكوفيتش جرب بعض الأسماء في ذلك المنصب مرغما على غرار توغاي، أو مداني اللذان عوضا أحد المصابين سواء بن سبعيني أم ماندي، إلا أنهما لم يكونا تلك القطعة الناقصة في التنظيم الدفاعي للخضر.

وشهد اللقاء الأخير إشراك احمد توبة في محور الدفاع، معوضا المصاب يوسف عطال، حيث دخل توبة ليشكل المحور رفقة بن سبعيني، مع استغلال ماندي في الجهة اليمني لتعويض عطال، لكن مدافع ليتشي السابق، لم يكن بتلك القوة التي انتظرها عشاق الخضر، حيث كان نقص الانسجام واضحا طيلة الدقائق التي شارك فيها، وظهر عليه الثقل سواء في التدخلات أو حتى بناء اللعب، كما أن تواجد يساريين في محور الدفاع أخل بالتوازن الدفاعي، ما جعل بيتكوفيتش يعيد ماندي كمدافع ثالث على الجهة اليمنى في بعض فترات المواجهة، مع انتقال بوداوي لشغل الرواق الأيمن إلا أن الأداء الدفاعي كان بعيدا عن المستوى المطلوب أمام بوتسوانا.

غياب توغاي عن التربص الحالي، قلص اختيارات بيتكوفيتش، الذي لطالما راهن على مدافع الترجي التونسي لتشكيل ثلاثي دفاع، حيث اظهر دفاع الخضر بعض الصلابة في اللقاءات السابقة عكس الاعتماد على الثنائي بن سبعيني وماندي، بالإضافة إلى عدم وجود مدافع في التشكيلة يستطيع إعادة التوازن، رغم الاستنجاد بمدافع غانغون الفرنسي صهيب ناير، الذي قيل عنه للكثير في الدرجة الثانية الفرنسية، إلا أن المغامرة به سيكون صعبا في ظل أهمية الرهان وعدم تعوده على الظروف التي تحيط بالمواجهات في القارة السمراء.

والأكيد أن المعطيات تختلف بشكل كبير أمام الموزمبيق مقارنة باللقاء السابق أمام بوتسوانا، حيث يحوز منافس سهرة اليوم على هجوم لا بأس به، وخير دليل تسجيله لثلاثية في مرمى أوغندا خلال المواجهة الماضية، وهو ما وجب على المنتخب الوطني أخذه بعين الاعتبار من أجل تفادي أي مفاجأة غير سارة.

لقاء الموزمبيق يعيد السهرات الرمضانية لـ”الخضر” إلى الواجهة

توحي مختلف المؤشرات الأولية بأن مباراة المنتخب الوطني ضد شريكه في الريادة منتخب الموزمبيق ستجرى في أجواء إيجابية، خاصة في ظل ترقب حضور جماهيري قياسي بعد نفاذ تذاكر الدخول، وتزامن ذلك مع سهرة رمضانية يريدها الجميع أن تكون ايجابية من جميع النواحي، وفي مقدمة ذلك الحرص على تحقيق الفوز بغية الانفراد بالريادة ومواصلة تعزيز حظوظ “الخضر” في ضمان تأشيرة التأهل إلى مونديال 2026.

إذا كان محيط المنتخب الوطني يعول على خوض مباراة الموزمبيق من موقع قوة بغية الظفر بالنقاط الثلاث التي تسمح بتأكيد الفوز الذي عاد به رفقاء محرز من بوتسوانا، وبالمرة تعزيز موقعهم في الريادة أمام المنافس المباشر الذي يشاركهم هذه المكانة، ما يجعل هذه المواجهة تحمل طابع الكأس، وقيمتها تعادل 6 نقاط، بحكم أن الفوز هو الخيار الأساسي لفض رابط الشراكة، فإن عشاق “الخضر” يعولون على ضمان حضور غفير وقياسي في مدرجات مركب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، وسط رهان كبير لإنجاح المباراة فنيا وتنظيميا وجماهيريا، خاصة في ظل التدابير المتخذة من طرف الجهات المعنية وكذلك نفاذ تذاكر الدخول قبل عدة أيام عن موعد المباراة، ما يجعل هذه المواجهة تحمل طابعا احتفاليا في المدرجات، خاصة وأنها تلعب في سهرة رمضانية خالصة، وهو الأمر الذي يعيد مباريات المنتخب الوطني في شهر الصيام إلى الواجهة. وفي الوقت الذي لعب “الخضر” الخرجة السابقة أمام بوتسوانا في أجواء صعبة واستثنائية على وقع الصيام واللعب بعد الساعة الثانية بعد الزوال، ناهيك عن الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية وكذلك الإصابات الكثيرة، فإن مباراة الموزمبيق بتيزي وزو ستعد إلى الواجهة نماذج هامة لمواجهات سابقة أبدع فيها المنتخب الوطني في مختلف المناسبات، بما في ذلك التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، على غرار ما حدث في تصفيات مونديال 2010 تحت قيادة شيخ المدربين رابح سعدان.

ويحتفظ المنتخب الوطني بعديد المباريات التاريخية التي جرت في أجواء رمضانية، وجمعت بين الإبداع والإمتاع وصنع لوحات الجميلة فوق الميدان وفي المدرجات، على غرار ما حدث في مونديال اسبانيا 82، وكذلك في كأس العالم 1986، ناهيك عن مباريات أخرى جرت في الجزائر تحت الأضواء الكاشفة وفي أجواء رمضانية مميزة، على غرار ما حدث مطلع العام 1993، حين حقق شبان إيغيل ومهداوي فوزا هاما ومثيرا أمام منتخب غانا القوي بقيادة النجم أبيدي بيلي بفضل ثنائية البديل براهيمي التي سمحت بحسم مقعد الريادة والتأهل إلى المرحلة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى مونديال 94. وتحتفظ الجماهير الجزائرية بما حدث في 2003، حين سحق المنتخب الوطني بقيادة سعدان منتخب النيجر بسداسية نظيفة، في أجواء رمضانية مميزة عرفتها مدرجات ملعب 5 جويلية، حيث كانت حصة الأسد لبوتابوت وعبد المالك شراد بثنائية لكل منهما، إضافة إلى هدف من ماموني وآخر لزميله أكرور، حيث صنف كأحد أكبر الانتصارات في تاريخ مباريات “الخضر”. كما تألقت التشكيلة الوطنية في رمضان 2008 أمام منتخب السنغال العملاق، في إطار تصفيات المرحلة الأولى المؤهلة إلى مونديال 2010، حين فازت بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بفضل تألق بزاز وصايفي وعنتر يحي والبقية، حيث كان زملاء حاج ضيوف السباقين إلى التهديف أمام حيرة جمهور ملعب تشاكر، قبل أن يقلب أبناء سعدان الموازين، ويحولون الخسارة إلى فوز مستحق وثمين مكنهم من دخول مرحلة جديدة من تصفيات “كان” ومونديال 2010. وفي هذه التصفيات يتذكر الجمهور الجزائري بالفوز الصعب الذي حققته كتيبة سعدان أمام زامبيا عام 2009 في سهرة رمضانية حماسية، حيث حسم صايفي الفوز بقذفة قوية في الشوط الثاني، مستغلا العمل الجيد من زياني ومطمور، فوز عزز حظوظ “الخضر” في التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا. وفي السياق ذاته، يتذكر الكثير المباراة الكبيرة التي أداها “الخضر” في مونديال 2014 بالبرازيل أمام المنتخب الألماني في أجواء رمضانية، حين أرغم زملاء سليماني الجرمان على تنشيط الشوطين الإضافيين في مباراة تبقى راسخة في الأذهان.

والواضح، بحسب الكثير من المتتبعين، أن الكثير من العوامل تصب في خدمة المنتخب الوطني لتحقيق فوز جديد يمكنه من تحقيق مكاسب إضافية، وفي مقدمة ذلك الانفراد بالريادة وهو الأمر الذي يتطلب التحلي بالواقعية والنجاعة الهجومية، مع الحرص على تحصين الجهة الخلفية أمام منافس يتوفر على عدة عناصر بارزة في الوسط والهجوم مثل كاتامو وبيبو سانتوس الذي سجل ثنائية في اللقاء السابق أمام أوغندا، في الوقت الذي يعول المدرب بيتكوفيتش على استثمار جميع الخيارات المتاحة لمواصلة سلسلة النتائج الايجابية التي تضمن مسيرة نوعية تسمح بتحقيق الأهداف المسطرة، وفي مقدمة ذلك التواجد في مونديال 2026.

الفوز على موزمبيق سيعبّد الطريق ويفرز وضعا جديدا في مجموعة الخضر

عندما أعلنت قرعة التصفيات المونديالية الإفريقية، كان التكهن المنطقي يصبّ في كون تذكرة التأهل الإفريقية ستكون حبيسة الصراع ما بين المنتخب الجزائري الطامح للعودة للمونديال مهما كانت الظروف، ومنتخب غينيا الذي يعتبر الأغنى في المجموعة من حيث اللاعبين، الذين ينشطون في أندية كبيرة وهو يتفوق في هذا الجانب على الجزائر، والذين يتشبثون بالمفاجآت اقترحوا اسم منتخب أوغندا لأن الكرة هناك لعبة شعبية وأبناء كامبالا لهم بعض المفاجآت الكروية الإفريقية بأنديتهم ومنتخب بلادهم، ولا أحد تحدث عن موزمبيق المنتخب المتوسط المغمور، والمجهول تاريخيا، وطبعا لا أحد تحدث عن الصومال التي تم اعتبارها حصالة المجموعة، التي تلعب المنتخبات على الفوز عليها بالنتائج الثقيلة لأجل صناعة فارق أهداف محترم.

وفي أول جولة من التصفيات حدثت المفاجأة عندما عجز الخضر في ديارهم عن الفوز أمام الصومال بأكثر من فارق هدفين وفاز موزمبيق في بوتسوانا، ولكن الأمور عادت إلى نصابها بسرعة، عندما فاز رفقاء عمورة في موزمبيق بهدفين نظيفين، اعتبر الجميع فوز موزمبيق في بوتسوانا كان مجرد سحابة صيفية فقط، ولكن هذا المنتخب المغمور، لم يتنفس غير الانتصارات بعد ذلك ويأتي الآن إلى تيزي وزو وهو في نفس ترتيب الخضر، ويعلم جيدا بأن فوزه في سهرة الثلاثاء سيعني وضع قدم له في المونديال، وسيلعب مباراة العمر، لأجل تحقيق إنجاز العمر، وأكبر مفاجأة كروية في القارة الإفريقية في العقود الأخيرة.

يدخل الخضر المباراة في سهرة رمضانية وفي بال أنصاره بعض النكسات التي حدثت في زمن جمال بلماضي عندما خسرنا أمام غينيا الاستوائية وأمام موريتانيا وجميعها منتخبات دون مستوى منتخب موزمبيق، وكان الخضر حينها في كامل تعدادهم، وأي تماطل أو تيهان أو تساهل أو عجز عن التهديف في الشوط الأول من المباراة سيدخل اللاعبين في صراع من أجل التسجيل، أمام منتخب قوي سيحصّن دفاعاته كما فعل في المباراة الأخيرة أمام أوغندا بالرغم من أنه لعب بعض وقته بتفوق عددي أمام منتخب أوغندا، وحسابيا التعادل لن ينقص من حظوظ الخضر إطلاقا، لأنه سيبقى في المقدمة بفارق الأهداف عن موزمبيق ولكن التعادل قد ينعش حظوظ أوغندا أو غينيا إن فاز أحدهما على الآخر، وهما منتخبان منافسان للخضر في قادم المباريات، وحتى الهزيمة لن تنسف حظوظ الخضر نهائيا، ولكن مصيره بعدها لن يكون بين يديه، أما الانتصار فسيضع الخضر المرشح الأكبر وربما الوحيد للصعود للمونديال، خاصة إذا انتهت مواجهة أوغندا أمام غينيا في كامبالا بالتعادل، حيث سيرتفع فارق النقاط إلى سبعة مع المنتخبين ويكون أيضا موزمبيق قد عاد إلى حجمه بفارق ثلاث نقاط وفارق أهداف لصالح الخضر.

في مباراة سهرة الثلاثاء، لا يهمّ من سيلعب في التشكيلة الأساسية، لأن الالتزام بخطة محكمة، تمنع تسرب أي لاعب موزمبيقي، وتكسر دفاعات المنافس، هي السلاح الأول الذي يتمنى فيه أنصار الخضر راحة البال منذ الدقائق الأولى من المباراة، لأنه بقدر ما يتخوفون من صعوبات جمة أمام موزمبيق، بقدر ما يبقى احتمال الفوز بنتيجة ثقيلة أيضا وارد كما حدث في أول مباريات الخضر في الملعب التحفة “حسين آيت احمد”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!