“الميركاتو” الصيفي يكشف قيمة حماد عبد اللي

بعد أن انتظر أنصار “الخضر” اشتعال الميركاتو الصيفي، على أسماء مثل عمورة وحاج موسى، تبينت قوة اللاعب المنسي حماد عبد اللي الذي أرغم إدارة الفريق العريق ليدز على القول أنه أحد أحسن صناع اللعب على المستوى الأوروبي.
وفي الوقت الذي لم يبق في الدوري الإنجليزي من الجزائريين سوى آيت نوري بعد تفضيل محرز وبن رحمة المال على المستوى العالي، اقترب عبداللي من أقوى مغامرة كروية وهو لاعب شاب بإمكانه أن يرسم خارطة كروية جديدة للخضر، لأن الذي سيلعب أساسي في الدرجة الأولى في الدوري الإنجليزي لا بد وأن يكون له مكان مع الخضر وربما كأساسي.
في التربصين الأخيرين للخضر غادر عبد اللي من دون أن يحصل على فرصته ويقدم نفسه للجزائريين بشكل كامل، فكانت إصابة في شهر مارس هي السبب وعاد الإرهاق وعدم الجاهزية في تربص جوان، وواضح بأن عبد اللي عليه أن يختار النادي والدوري الأحسن لأن الموسم القادم سيكون لما تبقى من مباريات تصفيات كأس العالم، ولكأس أمم إفريقيا وانتهاء بمنافسة كأس العالم بعد سنة من الآن، وكلها منافسات قوية لا حياة فيها سوى للأقوى.
مازالت صورة عبداللي مع المنتخب الوطني تشكل لغزا محيرا، فأحيانا يضيع خط الوسط في التيهان، خاصة خلال الفترة الطويلة من غياب إسماعيل بن ناصر ونبيل بن طالب، بسبب الإصابة، ومع ذلك لا يُستنجد بصانع ألعاب حرث الملاعب الفرنسية وبرز أمام باريس سان جيرمان وموناكو وغيرهما، وكان يستعمر خط الوسط بنشاطه وتحركاته، وهو لاعب في ربيعه الخامس والعشرين في سن النضج الاحترافي.
يُجمع المختصون في الدوري الفرنسي بأن عبداللي كان دائما من أحسن من حملوا الرقم عشرة، لا يترك إبداعا في لعبة كرة القدم إلا وقام به، فكان رجل العديد من المباريات وفي الغالب هو أحسن لاعب في ناديه، ومع ذلك بقي بعيد عن أعين بيتكوفيتش وكأن المستوى الذي قدمه عبد اللي لا يشفع له ليكون في قائمة الخضر، وبإمكان عبداللي أن يلعب أساسيا وصانع اللعب في المنتخب الوطني، فمستوى عبد اللي ليس فريق أونجي في القسم الأول الفرنسي، وإنما في فريق أقوى مثل ليدز وبطولة أقوى مثل إنجلترا، وهو الأحق حاليا في صناعة اللعب من إبراهيم مازا أو بن زية أو زرقان، فإبراهيم مازا يحتاج إلى وقت للتأقلم مع الدرجة الأولى الألمانية والفوز بمكانة أساسية مع فريق بيار ليفركوزن، بينما يبدو عبداللي جاهز فنيا وبدنيا ومعنويا.
تكوّن عبد اللي في فريق لوهافر الذي لعب بألوانه تاج بن ساولة في ثمانينيات القرن الماضي، ولعب له رياض محرز، ولم يغادر لوهافر إلا في خريف 2022، لينضم لنادي أونجي وفي كل مرة يتكرر الحديث عن انتقاله إلى إسبانيا وإيطاليا وفي كل مرة يبقى مع فريق أونجي من دون طموح في الألقاب، فقط اللعب لتفادي السقوط، وقد تكون صائفة 2025 فاتحة خير عليه باللعب في إنجلترا.
بإمكان عبد اللي إعطاء حلولا كثيرة في كتيبة بيتكوفيتش، وكما تقول عنه الصحافة الفرنسية فهو لاعب مكتمل وقد تكون سوأته هي بقائه في فرنسا، وهي التي جعلته بعيد عن أعين الفرق الكبيرة، ولكن إذا ما ابتعدت عنه الإصابات وانضم لفريق أوروبي كبير، فسنرى صانع ألعاب من الطراز الرفيع ليعوّض أحسن من حمل الرقم السحري 10 في تاريخ الخضر.