المُطالبة بفتح تحقيق في تسيير مؤسسات الصحة بإيليزي

طالبت لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي لولاية ايليزي، بإنشاء لجنة تحقيق في كيفية تسيير المؤسسات الصحية على مستوى الولاية، وذلك بالنظر لامتناع أغلبها إفادة اللجنة بالوثائق التي تخص قسم التسيير والتجهيز.

جاء ذلك خلال جلسة اختتام الدورة العادية الثانية لسنة 2018، والتي تم فيها المصادقة على تحديد الحساب الإداري لوالي الولاية لسنة 2017، إضافة إلى المصادقة على الميزانية الإضافية لسنة 2018، كما تم تناول قطاعات الصحة والسكن والتشغيل، وصب رئيس لجنة الصحة بالمجلس أبو بكر بن الزائر جم غضبه على تقرير مديرية الصحة الذي وصفه بأنه استخفاف وإهانة لهم، حيث تبين بأنه ومن خلال التفحص الدقيق للتقرير وأرقامه، بأنه ما هو موجود فيه مناف تماما للواقع المعاش لقطاع الصحة، والذي قد يكون القصد منه تضليل الرأي العام وقبر بؤر الفساد، وذلك حسب تقرير لجنة الصحة الذي تحصلت “الشروق اليومي” على نسخة منه، وأكد رئيس لجنة الصحة في مداخلته بأنه يحوز على وثائق تثبت هذه التجاوزات، والتي تزيدهم إصرارا على فتح هذا التحقيق.

تقرير لجنة الصحة يشرح واقع المؤسسات الصحية بالولاية

تقرير اللجنة انتقد بشدة تسيير بعض المؤسسات الصحية والاستشفائية، مثل تقليص عدد أجهزة تصفية الدم من أربعة إلى اثنين، واستغلال الأموال المرصودة لها إلى أمور أخرى، تحت ذريعة نقص التغطية المالية، وكذا تأخر فتح مصلحة الإنعاش، وذلك منذ عدة سنوات، وتأخر فتح مصلحة مكافحة السرطان بالمستشفى، بالرغم من التوصيات السابقة لهيئة المجلس، كما انتقد التقرير عدم جدوى التوأمة المنعقدة مع مؤسسات استشفائية جامعية، والتي تم تخصيص غلاف مالي قدره 1.2 مليار سنيتم لفائدة هذه العملية. أما جانت فقد تم تسجيل نقص رهيب في التجهيزات الطبية، والعمال المهنيين وسيارات الإسعاف، كما تعاني وعلى غرار نظيرتها بإيليزي، من اهتراء الهيكل المنتهي الصلاحية أصلا. وبخصوص مؤسسة الصحة الجوارية برج عمر إدريس، فبالرغم من الاهتمام الذي حظيت به المؤسسة من هيئة المجلس والجهاز التنفيذي، إلا أنها مازالت تتخبط في سوء التسيير واللامبالاة من طرف مسيريها، حسب تقرير لجنة الصحة، أين استلزم تدخل الوالي شخصيا لفتح وحدة تصفية الدم، وكذا دخولهم في صراعات مستمرة مع الطاقم الطبي الذي بات يهدد بالاستقالة الجماعية كل مرة، فيما تعاني المؤسسة من نقص الأموال المخصصة لتسديد تكاليف المهمات، وكذا مشكل السكنات لفائدة الأطباء، والتي لم يتم توزيعها بعد بسبب عدم ربطها بمختلف الشبكات.

أما على مستوى مؤسسة الصحة الجوارية بالدبداب فبالرغم من التسيير المحكم لمسؤولي هذه المؤسسة، بشهادة هيئة المجلس والسكان، إلا أن المؤسسة مازالت تعاني ضيق الهيكل، رغم العدد المتزايد للمرضى الوافدين سواء من الشركات البترولية أو من المؤسسات العسكرية، إضافة إلى معاناة المؤسسة من نقص الأخصائيين وانعدام مصلحة النساء والتوليد، والذي تسبب في تسجيل أكثر من 90 تحويلا للنساء إلى مستشفيات ان امناس وايليزي من أجل الولادة فقط، فيما تسجل المؤسسة نقصا فادحا في العمال، بالإضافة إلى معاناتها من انعدام الأمن، فيما طالبت اللجنة بتوظيف أعوان أمن ووقاية، وكذا تزويد المؤسسة بسيارة إسعاف، والعمل على توسيع المؤسسة على أمل أن يكون للأطباء العسكريين دور كبير في القضاء على مشكلة الأخصائيين.

كما قام تقرير اللجنة بتشريح الوضع في مؤسسات الصحة الجوارية بكل من ان امناس وبرج الحواس وجانت، وخلص إلى جملة من التوصيات، أهمها الإسراع في مصلحة الإنعاش بمستشفى ايليزي، وضرورة الإسراع في التخلص من الدم الفاسد على مستوى بنك الدم بالمركز الولائي للحقن بالدم، والعمل على اقتناء جهاز كشف ”ايكوغرافي”، خاص بالدورات الطبية للمناطق النائية، بالإضافة إلى اقتناء جملة من التجهيزات وفتح باب التوظيف لتحسين الوضع الصحي بالولاية، كما انتقد التقرير أيضا عمل قاعات العلاج التي وصفها بأنها هيكل بلا روح.

الوالي يؤكد موافقته على جميع مقترحات اللجنة التي تصب في صالح المواطن

والي ولاية ايليزي عيسى بولحية أكد بأنه يتفق تماما مع تقرير لجنة الصحة، والذي وعد بأنه سيقوم بإرساله إلى وزارة الصحة، وأضاف بأن ولاية ايليزي قد قطعت أشواطا كبيرة في مجال الصحة، من خلال اقتناء سيارات إسعاف، ومنح سكنات للأطباء وجلب الأدوية على عاتق الولاية، فيما يبقى الهاجس هو قاعات العلاج، أين أمر رؤساء بلديات شمال الولاية بترميم القاعات وتزويدها بالتجهيزات اللازمة، فيما ستتكفل الولاية بترميمها في كل من برج الحواس وجانت، فيما أكد الوالي بأنه يوافق على جميع مقترحات وتوصيات اللجنة التي تصب في صالح صحة المواطن. وبخصوص شبه الطبيين الذي طالبوا بإسكانهم، فقد أكد بأنه أمر بفتح تحقيق بخصوص المقيمين بالولاية، بحيث أعطى تعليمات بأن الناجحين لابد أن يكونوا مقيمين بتراب الولاية للعمل على استقرارهم.