النجومية تختزل في البطولة الوطنية ولا قيمة للأسماء في المحترف الأول

شهدت فترة الانتقالات خلال الصائفة الماضي، ثورة في انتداب اللاعبين، بعدما حولت العديد من الأندية وجهتها نحو أسماء كبيرة بغية تقديم الإضافة للفريق، والمنافسة بقوة على الألقاب، وهو ما جعل الشارع الرياضي يتفاءل برؤية الكرة الجزائرية تستعيد القليل من وعيها، بارتفاع المستوى، ومشاهدة لقاءات تليق بقيمة الإمكانيات المسخرة، غير أن بداية الموسم الجاري، ضربت كل المعطيات عرض الحائط، وطرحت التساؤل حول عدم ظهور العديد من الأسماء بمستوياتها رغم الضجة الكبيرة التي صاحبت إمضاءهم في فرق البطولة المحلية.
الحديث عن رفع المستوى العام في البطولة، لن يكون إلا بالاستثمار وجلب أسماء لهى من الإمكانيات ما يسمح لها بإعطاء نكهة أخرى لمباريات المحترف الأول، فإتحاد العاصمة خطف الأضواء في الصائفة الماضية، وتعاقد مع لاعبين كانوا محل أطماع العديد من الفرق على غرار حسام الدين غشة، أداليد البوليفي والمهاجم غاساما، غير أن إحصائيات الثلاثي لم ترق لمستوى تطلعات الأنصار حيث لم يتمكن الثلاثي من تسجيل أكثر من هدف في 11 جولة، وهو رقم تعداه بلقاسمي في لقاء واحد فقط، خلال كأس الاتحاد الإفريقي.
المشكل الهجومي ليس حكرا على إتحاد الجزائر فقط، بل حتى الغريم مولودية الجزائر استبشر خيرا بمجيء ديلور من أجل تعويض يوسف بلايلي، غير أن هذا الأخير لم يستطع الوصول لهدفه الرابع رغم مشاركته في 10 لقاءات كاملة مع مولودية الجزائر، بالإضافة إلى الطيب مزياني وزكرياء نعيجي، في نفس سيناريو شبيبة القبائل، بتواجد كل من رياض بودبوز ووالتر بواليا، اللذين تقاسما خمس أهداف طيلة مشوار الشبيبة هذا الموسم، نفس الشيء لمولودية وهران التي انتدبت عريبي، غير أن هذا الأخير لم يستطع زيارة الشباك في 10 لقاءات كاملة، ما يطرح العديد من علامات الاستفهام.
ولعل شباب بلوزداد هو الفريق الذي قام بأكثر الانتدابات على المستوى الهجومي، والقيمة المالية التي أمضت بها بعض الأسماء على غرار إسلام سليماني ومايو خانيسا من جنوب إفريقيا بالإضافة إلى محيوص، لكن أرقامهم بقيت ضعيفة رغم إمكانياتهم الكبيرة، وتألقهم في كل الأندية التي لعبوا لها سابقا، ما يجعل الحديث عن عدم تألقهم له أسباب، أو معطيات أخرى كبحت رغبتهم في تقديم الأفضل في فرقهم.
والغريب في الأمر، أن إحصائيات كل الأسماء التي تم انتدابها والتي تعدت 10 لاعبين، لم يتفوقوا على لاعب واحد فقط، في مقارنة بين الموسم الماضي والموسم الحالي، أين يتقاسم كل من ديلور، سليماني، مايو، غاساما، غشة، مزياني، غاساما، عريبي بودبوز، بواليا 11 هدفا في 11 جولة، وهو نفس الرقم الذي حققه يوسف بلايلي وحده مع مولودية الجزائر الموسم الماضي، ما يطرح العديد من علامات الإستفهام حول السبب الرئيسي لعدم الوصول كل تلك الأسماء إلى مستوياتها رغم الدخل السنوي الذي يتعدى 100 مليار مجتمعين.
وراح البعض، لشرح سبب عدم النجاح لحد الآن، بين منتقد لمدربين لم يمنحوا ذلك الجو لبعض الأسماء، فيما أكد البعض أن العقلية الدفاعية لمعظم مدربي الفرق هي السبب، بينما استسلم الآخرون لقناعة عدم قدرتهم على مسايرة مستوى البطولة، بالنظر للملاعب التي تجرى فيها المواجهات، وكذلك اختيارهم للبطولة الوطنية في سن متقدم، ليبقى المستقبل كفيل بتأكيد قدرتهم على الإندماج وقلب المعطيات، أم سينتهي الموسم بخيبة جديدة وخروجهم لاختيار وجهات اخرى تسمح لهم بإستعادة مستوياتهم المعهودة.