النقابة تدعو لتشديد العقوبات والوزارة للتحقيق في أسبابها

استنكر المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، سلسلة الاعتداء على الأئمة التي شهدتها مؤخرا، بعض الولايات، مجددا دعوته إلى تفعيل قانون حماية الإمام، من خلال إصدار النصوص المكملة لهذه الحماية والرادعة لمختلف الاعتداءات والدعوة إلى تجريم الاعتداء على الأئمة وموظفي القطاع، وتصنيفها جرائم لا تقبل التقادم ولا التصالح، وتسليط أقسى العقوبات الرادعة على هؤلاء الجناة.
وأكد المجلس في بيان استلمت الشروق نسخة منه، أنه “في الوقت الذي كان ينتظر فيه تكريم عام للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف عبر التراب الوطني اعترافا بدورهم المشهود في إحياء شهر رمضان المبارك روحيا وعلميا واجتماعيا وغير ذلك، إذا بالمجتمع الجزائري يتفاجأ بسلسلة الاعتداءات المتكررة التي طالت من كان حقهم التكريم والإشادة منذ الأيام الأخيرة لشهر رمضان وإلى يومنا هذا”.
وأضاف “وأمام هذه الظاهرة الأثيمة والشاذة عن أعرافنا الجزائرية الأصيلة فإن مجلسنا يبدي عظيم استنكاره لهذه الأعمال الهمجية ويتابع هذا الموضوع عن كثب ويسجل تضامنه التام مع ضحايا هذه الاعتداءات، داعيا الله العلي القدير أن يسلمهم ويشفيهم عاجلا غير آجل، ويشكر مكاتبه الولائية التي وقفت وقفة الرجال مع إخواننا الأئمة المعتدى عليهم، ومع عائلاتهم بكل دعم معنوي ومادي”.
ودعا المجلس الوزارة “لملاحقة المعتدين أمام الجهات الوصية، مهما كانت صفاتهم وهوياتهم، والتكفل بكل ما من شأنه أن يخفف وطأة الاعتداءات حال وقوعها معنويا وماديا، والسعي لتحقيق الحماية من خلال المبادرة بنصوص قانونية تقدم للجهات المختصة”.
وحسب نفس المصدر، قرر المجلس عقد اجتماع طارئ، مساء الثلاثاء، حول القضية واتخاذ القرار المناسب بشأنها.
الاعتداء على الإمام ظاهرة دخيلة على الجزائريين
من جهته، أكد المفتش بوزارة الشؤون الدينية سليم محمدي في تصريح لـ”الشروق” الثلاثاء، أن حوادث الاعتداء على الأئمة التي شهدتها بعض ولايات الوطن، هي أمر مرفوض يجب تداركه واحتواؤه بسرعة، والتحقيق في أسبابه والعمل على عدم تكراره، لأن الأمر حسبه، دخيل على أخلاق وعادات وقيم الجزائريين، “الذين يكنون وقارا واحتراما وتبجيلا خاصا للإمام، الذي يعتبر رمزا للأمان والحكمة والوعظ والورع..”.
وقال محمدي، إن الاعتداء على الإمام أمر غير مقبول خارج المسجد “فما بالك أن يطعن ويضرب في محراب الصلاة”، داعيا إلى ضرورة تفعيل قانون حماية الإمام على أرض الواقع وتقديم حصانة وحماية أكبر للإمام ليتسنى له القيام بدوره في التوعية والتحسيس وإرشاد الناس ووعظهم بأمان، بعيدا عن جميع أشكال التعنيف والتخويف والترهيب.
وتجدر الإشارة، إلى أن بعض الولايات شهدت مؤخرا، حوادث اعتداء على أئمة، على غرار ولاية قسنطينة، أين تلقى إمام جامع الاعتصام في المدينة الجديدة علي منجلي، لكمة عنيفة من شاب داخل المسجد عندما كان يهمّ بالخروج رفقة عدد من المصلين بعد الفراغ من صلاة التراويح.
وتعرّض إمام في دائرة عين الحمام بولاية تيزي وزو لاعتداء تسبّب له في كسور على مستوى القدم، ما استدعى خضوعه لعملية جراحية، وتمّ إلقاء القبض على المتّهم من طرف المصالح الأمنية، حيث تأسست وزارة الشؤون الدينية كطرف مدني أمام العدالة، ورافق جمع من مواطني المنطقة، مدير الشؤون الدينية وعدد من المسؤولين المحليّين في زيارة إلى الضحية، للاطمئنان على وضعه الصحي بعد خضوعه لعملية جراحية.
وسبق هذه الحادثة، اعتداء بسلاح أبيض على إمام مسجد علي بن أبي طالب في مغنية بولاية تلمسان، بعد آدائه صلاة الظهر، أين تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى مغنية، فيما فتحت مصالح الأمن تحقيقات في الحادثة المأساوية، وتمكنت من توقيف المعتدي المفترض، بعدما فر عقب الحادثة.