-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الهامانيّون والقارونيّون

الهامانيّون والقارونيّون
ح.م

الهامانيون، جمع لكلمة “هامان”، الذي هو “خادم” لفرعون برتبة “وزير”، وكان “قابلا للاستخدام” في أية مهمة مهما تكن قذرة.

والقارونيّون، جمع لكلمة “قارون”، وهو – كما جاء في القرآن الكريم- “كان من قوم موسى” – عليه السلام- وتقول رواية إنه ابن عمّ موسى – عليه السلام كان قارون “حركيّا”، فقد خان قومه، وانخرط في صف فرعون وزبانيته، وكان همه في الحياة أن يجمع المال ويعدده من غير التفات إلى وسائل هذا الجمع وأساليبه، وقد جمع من المال القناطير المقنطرة حتى إن مفاتيح خزائنه لتنوء بالعصبة أولي القوة.

كانت نهاية هامان في الغرق مع فرعونه، وكانت نهاية قارون هي الخسف حيث خسف الله – عز وجل- بقارون وداره الأرض، وصار الجميع أحاديث، فبعدا لهم جميعا، جزاء بغيهم، وعلوّهم بغير حق، وفسادهم، وإفسادهم.

أما الهامانيّون – على غير نسب بينهم وبين هامان- فأعني بهم هؤلاء “الوزراء” الذين سيقوا إلى “جهنم الدنيا” زمرا، وأوقفوا أمام “العدالة” لتسألهم عما فعلوا من أفعال غير قانونية إرضاء واسترضاء لـ”فرعونهم”. لقد رأينا بعضهم – بعدما أدال الله – عز وجل- دولتهم- يدخلون المحكمة وهم ناكسو الرؤوس، يتوارون من سوء ما عملوا، والجماهير تصك آذانهم بكلمات “يا سراقين كليتو البلاد”.

إن هؤلاء الرهط لم يكونوا وزراء دولة، بل كانوا “عبيدا” لشخص، كان يطبق عمليا شعار فرعون “أنا ربكم الأعلى”، وإن أخطأ أحدهم فأنزل “ربه” إلى درجة “رسول”.

وقد سمعنا أن أحدهم هيّأ تمثالا نصفيا لفرعونه ليقدّمه إليه “تزلّفا”، لعله يرضى عنه ويبقيه في خدمته.. ولكن “فخامة الشعب” بأمر “الرب” – الجبار القهار- أسقط الأصنام.

وأما القارونيون – على غير نسب بينهم وبين قارون- فهم هؤلاء الذين أصبحوا بين عشية وضحاها يملكون الملايير، وقد كانوا لا يعرفون الدنانير، وصاروا يأمرون وينهون، ويعينون الوزراء والسفراء والمديرين، وكبار المسئولين، ويستقبلون كبار المسئولين الأجانب، حتى حسب الناس أنهم هم “أرباب الجزائر”.

إن هؤلاء الهامانيين والقارونين فعلوا ما فعلوه في الجزائر من سرقات، واغتصابات، واعتداءات بسبب ما توفر لهم من حماية وتغطية ممّن علا على الشعب، واستخففّه، وظن أنه لم يخلق مثله في البلاد.. ونمّى فيه هذا الظن أولئك الخشب المستندة، حتى إن أحدهم تمنى – كذبا- أن يموت يوم يموت “ربه”.. “فمتى تكونون رجالا؟” كما يقول الشاعر الرجل رمضان حمود.. لقد كان لهؤلاء الهامنيين والقارونيين آذان وعيون وقلوب ولكنهم لم يكونوا يسمعون ويبصرون ويفقهون بها، ولم تكن لم لا أبصار ولا “بصائر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!