-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حضور استخباراتي شبه دائم

الهجوم الصهيوني في إيران… قراءة تحليلية في اختراق أمني غير مسبوق

الهجوم الصهيوني في إيران… قراءة تحليلية في اختراق أمني غير مسبوق
ح.م

يشير تحليل للخبير في الشؤون الإستراتيجية الأستاذ وليد عبد الحي، أن الهجوم الصهيوني الواسع على إيران، يمثل حلقة جديدة في ” سلسلة الاغتيالات النوعية” التي تنفذها إسرائيل ضد قادة وعلماء إيران، مؤكدًا أن حجم الاختراق الأمني الإسرائيلي بات يعكس “حضورًا استخباراتيًا شبه دائم” داخل مؤسسات الدولة الإيرانية. في المقابل، يشير إلى فشل إيران في استهداف شخصيات إسرائيلية رفيعة، ما يعكس اختلالًا واضحًا في ميزان القدرة الاستخباراتية.

تضليل استراتيجي واسترخاء إيراني
يرى عبد الحي أن طهران لم تتعامل بالجدية الكافية مع التهديدات الصهيونية، خصوصًا في ظل حكومة يقودها بنيامين نتنياهو المعروف بتفضيله للخيارالعسكري. ويعتبر أن طهران وقعت في فخ “التضليل الاستراتيجي” الذي مارسه كل من نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب،حيثأ وحت أجواء المفاوضات مع واشنطن بأن العمل العسكري الصهيوني مستبعد.
لكن الواقع – وفقًا للتحليل – كشف أن ترامب زود الاحتلال بصواريخ اعتراضية، ونسّق معها بشكل دقيق، بل إن تصريحاته حول “عدم وشيكية” الهجوم كانت جزءًا من الخداع السياسي، الذي استدرج إيران إلى حالة من الاسترخاء الأمني الخطير.

كيف عبرت الطائرات؟ ودلالات الإسناد الجغرافي
الهجوم الصهيوني، الذي قُدّر استخدامه بأكثر من 200 طائرة مسيّرة ومقاتلة ومئات الصواريخ، يثير تساؤلات حول خط سير الطائرات: من أين دخلت الأجواء الإيرانية؟ وهل تم ذلك عبر أراضٍ عربية؟ يلمّح عبد الحي إلى احتمال مرور الترسانة عبر أراضٍ عربية أو من داخل إيران نفسها، مستبعدًا نسبيًا فرضية أذربيجان.
ويذكّر عبد الحي في تحليله بأن نقل تبعية دولة الاحتلال من القيادة الأوروبية إلى القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط (CENTCOM) كان تمهيدًا لهكذا عمليات، وقد سبق أن أشار إلى ذلك في تحليلات سابقة.

الرد الإيراني: هل يرقى إلى التهديدات؟

رغم أن إيران ردّت بشكل أولي بإطلاق نحو 100 طائرة مسيّرة، إلا أن تفاصيل الرد ما تزال غير مكتملة. ويشدد عبد الحي على أن عدم استهداف دولة الاحتلال للبنية النفطية الإيرانية حتى الآن، يعكس حسابات دقيقة في إدارة الصراع.
ويذهب إلى أن النظام الإيراني في وضع تاريخي حساس؛ فإما أن يترجم تهديداته إلى أفعال، أو أن يفقد جزءًا كبيرًا من مصداقيته على المستويين الداخلي والإقليمي، مستشهدًا بالقاعدة القائلة: “لا تقل لي، دعني أرى”.

الكيان الصهيوني… سبب الفوضى الإقليمية
وفي الختام، يربط عبد الحي هذا التصعيد بسياق إقليمي أوسع، مؤكدًا أن دولة الاحتلال تظل العامل الأكثر زعزعة لاستقرار المنطقة، حيث نفذت عمليات عسكرية في معظم الدول العربية، واغتالت علماء، وتدخلت في الملفات السياسية والتعليمية والاقتصادية والعسكرية.
ويختم بالقول إن أي صراع مع دولة الاحتلال، مهما كان مصدره، يصب في مصلحة القضية الفلسطينية، داعيًا إلى التصعيد ضد هذا “الكيان المُسبب لكل الاضطرابات في المنطقة منذ أكثر من 75 عامًا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!