-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الوباء القاتل ينشره الغاوون

الوباء القاتل ينشره الغاوون
ح.م

مشهد عبثي أحال بغداد إلى مسرح كوميدي، في ذكرى وفاة موسى الكاظم أحد الأئمة الإثني عشر في عرف المذهب “الشيعي” كسر كل قواعد الالتزام الإجباري بمكافحة وباء “كارونا”، وضرب قانون الحظر عرض الحائط، غير آبه بكارثة ستنزل على رؤوس المجانين والعقلاء معا .

“شعيرة” مفتعلة لم ينزل الله بها من سلطان، لا يقبلها عقل ولا يقرها منطق، لا هدف لها سوى تكريس الفرقة الطائفية في الدين الواحد، وتشويه التاريخ العربي الإسلامي، بقراءات خاطئة كتبها مشعوذون دخلاء يعتاشون على إذكاء نار الفتنة في مجتمع لا يقبل التجزئة .

دعوات مشبوهة يدرك العقلاء هدفها الخبيث، وتغري الحشد البشري الجاهل نحو إحياء مواكب العزاء في وفاة “إمام” ودع الحياة قبل أربعة عشر قرنا، بعد خلاف مع الخليفة العباسي هارون الرشيد عندما أغلق الأبواب أمام المد الفارسي الذي استهدف وحدة المجتمع الإسلامي.

دعوات مصدرها مقتدى الصدر الذي يصفه العراقيون بـ”المتلاعب بالعقول” لإحياء ذكرى وفاة “الإمام الكاظم”، متمردا على قانون حظر التجول تفاديا لتمدد انتشار فايروس كورونا، الذي ضرب المئات في مدن العراق، وعزل أكبر ضواحي بغداد الشعبية، بعد موت العشرات فيها وإصابة المئات .

دعوات أخرجت المئات من منازلهم في مسيرة على الأقدام نحو “مرقد الإمام” متوشحين بالسواد، رافعين الأعلام، مخدوعين بفتوى الدجل الطائفي: “من امتنع عن الخروج أغلقت بوجهه أبواب الجنة” .

لقد وقف الوباء الطائفي الممقوت، وقفة الجهل وهو يقف مستغربا من غلق أبواب المساجد ومراقد الأولياء ومنع صلاة الجماعة، معتقدا أن الوباء لا يصيب “الطائفيين” في أماكن تعبدهم متناسيا نصوص القرآن التي تحرم الإلقاء بالنفس إلى التهلكة.

“شعائر” كما سموها، لا تلزم المجتمع بأكمله، رغم ذلك تنتزع أمنه الاجتماعي والصحي، وتسكت سلطاته العاجزة أمام هيمنة طائفية، تكرس حالة الجهل والتخلف، في مرحلة لا يتجاهل خطورتها إلا جاهل أو متعمد نحو هلاك البشر، “شعائر” جرت العباد إلى عبادات وثنية، تعددت فيها الآلهة، وبنوا لها بيوتا، وانحرفت فيها الطقوس، وخرجت عن قواعد السلوك البشري المتزن، وأخذت العقول نحو منحدرات الجهل القاتل بعيدا عن مبادئ القرآن الكريم، في أبشع أشكال التمرد على قوانين الأرض والسماء .

حشود بشرية قطعت خطواتها في مسيرة الجهل المطبق على العقول، لم تطلع على قوانين العلم الوضعي، ولم تقرأ نصوص السماء، غارقة في أوهامها وهي تنشر الوباء الجرثومي في حشدها المحرم شرعا طالما يؤذي النفس البشرية ويودي بها إلى الهلاك المحتم .

وباء “فيروس كارونا” طال أم قصر، لن تدوم جرثومته في الحياة أبدا، فإنقاذ البشرية من خطره ووأده أولوية في العالم أجمع، لكن الوباء الطائفي المتفشي بخطره على العقل الإنساني وسلامة وجوده، لن يجد من يقاومه طالما اعتلى عرش سلطة حاكمة يتبعها غاوون تمادوا في غوايتهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!