-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الولاء للمتابَعين قضائيا!

الولاء للمتابَعين قضائيا!
ح.م

بكثير من الحسرة، تابعنا مسلسل التطبيع الذي قاد فيه رئيسٌ أمريكي مخلوع من الحكم في بلده، ورفضه الشعب في انتخابات رئاسية في أكبر دولة ديموقراطية في العالم، “قطيعا” من البشر بين سياسي وحاكم وفنان ورياضي وتاجر… قبلوا أن يكونوا “تُبَّعا” لرجل انتهت صلاحيته في بلده، فمنحوه العصمة والسمع والطاعة وهو الذي عجز عن إقناع زوجته بأن تبقى معه في ما تبقى من سنوات عمره الذي تجاوز فصل الشتاء.

لكن الحسرة تضاعفت الآن، عندما علمنا بأن هذا الذي كان يغرّد فيردُّ عليه آخرون: “صدق المغرد العظيم”، صار قاب قوسين أو أدنى من أن يكون أول رئيس أمريكي يدخل السجن على خلفية ما حدث في مبنى الكونغرس من شغب وسقوط أرواح وتسريبات صوتية أثبتت مسعاه لأجل تزوير انتخابات رئاسية تعني مصير بلد كبير، جرت أمام أنظار العالم.

في كل الخيبات التي تعرَّضت لها الأمة في العقود الأخيرة، وصلنا إلى قناعة بأن لومنا للزمن لا معنى له، وإقرارنا بأن الطرف الآخر، سواء كان أمريكا أو إسرائيل أو غيرهما، بكونه يتمتع بالقوة الخارقة، بجيوش لا تُقهر، واقتصاد لا ينهار وعلم كثير، لا حقيقة فيه، لأن العيب فعلا فينا، وما لهذا الزمن من عيب سوانا، بدليل أن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن تبادل إلى حد الآن المكالمات الهاتفية والآراء، مع العديد من الزعماء ولكنهم جميعا من بلاد الغرب، ولم يشرّق أبدا، وقد لا يفعل، على طريقة سابقه، إلا في وقت حكمه بدل الضائع، أو بعد نهاية المباراة.

وإذا كان ما يحدث في الولايات المتحدة حاليا في الجانب السياسي هو توبة حقيقية من الهزات التي تعرضت لها أمريكا بسبب حماقة رئيسها المهزوم وتهوُّره، إلى درجة أن مناصريه أعربوا عن تبرّئهم منه، كما باشرت السلطات تصحيح أخطائه وسحب الاعتراف من بعض الاتفاقيات التي قام بها فأساءت للولايات المتحدة الأمريكية في كل المجالات، تواصل الدولُ التي جرّها إلى الخطأ والخطيئة، غيّها، نحو مزيد من الضياع من دون أن يستيقظ الضمير فيها بالرغم من أنه استيقظ لدى أقرب أصدقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وحتى لدى زوجته.

نقول دائما إنَّ خير الخطَّائين هم التوّابون، ونقول بأن الندم لا ينفع بعد فوات الأوان، ونشعر بأن ما اقترفه الرئيس الأمريكي المغادر إلى غير رجعة دونالد ترامب من مظالم، قد حان موعد تصحيحها أو ترميمها وقد يعود إلى رشده وينسى الناس ما فعله ويصبح اسمه مثل الذين سبقوه ضمن تاريخ أمريكا، لكن الذين “كانوا”، عندما غرّد لهم بأن “يكونوا”، لا أحد سيسامحهم وسيخرجون من التاريخ، كما حدث في سبتمبر 1978 عندما جرّ الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، الرئيس المصري أنور السادات، إلى كامب ديفيد، فنسي الناس جيمي كارتر، ولكنهم يتذكرون أنور السادات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!