-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اليمن.. حرب تلملم أوزارها

اليمن.. حرب تلملم أوزارها

حروب الزمن الراهن، تنطلق بجحافل من العسكر، ومدافع تطلق قذائفها عن بعد، وسلاح جوي، يضرب أهدافه في العمق، حروب تتمادى في زمنها بلا حدود، دون أي نصر حاسم للأطراف المتحاربة، خسائر في البنى والبشر، وحركة تنموية تقف أو تتعثر، وخزائن المال تستنفد فوائضها، إن وجدت عند طرف ما، مأساة تتصاعد حدتها، ويتعاظم البؤس الإنساني، وأرواح شبه حية تئن تحت الأنقاض، ومشردون يبحثون عن مأوى بغطاء شبه آمن، والمنتفعون من نشوبها والمحركون لفتنتها، يترقبون إرساء قواعد مصالح أو أطماع لا يقرها شرع أو قانون.
حروب تتنامى مع تنامي بذور فتنة خارجية، تشق المجتمع المتماسك إلى أطراف تتناحر دون هدف إلا السعي لتحقيق هدف حاضناتها، تضحى في نهاية النزال هي الخاسر دون سواها.
حرب اليمن “نموذجا”، فتنة طائفية اشتعلت حرائقها، ولم تقو مياه بحر العرب على إطفائها، فزادتها نارا مع هبوب رياح شرقية أعجمية، التهمت البشر، وحرقت الأرض والشجر، امتدت سنوات وتكاد تمتد سنوات أخرى، لولا نداء عالمي مفاجئ تنادى لمحاصرة كوارثها في خطوة أولى فرضتها متغيرات تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
ويبقى باب الأمل مفتوحا، على خطوات أخرى، تنهي نزالات الحرب، ويعود الوئام لمجتمع مزقته الفتنة، التي زرع بذورها دخلاء طامعون، في التحكم بمضيق باب المندب، المنفذ الجنوبي للعالم العربي على محيطه الخارجي.
الحرب انتهت وفق رؤيا استراتيجية عسكرية، فهي مواقع محصنة وطرقات وممرات ومطارات وموانئ مفتوحة تتلقى شحنات تغذيها، فقدها الطرف الحوثي المحارب، ولم يعد بإمكان التحالف العربي الاقتراب منها، بعد إغلاقها باستحكامات الأمم المتحدة، تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي، ولم يبق أمام أطراف الحرب سوى الالتزام الحرفي الدقيق بمبادئ ونصوص القرار الدولي، الذي أجمعت عليه دول العالم وقواه الكبرى.
وإذ أغلقت منافذ الحرب، فتحت الأمم المتحدة أبواب الحوار السياسي التفاوضي، تمهيدا لمرحلة انتقالية جديدة، لا يقصى فيها أحد، قبل الخوض في حركة تنموية شاملة، تعيد بناء ما دمرته الحرب الكارثية، في يمن موحد لا شمالي ولا جنوبي، لا تفرقه فتنة طائفية دخيلة من وراء الحدود.
أما التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، الذي تشكل بناء على قرار الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فلا دور له اليوم سوى دعم اليمن سياسيا واقتصاديا والعمل على تسريع حركة البناء التنموي، بتوفير السقف المالي اللازم لتنفيذها، وهو السقف المالي الأدنى من تكاليف حرب أوقفها قرار مجلس الأمن الدولي.
ولعل دول الخليج العربي قد أدركت الآن، أن اليمن الوارث لأقدم حضارة دونت في الكتب السماوية، ليس بلدا طارئا، من الدرجة الثانية في شبه الجزيرة العربية، فتتمادى في عزله وتتعالى عليه، حتى كادت تنهبه القوى الإقليمية، التي أدركت خطورة موقعه الجغرافي-الاستراتيجي، في اختراق قواعد الأمن القومي العربي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عين العقل.

    عمليات تدمير اليمن و سوريا اشرفت على الانتهاء و بداءت تلوح في الافق بوادر تدمير الجزائر و المغرب عن طريق ضرب اقتصاد البلدين كخطوة اولى
    تخفيض اسعار النفط لضرب الاقتصاد الجزائري و استفاقة للدواعش و عملية ارهابية و نتمى ان تكون الاخيرة لضرب اقتصاد المغرب مع تسخين متسارع للخلاف المغربي/ الجزائري على خلفية الصحراء الغربية و وضعه على صفيح ساخن بتقليص مدد بث مجلس الامن في الموضوع مع تسخير الذباب الاليكتروني لقوى الفوضى الخلاقة و ازلامها من عرب الخليج لتسخين الاخوة و تدمير البلدين
    كل هذا سبقه تحريك "السترات الصفراء" لتحييد فرنسا و اشغالها . ان شرا مستطيرا يضمر لنا في الخفاء. ربي يستر .