-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتخاباتٌ بلا مساحيق

عمار يزلي
  • 957
  • 3
انتخاباتٌ بلا مساحيق
ح.م

المُضحك المُبكي في الاستحقاق الرئاسي القادم، أن الوجوه “المتعوِّدة” على “التأرنُب” من أجل سقط المتاع، لم يتقدَّموا لسحب الاستمارات رغم أنهم سحبوها في العهدة “الخامجة”. الأدهى والأمرّ، هو أن البعض من هذه الوجوه، برّر رفض ترشحه للرئاسيات المقبلة بدعوى عدم “مصداقيتها”، كما لو أن الانتخابات السابقة كانت ذات مصداقية، ما يجعل مصطلح “المصداقية” أو “الصدقية” يُعرف على أنه “تعبيرٌ يفيد المصلحة الشخصية والفردية فيه”؛ فإذا حضرت المصلحة، كانت المصداقية في كل شيء حتى في الكذب والزُّور والنفاق، أمَّا إذا ذهبت المصلحة، فالمصداقية عند هؤلاء، هي كلامُهم الكاذب، وبذلك فالمصداقية عند هؤلاء هي “حق أريد به باطل”.

المصداقية عند “المتعوّدين دايما”، على التقدّم للترشح الرئاسي، حتى ولو أنهم يعرفون أن الصندوق لا يعطيهم إلا أصواتهم الشخصية، إلا أنهم يعرفون أن الأصوات التي كانت تُوزَّع لهذا المرشح أو ذاك، لم تكن وليدة الصندوق، بل “كوطته”، التي مُنحت له في الغرفة السوداء المغلقة، حيث تُجمَع الأصوات ليُرمى بها عرض الحائط، ثم تقوم هي من تلقاء نفسها، بتوزيع الكراسي في البلديات والولايات، في الانتخابات المحلية، أو كراسي البرلمان أو أصوات الكرسيّ الرئاسي.. كل شيء كان يمشي بهذه الطريقة.. وهؤلاء الأرانب الذين كان البعض منهم “يتأرنب” لأجل وجه 5 ملايير، يأخذها ليشتري بها البقر أو السيارات، فيما كان آخرون “يتأرنبون” تزلُّفا لإعطاء مصداقية لتعدّديةٍ لا يؤمن لا هو بها ولا غيرُه.

الملاحظ في هذه الانتخابات، أنه إلى حد الآن، لم تتقدم امرأة واحدة لسحب استمارة الترشُّح للرئاسة، بعدما كان هذا الأمر حكرا على “أرنبة” واحدة، هي الآن في السجن مع أهلها وذويها. كان “تأرنُبها” دوما، دعما للرئيس المرشح وطاعة لأمر أولياء أمرها.. كلهم الآن رفقتها والذين كانوا متعهّدي وعرّابي الانتخابات بواسطة أرانب التلفيق والتصفيق ووضع البرنيق والمساحيق على وجه المرشح “البوتفليق”.

عندما يقول مرشحٌ دائم لا تنتخب عليه حتى زوجتُه، بأنه “لا مصداقية للرئاسيات المقبلة ولا ضمانات”، فهذا أمرٌ مُضحكٌ ومُبكٍ فعلا، ولا غرابة في هذا الأمر مع أشخاص لا يخجلون لا من الناس ولا من أنفسهم. لهذا، علينا في المستقبل أن نضيف إلى ملفِّ الراغب في الترشُّح للرئاسة، ليس الشهادة الجامعية فقط، بل شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة “الإعفاء” من “الأمراض العقلية”، لأنّ المجانين صاروا مدمنين على الإقبال على سحب استمارات بالعشرات، وهم يعرفون أنهم يضيِّعون الورق ويضحكون على الشعب بإعلانهم الترشُّح لشغل منصب “رئيس كل الجزائريين”. أكثر من ذلك، يجب أن يدفع الراغب في الترشُّح تكاليف العملية وتكلفة طبع الاستمارات؛ 50 ديناراً للنسخة الواحدة أو أكثر، ومن لا يتمكن من ملء الـ50 ألف استمارة، عليه أن يدفع غرامة بضِعف قيمة عدد النُّسخ من الاستمارات التي سحبها.. هذا لكي نقطع دابر جنون محبِّي الاستهزاء بذقون الشعب، حتى صرنا مضحكة ومسخرة.

الانتخابات المقبلة، سيكون الصندوق هو الفيصل فيها وليس العلب السوداء ونظام الكوطات والتوزيع العشوائي لأصواتٍ مغيَّبة مسروقة منا كما سرقوا منا الأشياء الجميلة الأخرى طيلة عقود.

سنصوِّت بقوة، على مرشح واحد، رغم كثرة البرامج والاتجاهات المتقاربة، لكن الدور الثاني بالتأكيد سيكون، وهو الذي سيحصل في التوافق، لا قبل، وهذا بفعل التجربة الأولى للصندوق، والفرديات التي تريد أن ترى شعبيتها كل على حدة. لكن  الرئيس المقبل سيكون حتما ضدَّ العصابة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • ابو محمد

    لست أدري أهو عمار يزلي الذي يكتب هذه الأسطر أم هو يزلي عمار ؟

  • دونكيشوت

    على الشعب أن يحسن الاختيار .
    يجب أن نختار من سيبقى على العهد
    يعنى يبقى ضد العصابة حتى لا يحدث ما حدث في مصر .
    وكذلك أيضا أن تبقى قيادة الجيش لترافق الرئيس المقبل ،حتى لا يحدث له ما حدث لمحمد مرسي

  • الحارث

    انتخابات ببي كول