-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتفاضة العراق ضد العبث الطائفي

انتفاضة العراق ضد العبث الطائفي

بوادر انتفاضة في العراق، اشتعلت شرارتها في الجنوب، دعت حكومة حيدر العبادي إلى عقد اجتماع طارئ للقيادة العامة للقوات المسلحة، لاحتوائها على عجل، ودخلت الميليشيات الطائفية في حالة طوارئ، لمواجهة الغضب الشعبي العارم، ونطق المرجع الشيعي على السيستاني، بعد صمت طويل، إذ أدرك خطورة الموقف الذي يهدد المنظومة الحاكمة.
فالانتفاضة انطلقت من الجنوب بأغلبيته الشيعية، ضد نظام عُرف بولائه لنظام “الوليّ الفقيه” في إيران، وكانت على أشدها في مدينة النجف عاصمة المرجعية الإسلامية الشيعية في العالم، حتى أن الأمور فلتت من زمام الأجهزة الأمنية، بما يكشف عن أبعادها الأوسع، في وضع العراق أمام منعطف جديد.
التزمت إدارة البيت الأبيض الصمت إزاء ما يجري الآن، وهي التي اعتمدت من قبل تلك المرجعية، أداة مخدرة في احتلالها للعراق، واحتمت بفتاويها، وكأن أمر الانتفاضة عليها لم يعد يعنيها!
كانت إدارة البيت الأبيض تخادع نفسها، وهي تطلق تحذيراتها من ضيق الوقت المتوفر لاستئصال خطر الميليشيات الطائفية في العراق، وتطهير الوزارات من المسؤولين الفاسدين الذين يحوِّلون أموالا ضخمة من خزائن الدولة إلى مصلحة أحزابهم السياسية وتضخيم حساباتهم الشخصية.
وتبقى صحيفة “نيويورك تايمز” هي الجدار الإعلامي الحر الوحيد الذي يمارس دوره في العراق دون ملاحقة أو تهديد بالموت، رغم إعلانها أن العسكريين الأمريكيين لا يملكون سوى القليل من القدرة في معالجة مشكلة الميليشيات بإيحاءات ومطالبات رسمية يتقدمون بها إلى حكومة عاجزة عن القيام بالمهمة باعتبار أن الكيان الطائفي الذي تنتمي إليه مورط حد النخاع بجرائم إرهابية تعلن عن نفسها دون حياء في شوارع العراق.
وربما حان الوقت للأمريكيين الذين يتقاسمون مع إيران إدارة الشأن العراقي، وضع حد لأنهار الدم الجارية في العراق بدل جريان نهري دجلة والفرات بعد جفافهما، ووضع إدارة البيت الأبيض أمام الرأي العام في موضع الرافض لإرهاب المليشيات الحاكمة.
وأحداث الأيام الراهنة تعدُّ الأسوأ على الصعيد الأمني، حيث تصاعدت جرائم الإرهاب وتنامى فساد الوزراء والأحزاب المؤتمنة في ديمقراطية زرعها جورج بوش على مصالح الدولة وشعبها، وأصبح الإعلام يغطيها تغطية تقليدية لحالات القتل اليومي للمواطنين التي تأخذ شكل عمليات إعدام فوضوية يتحول فيها المعدومون على يد ميليشيات حاكمة إلى جثث مجهولة تنتشر في شوارع العراق.
ولا وجود لحكومة حقيقية في المنطقة الخضراء؛ فالوجود المتنفذ مضمون للميليشيات المدعومة سياسيا من قبل أحزاب طائفية نافذة ترعرعت في حاضنات إيرانية، دورها يكمن في بث الفوضى وتعطيل عجلة التنمية، وإذلال الشعب العراقي.
مسؤولون أمريكيون لا يكشفون سرا خطيرا وهم يشيرون إلى أن مشكلة القوات الأمريكية المتواجدة في العراق تكمن في كونها ممنوعة من قبل قادتها بشكل كبير من مواجهة الميليشيات التي يتغلغل قادتها داخل الحكومة، حسب اعتراف مسؤولين أمريكيين.
ويكمن الفشل الأمريكي في السيطرة على الميليشيات وفرق الموت المتنفذة والفاسدين.. يكمن في انفلات من كان في نطاق سيطرة البنتاغون في مراحل النمو الأولى، واعتاد على تنفيذ الجريمة أيا كان شكلها، فاللص لن يتحول إلى قديس ولو في لباس “فقيه” سياسي قاتل. وهنا يكمن سر تصاعد الإرهاب الذي يخفي سرقات العصابات الطائفية المفضوحة رغم ارتدائها للباس أحزاب “دينية” صادق المحتل الأمريكي على وجودها، وأضحت غطاءً لدور إيران التخريبي في العراق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الناقد

    غياب العراق واضح وضوحاً جلياً و انعكس سلباً على ما يحدث للعالم العربي، و الله لقد نجحوا في إضعاف الأمة من خلال تغييب العراق و مصر (كأقوى دوليتن في المنطقة) لتخلو إسرائيل بفلسطين و تعربد في المنطقة دون حسيب و لا رقيب. و ينشروا اليأس من إمكانية استعادة الجولان المحتل و لما لا فلسطين !
    اللهم وحد قلوب العراقيين و احقن دماء السوريين و ما ذلك عليك بعزيز.

  • benchikh

    معلومات قيمة من طرف الكاتب العراقي لما يحدث في العراق الشقيق ,السيطرة الغربية على الاعلام تشوه الحقيقة لايصلنا الا اخبار مفبركة مظلمة مرعبة عن وضع لايعكس الوضع الحقيقي,, فمهمتنا نقل الحقيقة عن قرب حتى ينير بعضنا البعض ما يحدث بالعراق كان مخطط له من قبل القوى الاجنبية المتصارعة حتى ايران,, كان من الاجدر الرجوع الى كلمة التوحيد وعدم اضاعة الارواح والوقت والمال فيما لا يفيد لا العابد ولا المعبود ,,وها هي بطوائفها فتحت ابواب الفتن. على العراقيين ان يوحدوا كلمتهم لبناء عراق موحد يسيره العراقيين لا العملاء لايران اوغيرها .