انهيار “جسر الأمل” الذي شيّده سكان جيجل بأموالهم وسواعدهم

تفاجأ سكان بني ياجيس بولاية جيجل، صباح الثلاثاء، تزامنا مع الأمطار الغزيرة التي عمّت المنطقة، بانهيار جسر الأمل الذي بنوه بسواعدهم وإمكانياتهم الخاصة من مال وعتاد، منذ قرابة سنتين وأطلقوا عليه اسم الأمل وصار مزارا لسكان الولاية، وولايات أخرى يفتخرون به ويعتبرونه ثمرة الإرادة والأمل.

وحسب سكان المنطقة الذين تحدثوا للشروق وهم في قمة الأسى والحزن، فإن انهيار الجسر جاء نتيجة ارتفاع منسوب مياه واد جن جن إلى مستوى غير معهود، تزامنا مع الاضطراب الجوي الأخير الذي عرفته المنطقة وعرفت تهاطل قرابة 100 ملم من الغيث في أقل من 24 ساعة، إضافة إلى قيام إدارة سد تابلوط بجيجل بفتح صمامات السد الذي امتلأ عن آخره، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه إلى مستوى قياسي تسبب في انهيار جسر الأمل، الذي قام قبل أقل من سنتين سكان منطقة بني فرح ببلدية بني ياجيس بولاية جيجل بإنجازه لفك العزلة عنهم وتجنب خطر فيضان الوادي، الذي راح ضحيته أكثر من 30 شخصا منذ الاستقلال غالبيتهم من الأطفال، غرقوا وهم يعبرون المكان الخطير.

وبعد ما باءت كل مطالبهم بتسجيل مشروع إنجاز الجسر بالفشل، قاموا بمبادرة للتطوع وتسخير إمكانياتهم البسيطة، أين تمكنوا من إنجاز الجسر الجميل في ظرف شهرين ما بات يمكنهم من عبور الوادي نحو منطقة بوجوادة، وتم استعماله طوال هذه الفترة، وطافت صور الجسر العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد لقيت المبادرة صدى واسعا على المستوى الرسمي والشعبي، وقد قام الوالي بشير فار بزيارة إلى الجسر المذكور،. أين ثمّن المبادرة واستحسن روح التضامن ووعد بمساعدة أهل المنطقة، وفعلا خص المنطقة بغلاف مالي قدره 14 مليار سنتيم لدفع عجلة التنمية بعد إطلاعه على حالة البؤس، التي يعيشها السكان وسط ظروف معيشية صعبة وطبيعة جبلية قاسية وعزلة عن العالم الخارج، وكان منظر بعض السكان والتلاميذ على وجه الخصوص الأربعاء، بعد عودة الصحو لولاية جيجل مؤثرا، وهم في حالة من الحداد وحتى البكاء بعد أن شاهدوا حطام الجسر.

وبينما باشر بعض السكان بنشر الخبر والصور، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورفع التحدي لأجل إعادة بنائه، قالت مصادر من ولاية جيجل بأن السلطات ستتكفل بإنجازه وفق المعايير الهندسية الصحيحة.