-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بأيدينا أكثر من حل..

الشروق أونلاين
  • 460
  • 0
بأيدينا أكثر من حل..

نضع أنفسنا في كثير من الأحيان أمام موقف نقول فيه: لم يبق لنا أي حل، أو هناك حل واحد لا غير.. وقليلا ما نُحاول وضع أنفسنا أمام حلين أو ثلاثة… ويكاد ينعدم حديثنا عن وجود حلول كثيرة، بالرغم من أن هذا الخيار الأخير هو الأفضل والأكثر واقعية والأكثر قابلية للتطبيق في ظل تضارب المصالح اليوم، وتضارب وجهات النظر، وأحيانا في ظل ضيق الأفق واستعجال تحقيق الأهداف…
لماذا استطاعت دولٌ مثل روسيا، برغم الأوضاع التي كانت سائدة فيها قبل 1988 وسياسة “البريسترويكا”، إيجادَ مخرج لها، ولم تجده دولة كيوغسلافيا التي كان مصيرها الاندثار من الوجود تماما؟ لماذا استطاعت تونس أن تجد لنفسها مخرجا من الأزمة السياسية التي وقعت فيها ولم تجد ذلك الجارة ليبيا أو سورية أو اليمن أو العراق؟ لماذا لم يمسّ التبدّل الحاصل في العالم نحو الديمقراطية، بكل ما حصل فيه، دولة مثل الصين واستمرّت في نظام الحزب الواحد إلى حد الآن وازدادت ازدهارا على ما كانت عليه حتى وإن لم تُعط أيَّ أهمية لما يُعرَف بالموجة الديمقراطية الليبرالية؟
هناك مسألة جوهرية في هذا المجال ينبغي التنبيهُ إليها، ألا وهي دور النخبة بمختلف فئاتها في هذه الدول بغضِّ النظر عما إذا كان موقعها من السلطة أو كانت مدنية أو عسكرية. هذه النخبة إنما هي التي كانت لها الكلمة الفصل في تحديد الخيارات الاستراتيجية للبلاد، بل هي التي قامت بدورها الحقيقي في الوقت المناسب ومكَّنت بلادها من اختيار الطريق الأصوب الذي ينبغي أن تسلكه لتتفادى السيناريوهات الكارثية كالتي وقعت فيها يوغسلافيا وانتهت بزوال الدولة أو وقعت فيها مختلف الدول العربية سالفة الذكر وانتهت بها إلى الفشل.
ولعلنا اليوم في أمسِّ الحاجة إلى هذا الدور بعيدا عن السياسة والتحزب، وبعيدا عن التمييز بين نخبة المجتمع على أساس الموالاة والمعارضة كتقسيم نمطي غير سليم، ذلك أننا لا يُمكن أن نكون في مسائل السياسة الداخلية وبين أفراد المجتمع منقسمين: فريق على حق 100 بالمائة، وفريق على باطل 100 بالمائة. هذا الدور يتمثل بتقديري في القيام بتقييم موضوعي للأوضاع بين عناصر من النخبة من مختلف المشارب الفكرية من مدنيين وعسكريين يربطها عاملٌ مشترَك واحد وهو ألا تكون متورطة في مصالح مادية أو معنوية مع أي طرف كان، وأن يُشهَد لها بالكفاءة والنزاهة وأنها تعيش من جهدها الخاص ولم تمتدّ يدُها إلى النهب أو الثراء غير المشروع أو تعيش من ريع اكتسبته نتيجة مهمات أو ولاءات مشكوك في شرعيتها أو مصداقياتها…
تكفي هذه الشروط القليلة ليتم الاحتكام إلى رأي هذه الفئة بشأن التحول المقبل في السلطة ببلادنا، ودون شك، ستستعرض أمامها عشرات الحلول وستُمكِّننا من الحل الأفضل، القادر على نقلنا بالفعل إلى مرحلة نوعية من تاريخنا، كما ستجعلنا نتصرف كدولة تَحتَكِم إلى كفاءاتها، لا كدولة تتصرف بطريقة عشوائية ضيِّقة انتقامية يمكن لتصرّفها أن يؤدي بنا جميعا إلى التهلكة، لا قدّر الله.
إننا نريد أن نصنع الأمل مع هؤلاء، وذلك ممكن، لا أن نُعمِّم اليأس مع غيرهم وذلك ما يريده لنا البعض من ضيِّقي الأفق..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!