-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بايدن ونتنياهو وقصة الانتقام الكبير من إيران!

الشروق أونلاين
  • 23160
  • 0
بايدن ونتنياهو وقصة الانتقام الكبير من إيران!
أرشيف
وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة أيليت شاكيد

كشفت صحيفة أمريكية أن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتباحثان، الأربعاء، موضوع الانتقام من إيران.

وقال موقع أكسيوس إن بايدن ونتنياهو سيتحدثان، بشأن “الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني”، إلى جانب مناقشة الحرب في لبنان وغزة.

وأوضح الموقع نقلا عن مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو يرغب في إطلاع الرئيس بايدن على القرار الإسرائيلي فور اتخاذه.

كما نقل عن مسؤول أميركي قوله “نريد توظيف مكالمة بايدن ونتنياهو في محاولة لتشكيل حدود الانتقام الإسرائيلي”، والتأكد من أن إسرائيل تهاجم أهدافا في إيران تكون مهمة لكن ليست مبالغا فيها، على حد قول المسؤول.

وأضاف أكسيوس أن نتنياهو اجتمع أمس الثلاثاء مع رؤساء أجهزة عسكرية للتوصل إلى قرار بشأن نطاق الهجمات الإسرائيلية على إيران.

ومن المتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي على إيران كبيرا ويشمل غارات جوية على أهداف عسكرية وهجمات أخرى سرية.

وتوعد نتنياهو بأن تدفع إيران ثمن هجومها الصاروخي، بينما قالت طهران إن أي رد انتقامي سيقابل “بدمار هائل”، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في المنطقة المنتجة للنفط قد تنجر إليها الولايات المتحدة.

وزيران سابقان يدعوان لتدمير منشآت إيران النووية

وكان وزيران إسرائيليان سابقان قد دعيا بشكل عاجل وملح لتدمير منشآت إيران النووية، كونها تشكل حسبهما تهديدا على وجود الدولة العبرية.

وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة أيليت شاكيد: “على إسرائيل استغلال الظرف الراهن وتدمير المنشآت النووية الإيرانية”، وهو الرأي الذي وافقها عليه رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت بالقول إن الجيش بإمكانه ذلك لأنها تشكل خطرا على وجود إسرائيل.

يذكر أن شاكيد تكنّ بغضا لشعوب المغرب العربي بشكل خاص، حيث قالت في تصريحات سابقة إنهم جهلة ويستحقون الموت، كما تحدثت عن تحویل مخيم خانیونس للاجئين إلى ملعب لكرة القدم، وتهجير جميع سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.

الأهداف المحتملة للقصف

والأحد 6 أكتوبر الجاري كشفت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحدد الأهداف المحتملة للقصف  في إيران، منها مقر المرشد الأعلى علي خامنئي، وذلك ردا على الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنّته.

وبحسب ما أفادت القناة 12 العبرية، فإن الاحتلال الإسرائيلي يدرس استهداف منشآت نفطية إيرانية ومجمعا رئاسيا ومجمع المرشد الإيراني علي خامنئي ومقر الحرس الثوري.

وأوضحت أن قرار الرد على إيران اتخذ في تل أبيب، ولا تزال هناك مناقشات بشأن الطريقة والتوقيت.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، السبت، قولهم إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن الرد على إيران، وأوضحوا أن الخيارات تشمل الهجوم على طهران مباشرة أو استهداف مصالحها بالشرق الأوسط.

من جهتها، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن الجيش الإسرائيلي قوله إن “إسرائيل في مواجهة مباشرة مع إيران”، مؤكدا حالة التأهب في جميع الجبهات.

وأضافت نقلا عن جيش الاحتلال أن الرد على إيران قد لا يمنع هجوما إيرانيا آخر على إسرائيل لكنه سيحقق “الردع”، وأن الجيش يتوقع تعاونا دوليا يتفهم الرد على طهران مما يمنح الشرعية لإسرائيل.

ومنذ الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على تل أبيب ولا حديث للصحف الأمريكية إلا عن رد الاحتلال الإسرائيلي كيف سيكون، وهل سيتم تنفيذه في الذكرى الأولى لعملية “طوفان الأقصى” بضرب  منشآت نووية من أجل تفجير حرب إقليمية شاملة.

وبحسب ما أوضح “مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية” في تصريحات خاصة لشبكة “سي إن إن”، الجمعة، فإن تل أبيب “لم تقدم ضمانات للبيت الأبيض بشأن عدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية”.

وأضاف المسؤول الذي لم يتم الكشف عن هويته، أنه “من الصعب حقًا معرفة فيما إذا كانت إسرائيل ستستغل الذكرى الأولى لهجمات السابع من أكتوبر، لتنفيذ ردها ضد إيران”، مردفا أنه لا توجد ضمانات بشأن تحلي قادة الاحتلال بالحكمة وتجنب ضرب المنشآت النووية.

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة لن تدعم استهداف إسرائيل للمنشآت النووية في إيران.

وأضاف في مؤتمر صحفي، الجمعة: “لو كنت مكانهم، لكنت فكرت في بدائل أخرى”.

وكان بايدن قد كشف في وقت سابق أن المسؤولين الأميركيين “على اتصال بنظرائهم الإسرائيليين 12 ساعة في اليوم”.

والأربعاء، قال نائب وزير الخارجية الأميركي، كيرت كامبل، إن هناك “جهودا كبيرة على الجانبين للحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة، والتأكد من فهم وجهات النظر”.

وأضاف كامبل في مناسبة أقيمت بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: “فيما يتعلق بالهجوم الإيراني على إسرائيل، ليست إسرائيل وحدها التي تفكر في خيارات الرد؛ بل الولايات المتحدة أيضا”.

من جانبه، اعتبر الرئيس الأميركي السابق، المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقبلة، دونالد ترامب، أن على إسرائيل ضرب المنشآت النووية في إيران.

وفي حديثه في ولاية نورث كارولينا، أشار ترامب إلى سؤال طُرح على بايدن، في منتصف الأسبوع حول إمكانية استهداف إسرائيل منشآت نووية إيرانية، بالقول: “لقد طرحوا عليه هذا السؤال، وكان ينبغي أن تكون الإجابة ‘اضربوا النووي أولا واهتموا بالباقي لاحقا'”، وفق ما نقلته فرانس برس.

في ذات السياق، قال محللون بأن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية النفطية من شأنه أن يزيد المخاطر، ويدفع طهران إلى إطلاق وابل صاروخي أكبر، وتنظيم هجمات ضد المصالح الإسرائيلية في الخارج، وتكثيف برنامجها النووي، مما يسرع طريق طهران نحو القنبلة النووية.

بدوره، لفت نورمان رول، الذي شغل منصب كبير ضباط المخابرات الأميركية بشأن إيران من عام 2008 إلى عام 2017، إلى أن إسرائيل ستسعى إلى تعزيز فكرة أن تفوقها التكنولوجي ومهاراتها العسكرية يسمحان لها بضرب أي هدف في إيران.

إلا أنه أشار في الوقت عينه إلى أنه من المرجح أن تتجنب ضرب أهداف قد تؤدي إلى حرب واسعة النطاق مع إيران، في إشارة إلى النووي.

وتابع أن الحرب الواسعة مع إيران ستتطلب دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا، إن لم يكن مشاركة فعلية من الولايات المتحدة، لكن تل أبيب تدرك أن واشنطن ليس لديها مصلحة في الانخراط في مثل هذا الصراع، وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

هذه مخاطر استهداف المنشآت النووية

تستخدم المنشآت النووية عادة مادة اليورانيوم خصوصا في تصنيع الذخائر بهدف اختراق الدروع التي يصعب اختراقها بالقذائف التقليدية.

إلا أن انفجار هذه القذائف يجعل اليورانيوم المنضب يشتعل ويتفكك إلى أجزاء تحوي رذاذاً من جسيمات دقيقة تصدر إشعاعاً ساماً يمكن له أن يستمر بالتواجد آلاف السنين.

كما أن الخطر الأساسي يأتي من تسرّبه للبشر، وما يمكن أن يفعله من تشوهات ثم إصابات بمرض السرطان، وله أضرار على الكلى والكبد والقلب.

أما في حال انتقلت الجسيمات للماء، فإن ذلك يترك أضرارا على البشر والحيوانات والنباتات بعد انتقاله للتربة، وفقا لـ”التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم”.

كما أن الغبار الناتج عن استخدامها خطير عند استنشاقه، وأن الذخائر التي لا تصيب أهدافها يمكن أن تسمم المياه الجوفية والتربة التي تسقط فيها.

بدورها، تشدد وكالة حماية البيئة الأميركية عبر موقعها الرسمي، على أن التعرض لمستويات عالية جدا من الإشعاع، مثل الاقتراب من انفجار نووي، يمكن أن يسبب آثاراً صحية حادة مثل حروق الجلد ومتلازمة الإشعاع الحادة “مرض الإشعاع”.

كما يمكن أن يؤدي أيضا إلى آثار صحية طويلة الأمد مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.

كذلك فإن التعرض لمستويات منخفضة من الإشعاع في البيئة لا يسبب آثارا صحية فورية، ولكنه يساهم بشكل طفيف في خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام.

أما الأمم المتحدة، فتؤكد أن الأسلحة النووية هي أخطر الأسلحة على وجه الأرض، لأن بإمكان أحدها أن يدمر مدينة بأكملها، ويقتل الملايين احتمالا، ويعرض للخطر البيئة الطبيعية للأجيال القادمة وحياتها، من خلال آثاره الوخيمة الطويلة الأجل.

وتضيف أن الأخطار المترتبة على هذه الأسلحة تنشأ من وجودها ذاته.

ومع أن الأسلحة النووية استخدمت مرتين فقط في الحرب – في قصف هيروشيما وناغاساكي في عام 1945 – فإنه يقال إنه لا يزال هناك 000 22 من هذه الأسلحة في عالمنا اليوم، وأنه أجرى حتى اليوم ما يزيد على 000 2 تجربة نووية.

خيارات التصعيد

وفي وقت سابق قالت تقارير إخبارية إن الاحتلال الإسرائيلي يدرس خيارات التصعيد مع إيران، ما جعل شبح الحرب الإقليمية يلوح في الأفق، مع تأكيد أطراف على كونه أمر واقع الحدوث لا محالة وفي وقت قريب.

وبحسب تقرير نشره موقع الحرة فإنه بالتزامن مع مرور عام على اندلاع الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس في قطاع غزة، دخلت التوترات في الشرق الأوسط مرحلة هي الأقرب إلى حرب إقليمية شاملة، خصوصا بعد هجوم إيران الصاروخي على تل أبيب الثلاثاء، وهو الثاني في غضون ستة أشهر، وترقب العالم والمنطقة تحديدا لرد هدّد الاحتلال بأنه سيكون مدمرا.

والأربعاء قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة الدوحة، التي يزورها للمشاركة في قمة حوار التعاون الآسيوي، إن بلاده تريد السلام، لكن إذا ردت تل أبيب على الهجوم الأخير سيكون رد طهران أقسى.

وفيما يتعلق الوضع في المنطقة، أفاد بزشكيان “نحن ضد إراقة الدماء بشكل مطلق، قلنا دائما إننا نريد السلام. لا نريد سفك الدماء في أي بلد. لكن إسرائيل تجبرنا على القيام بذلك”.

وردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران، أوضح بزشكيان أن “إسرائيل باغتيالها ضيفنا أجبرتنا على الرد، قامت بذلك في ليلة أدائي اليمين الرئاسي، لا يمكن لأي دولة أو جهة أن تقبل بذلك، لا يمكن لأي دولة أن تتطور أو تزدهر في ظل الحرب”.

في ذات السياق قال الوزير الإسرائيلي السابق شمعون شتريت، وهو عضو سابق أيضا في الكنيست في مقابلة مع قناة “الحرة” الأربعاء، إن القيادة الإسرائيلية تتباحث بجدية حول مدى التصعيد الذي يجب تبنيه في المرحلة المقبلة.

ويضيف: “يبدو أن هناك تيارا قويا داخل القيادة الإسرائيلية يميل نحو تبني ردود عسكرية أشد، خاصة مع استمرار دعم إيران لحلفائها الإقليميين، مثل حزب الله وحماس”.

في مقابل ذلك، هناك أيضا من يدعو إلى ضبط النفس والتفكير بحذر قبل اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى حرب إقليمية شاملة. وهذا الموقف يبرز بشكل خاص في ضوء المخاوف الأميركية والدولية من التصعيد المستمر بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران.

وتحدث شتريت عن الخيارات المطروحة أمام القيادة الإسرائيلية للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الكبير على تل أبيب، وهي:

• الخيار الأول: معاقبة إيران بشكل يخلق نوعا من الردع الفعّال بعد الهجوم الأخير.

وقال شتريت: “في أفريل الماضي، اختارت إسرائيل الرد بشكل رمزي على الهجوم الإيراني، ولكن الآن هناك قرار بألا يكون الرد رمزيا كما كان في السابق”.

ويأتي هذا الاتجاه بحسب شتريت في سياق تعزيز الردع الإسرائيلي ضد طهران وضمان عدم تكرار الهجمات الصاروخية.

• الخيار الثاني: استهداف المصالح الاستراتيجية الإيرانية، مثل المنشآت الاستراتيجية في مجالات الطاقة والبيئة، والتي ستكون خطوة أكثر تصعيدا.

إلا أن شتريت استبعد هذا الخيار على المدى القصير، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء، والتي أبدى فيها تحفظا تجاه استهداف المنشآت النووية الإيرانية.

وأكد شتريت أن “إسرائيل ترى أن إيران لا تقتصر على التهديد اللفظي فحسب، بل تدعم بقوة حزب الله وحماس والحوثيين، مما يشكل تهديدا مستمرا لإسرائيل”.

وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، الأربعاء، إن العواقب التي ستواجهها إيران بسبب أفعالها ستكون “أعظم بكثير مما كانت تتخيله” بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته على إسرائيل الثلاثاء.

ويشير تحليل نشرته شبكة “سي أن أن” الأربعاء، إلى أن إسرائيل إذا قررت ضرب المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية الحيوية في البلاد، فإن هذا سيكون بمثابة التصعيد إلى أعلى مستوى.

وتقول الشبكة إن مثل هذا السيناريو قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة، قد تنضم إليها أطراف أخرى، مما يزيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط.

وحذّر الخبير العسكري، الباحث في مؤسسة أولويات الدفاع، دانيال ديفيس في مقابلة مع قناة “الحرة” الأربعاء، من العواقب المترتبة على الانخراط الأميركي المباشر في النزاع في الشرق الأوسط.

ويعتبر شتريت أن “إيران هي من أشعلت الحرب في المنطقة على مدار السنوات الماضية، ولذلك إسرائيل لديها مبرر للنظر في رد فعل أكثر تصعيدا”.

لكنه أشار إلى أن “مثل هذا القرار يجب أن يتم بالتشاور مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها الجنود والمعدات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط”.

في المقابل، يرى الباحث الإيراني في الشؤون الإقليمية والدولية حكم أمهز أن “إيران لا تسعى إلى إشعال حرب، بل أن هجومها الأخير على إسرائيل جاء كرد فعل على ما وصفه بـ”انتهاك إسرائيل للسيادة الإيرانية”.

وأشار أمهز في مقابلة مع قناة “الحرة” الأربعاء إلى أن اغتيال إسماعيل هنية في الأراضي الإيرانية كان “انتهاكا صارخا للقوانين الدولية”، مما أعطى لإيران حق الرد المشروع بموجب هذه القوانين.

وأكد أمهز أن الهجوم الإيراني كان مجرد “رد فعل وليس فعلا”، معتبرا أن كل ما يجري في المنطقة هو نتيجة “أفعال دولة الاحتلال”.

وأضاف: “إيران لم تبدأ بالتصعيد، لكنها تستجيب للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في المنطقة، سواء في سوريا أو العراق أو لبنان”.

ويرى أمهز أن القانون الدولي يدعم موقف إيران، ويمنحها الحق في معاقبة المعتدين الذين ينتهكون سيادتها.

ويشدد تحليل “سي أن أن” على أن القرارات التي ستتخذها القيادة الإسرائيلية في الأيام المقبلة ستحدد إلى حد كبير مسار الأحداث في المنطقة، سواء نحو تهدئة محتملة أو تصعيد يقود إلى حرب شاملة.

لكن التحليل يشير إلى أن العامل الحاسم في هذا الصراع هو إلى أي مدى ستذهب الولايات المتحدة في دعم الاحتلال الإسرائيلي.

وتوعدت إدارة بايدن أيضا إيران “بعواقب وخيمة”، وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، في إفادة صحفية في واشنطن، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة “ستعمل مع إسرائيل لتنفيذ ذلك”.

ولم يحدد سوليفان كيف ستكون هذه العواقب كما لم يحث تل أبيب على ضبط النفس كما فعلت الولايات المتحدة في أفريل عندما نفذت إيران هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ.

وتقول الشبكة إن ما يجعل الموقف الأميركي غامضا هو التوازن الذي تسعى واشنطن للحفاظ عليه في المنطقة، إذ ترغب في دعم حليفتها إسرائيل، لكنها في الوقت نفسه تحاول تجنب إشعال حرب إقليمية قد تتسبب في زعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل أكبر.

وعبر ديفيس في مقابلة مع قناة “الحرة” عن اعتقاده بأن نية االاحتلال الإسرائيلي تتمثل في جلب الولايات المتحدة إلى جانبه، وهو ما يتطلب من واشنطن أن تكون واضحة في مواقفها.

“على أميركا أن تقول بوضوح إنها لا ترغب في خوض حرب إلى جانب إسرائيل”، يقول ديفيس.

حرب شاملة خلال أيام أمر وارد

وكشفت صحف أمريكية أن اندلاع حرب إقليمية شاملة أمر وارد الحدوث خلال الأيام القليلة القادمة، بسبب عزم نتنياهو الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني برغم تهديدات طهران.

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن تل أبيب ستبدأ “ردا قويا” على الهجوم الإيراني الصاروخي الذي استهدفها، مساء الثلاثاء، في غضون أيام، وقد يشمل ذلك استهداف منشآت نفطية ومواقع استراتيجية إيرانية أخرى.

وحذّر المسؤولون في تصريحاتهم لموقع “أكسيوس” الأميركي، الأربعاء، من احتمالية اندلاع حرب إقليمية شاملة، حيث هددت إيران بأنه في حال قررت إسرائيل الرد على هجومها الصاروخي، فإنها ستوجه ضربات أخرى ضدها.

وأكد الرئيس الإيراني أنه إذا ارتكبت إسرائيل أي أخطاء فستتلقى ردا أقوى وأكثر تدميرا، مشددا بأن إيران لن تتساهل بشأن كرامتها وعزتها، بينما قال المرشد االأعلى علي خامنئي إن وجود الولايات المتحدة والدول الأوروبية في المنطقة هو أساس المشكلة وسبب هذه الحروب.

وأضاف أنه إذا خرجت هذه الدول من المنطقة ستنتهي الحروب، مؤكدا أن دول الشرق الأوسط قادرة على العيش بسلام.

وتعتبر طهران ضرباتها الصاروخية على تل أبيب “ردا” على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في غارة صهيونية على بيروت.

وتعهد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إيران ارتكبت “خطأ جسيما”.

وحال قررت إيران تنفيذ هجمات مجددا عقب الرد الصهيوني المحتمل، قال المسؤولون لأكسيوس إن حينها “ستكون كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية”.

وقال مسؤول إسرائيلي للموقع الأميركي: “لدينا علامة استفهام كبيرة حول كيفية رد الإيرانيين على الهجوم (المرتقب)، لكننا سنأخذ في الاعتبار احتمالية القيام بأقصى ما يمكنهم فعله، وهو ما سيكون قضية مختلفة تماما”.

وذكر تقرير أكسيوس أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إلى منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل، لكن يقول البعض إن “تنفيذ اغتيالات وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية أمر وارد أيضًا”.

كما أضاف أن الرد الإسرائيلي “ربما يشمل غارات جوية بجانب عمليات سرية مماثلة لتلك التي أدت إلى مقتل هنية قبل شهرين في طهران”.

وإلى جانب الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال الإسرائيلي، أفادت تقارير إخبارية بحشد فرنسا لقواتها العسكرية في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني على تل أبيب تحسبا لاندلاع حرب إقليمية، مع دعوة جميع الأطراف لضبط النفس.

ومنذ أيام أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، إن ما تَشْهَدُهُ منطقة الشرق الأوسط من تصعيد ينذر بنشوب حرب إقليمية شاملة.

وأوضح عطاف بنيويورك، أن قرارات مجلس الأمن لم يعر لها الاحتلال الاستيطاني أي اعتبار، حيث أمعن في جرائِمه الشنعاء وانتهاكاتِه الصارخة وممارساتِه اللاإنسانية، كما أمعن في جرائِمه دُونَ أن يَلْقَى أي ردعٍ حاسم، وكذا دون أي إدانةٍ صريحة من مجلس الأمن.

وعقب اغتيال نصر الله كررت نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس ما ورد في بيان بايدن بشأن عدم رغبة الإدارة في “رؤية الصراع في الشرق الأوسط يتصاعد إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً”، مشيرة إلى الجهود الأميركية لتأمين حل دبلوماسي على “طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية”.

ويرى جيمس جيفري سفير الولايات المتحدة السابق في أنقرة وبغداد، أن إسرائيل لم تعد “تقبل بسياسة الولايات المتحدة للتهدئة ووقف إطلاق النار التي أثبتت فشلها على مدار 20 عاماً الماضية.. ما تفعله وتقوله إسرائيل لواشنطن: نحن لا نقبل رفضكم الاعتراف بأن القوة العسكرية يمكن أن تحقق النتائج”.

ويرى حسين أبيش كبير الباحثين بمركز الخليج في واشنطن، أن الإدارة الأميركية في “موقف صعب للغاية”، فقدت السيطرة على تصرفات إسرائيل، كما أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر كانت تركز على شيء واحد فقط وهو منع توسع الحرب إلى لبنان، لكنها توسعت بالفعل، وليس لأن “حزب الله” أو إيران يريدان حرباً في لبنان، بل لأن الاحتلال الإسرائيلي هو من تريد التصعيد.

ومنذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023 تشهد منطقة الشرق الأوسط “تصعيدا غير مسبوق” على جبهات عدة، على خلفية الحرب بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس ودول أخرى.

وبينما يتجادل مختصون بشأن تبعات التوترات المتلاحقة بالمنطقة، وإمكانيات تحولها إلى “حرب إقليمية واسعة النطاق”، يجزم محللون على الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا يستفزان إيران من أجل إشعال فتيل الحرب، والمضي قدما نحو أهداف توسعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!