-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بداية سقوط الصقور

الشروق أونلاين
  • 1070
  • 0
بداية سقوط الصقور

رشيد ولد بوسيافة
التصويت العقابي ضد الجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية، وإزاحتهم من موقع الأغلبية في الكونغرس الأمريكي بغرفتيه، يحمل دلالات عديدة أولها أن الناخب الأمريكي أصبح أكثر اهتماما بالتطورات الدولية والدور الذي تمارسه واشنطن فيها، والمفارقة في ذلك أن حرب العرق التي كانت سببا في إعادة انتخاب بوش لعهدة ثانية هي نفسها التي كانت سببا في زحزحة حزبه من الأغلبية.وأولى نتائج هذا التصويت العقابي هو سقوط المهندس الرئيسي للحرب ضد أفغانستان والحرب ضد العراق، ويتعلق الأمر بوزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، الذي رمى المنشفة بعد أن ورط بلده في حربين متتاليتين ولم ينه أيا منهما، بل ترك منصب المسؤولية في ظرف ازدادت فيه الجبهتان اشتعالا، خاصة في العراق، حيث تكبد الجيش الأمريكي خسائر في الأرواح في حصيلة هي الأعنف منذ بداية السنة.

الأمريكيون الذين أعطوا التفوق للديمقراطيين بعد أن ظلوا أقلية في الكونغرس منذ سنة 1994، أقنعوا بوش بالتخلي عن “جبروته” ولم يعد يقدم نفسه كمنقذ للعالم من الخطر الداهم الذي يمثله صدام المكبل بالأغلال وبن لادن المختبئ في أحراش أفغانستان، وتحول بوش إلى ولد مطيع، حيث قال في أول لقاء جمعه بالديمقراطيين إنه منفتح على كل الأفكار بشأن العراق.

ومن الواضح أن الضربة القاضية التي تلقاها الجمهوريون في الانتخابات النصفية جاءت من طرف الناخبين العرب والمسلمين الذين عانوا من الإدارة الأمريكية بسبب ميولاتها العدائية للعالم العربي والإسلامي وساندوا الديمقراطيين الذين أبدوا ليونة في التعامل مع الملف العراقي، ونشطوا حملاتهم الانتخابية بانتقاد السياسة الأمريكية في العراق التي كانت وبالا على العرب والمسلمين وعلى الأمريكيين أنفسهم.

ومن الواضح كذلك أن الأشهر المقبلة لن تكون بردا وسلاما على إدارة بوش المجبرة من الآن على تبرير سياساتها وقراراتها أمام أغلبية ديمقراطية في الكونغرس، سوف لن تتجاوز عن مثل تلك الأخطاء الذي ظل يرتكبها بوش والتي حول العالم من خلالها إلى حلبة صراع بعد أن خلق له أعداء وهميين، ثم أنذر نفسه وجيشه وشعبه وحلفاءه للقضاء على هؤلاء الأعداء، لذلك عاقب الأمريكيون بوش لأنه انتقل بهم إلى عالم أقل أمنا وسلاما.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!