-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
هدايا بالملايين وعطل للناجحين

بذخ وإسراف في احتفالات النجاح في “السانكيام”

زهيرة مجراب
  • 2449
  • 0
بذخ وإسراف في احتفالات النجاح في “السانكيام”
أرشيف

يعد النجاح في اقتطاع الشهادة الدراسية والانتقال من مرحلة تعليمية إلى أخرى الهدف المرجو والذي يصبو إليه كل تلميذ، ولذا تحرص العائلات على مرافقة هذا النجاح باحتفالات يتقاسمون فيها الفرحة رفقة الأهل والأحباب، لتتخذ هذه السنة منحى آخر لتحضر مظاهر التباهي والبذخ لدى عائلات حولت السانكيام إلى أعراس.
لم يكد يمر سوى قرابة أسبوع عن إعلان نتائج امتحان شهادة التعليم الابتدائي “السانكيام”، حتى شرعت العائلات في الإعداد للاحتفال بهذه المناسبة المهمة في المشوار الدراسي لكل تلميذ، فبعد ما كانت العائلات تكتفي بتوزيع قارورات المشروبات الغازية “القازوز” على سكان العمارة والحي، أصبحت الاحتفالات تتم في أمسيات شبيهة بالأعراس.
فمباشرة بعد إعلان النتائج شمرت الأمهات على سواعدهن كي يحضرن مخلف أنواع الحلويات ونشر صورها وتداولها على صفحات “الفايسبوك”، حيث فضلت الكثير من الأمهات إعداد شوكولا على شكل قبعات التخرج بالرغم من أن المناسبة تتعلق بالسنة الخامسة ابتدائي، وكذا تحضير حلويات صابلي وتزيينها بقبعات صغيرة مصنوعة من عجينة السكر وبجانبها شهادة ملفوفة، زيادة على حلويات مزينة بإطار من الشوكولا ويكتب بداخلها عبارة “مبروك النجاح”. وارتأت بعض الأمهات تحضير كعكات صغيرة عليها اسم التلميذ الناجح وبعد العبارات لتحفيزه أكثر على الدراسة والمضي في الحياة العلمية قدما.
ولجأت فئة أخرى من الأمهات لشراء الحلويات جاهزة، فقد تهاطلت الطلبيات على المحلات التي تحضرها بين من ترغب في شراء الجافة والعصرية بأسعار منخفضة بين 20 و40 دج، لأخرى تفضل الحلويات التقليدية بـ”الكاوكاو” بسعر 60 دج للحبة، وهناك من تسمح لها إمكانياتها المادية بشراء حلويات مصنوعة من اللوز والجوز بالرغم من ارتفاع سعرها، حيث تبدأ من 120 دج للحبة الواحدة، وأكدت لنا إحدى صانعات الحلويات بجسر قسنطينة، أن بعض الأمهات كن متيقنات من نجاح فلذات أكبادهن في امتحان “السانكيام” فقمن بتقديم طلبياتهن مسبقا، وهناك من فضلن شراء علبتين مشكلتين من الحلويات جاهزتين ومزينتين، سعر الواحدة حوالي 2700 دج لتقديمها هدية لمعلمتي العربية والفرنسية، وأردفت المتحدثة أن الكميات والأنواع تختلف من عائلة لأخرى، فهناك من يجهزن حلويات للحفلات المدرسية أو تقام في المنزل ويكون المدعوون من الأطفال الصغار، فيخترن الأصناف البسيطة التي تحتوي على صور تعبيرية “الإيموجي” وكذا الشوكولا والمربى وهناك من يدعين السيدات فيحبذن أصنافا فاخرة.
وبعيدا عن الحلويات، حضر نوع آخر من الزينة في قارورات المياه المعدنية والمشروبات الغازية الصغيرة، حيث زينت الأمهات اللواتي نشرن جانبا من تحضيرهن للاحتفال بالمناسبة صورا على صفحاتهن وفي المجموعات الفايسبوكية، لمجموعة من قارورات مزينة بأوراق مطبوع عليها اسم التلميذ الناجح وعبارة “ألف مبروك” باللغة العربية كي تحمل السمة الشخصية للناجح.
وفضلت بعض العائلات تأجيل الاحتفال بالسانكيام لحين الإعلان عن نتائج بقية الشهادات، لمن لديهن أبناء آخرين اجتازوا شهادة التعليم المتوسط “البيام” أو شهادة نهاية التعليم الثانوي البكالوريا، كي يكون الاحتفال عاما وكبيرا، وتستأجر بعض العائلات قاعات حفلات لإقامة أمسية احتفالية أو كراء قاعة طعام للإعداد لمأدبة عشاء أو غداء يحضرها جميع الأقارب.
وتزامنت التطورات الجديدة في الاحتفال بشهادة السانكيام مع تطور آخر في طبيعة الهدايا، والتي بات غالبية التلاميذ يفضلون أن تكون أجهزة إلكترونية متطورة وذكية من هواتف نقالة “سمارت فون” لاستعماله في المرحلة القادمة، وكذا لوحات زيادة على أجهزة ألعاب الفيديو التي مازلت تثير اهتمام التلاميذ ويرغبون في الحصول عليها مع أن النماذج الأخيرة منها مرتفعة الثمن، بينما طالب بعض التلاميذ الناجحين من أوليائهم أخذهم في رحلات لبعض الولايات وحتى خارج الوطن خلال العطلة الصيفية، لتكون هذه السفرية بمثابة هدية النجاح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!