-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“براقي” بين الجدّ واللعب!

“براقي” بين الجدّ واللعب!

إن صحّت التقارير الإعلامية، التي تحدثت عن أخطاء تقنية فادحة، وتلاعب بالمال العام في مشروع ملعب براقي، الذي لا يبعد إلا بعشرات الأمتار عن مباني القرار في الجزائر، فإننا نؤكد مرة أخرى، أننا عاجزون عن بعث مشروع ملعب صغير في قلب العاصمة، يخص لعبة يكاد كل الشعب الجزائري يعشقها إلى حدّ الجنون، فما بالك بالمشاريع الجادة في عمق البلاد.

لا نفهم لماذا “تجرّأت” السلطات في وقت سابق وطالبت باحتضان كأس أمم إفريقيا التي ستنظم في بداية سنة 2019، ولا نفهم بالخصوص، لماذا تفننت ذات السلطات ومعها الإعلام في انتقاد رئيس الاتحاد الإفريقي السابق، عندما اختار دولا أخرى على حساب الجزائر، وكلنا نعلم بأن موافقتهم على طلب الجزائر، كان سيضعنا في حرج وربما يُغرقنا في فضيحة لا تقل عن فضيحة ملعب براقي، الذي طال أمد إنجازه وظهرت التجاعيد والأورام على جسده قبل مولده.

لا يمكن أن نقنع شابا بأننا نسير في الطريق السليم ونفتح شهيته للحياة ونُقنِعه بالحِلم والصبر، وهو يشاهد عجز سلطات بلاده عن إنجاز ملعب كرة قدم وفي كل الولايات، في الوقت الذي يجد مئات ملاعب العشب الطبيعي تزرع من دون “بهرجة ولا كرنفالات” لدى جيرانه، وسيكون منطقيا ألا يثق في سلامة مشاريع البنية التحتية والسكنات وشق الطرقات والمواصلات التي تتحدث عنها السلطة وتعتبرها مفخرة، وهي عاجزة عن إنجاز ملعب كرة واحد لشعب يكاد يقضي نصف عمره أو يزيد في التفرج على ملاعب العالم.

أليس غريبا أن تبقى جزائر 2018 كلما سنحت لها فرصة اللعب، التوجّه إلى مركب الخامس من جويلية الذي شيدته سنة 1972 في ظرف لم يزد عن السنتين، أي إن فكرة إنجازه وتنفيذه حدثت قبل أن يمضي عن زمن الاستقلال عشر سنوات، ومن دون الأموال الطائلة التي تهاطلت مع زخات النفط؟ أليس مُخجلا أن تلعب فرق الكرة عندنا التي تصرف على لاعبيها الملايير في ملاعب شيّدها الاستعمار منذ قرن أو يزيد؟ أليس مؤسفا أن يبقى كل مشروع في الجزائر يجرّ من خلفه الفضائح والاختلاسات وعار التأخير، في بلد ما استفاد من سنوات البحبوحة الخضر التي ضخّت في خزينته قرابة ألف مليار دولار، ولا يبدو أنه سيستفيد من سنوات التقشف اليابسات التي هبّت عليه فجعلها أشبه بـ”جعجعة” بلا طحين؟

إذا كانت هذه حال ملعب براقي الذي يقع في قلب العاصمة أمام أنظار وسائل الإعلام، ويشاهد “أطلال” مدرجاته مئات الآلاف من الجزائريين يوميا وينتظره الملايين منذ سنوات، فلكم أن تتساءلوا عن مصير المئات من المشاريع، التي تنبت يوميا في الجزائر العميقة، من دون مواكبة إعلامية واهتمام شعبي. وقد قيل دائما بأن الذي لا “يلعب” في صباه، لن ينجح في سنوات “الجدّ”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الجزائرية

    الرياضةتحصين وصون للعقل والبدن،هي أداة تربوية فعالة ولا يضاهيها اي دواء،تأتي بعد العبادة وخاصة للشباب،من خلالها نعالج الأسقام ونحافظ على النشء.فالسياسة الرياضية الحكيمة هي متنفس الشباب لإبعاده عن المخاطر.كالمخدرات والجريمة وكل أشكال الإنحراف..الرياضة مقاربة علمية لتربية أبنائنا وعلى كل المستويات،فكم أفرح عندما أرى تلك المربعات الخضراء بأحياء المدن وداخل الأرياف حيث يتنفس أبناؤنا الهواء النقي وأمام أعيننا.يؤلمني وأنا لا أفهم في الرياضة إلا رفع علمنا وتتويج أبناء بلدي عندما ينخر الفساد هذا القطاع.

  • ابن الجبل

    هذا يفسر شيء واحد . المشاريع الفاشلة تساوي مسؤولين فاشلين ، ومنظومة فاشلة . لأنه لا يمكن أن يستمر الفاشل في منصبه ، أو يقال لسنوات ثم يعاد الى منصب آخر... في البلدان المحترمة ، من أجاد في عمله تشجعه وترفع من قيمته ... أما عندنا من فشل ينقل الى منصب آخر ، وكأن شيئا لم يكن . لهذا بقيت الجزائر تراوح مكانها ، رغم الأموال الطائلة التي صرفت هنا وهناك .