بعد الضربة الصهيونية على إيران.. قفزة تاريخية لأسعار النفط

قفزت أسعار النفط، الجمعة، بنسب تاريخية مباشرة بعد الهجوم الإسرائيلي الواسع على أهداف إيرانية، ما سيدعّم مداخيل الجزائر من العملة الصعبة بإيرادات إضافية لم تكن متوقعة إلى وقت قريب، وباستفادة مزدوجة أيضا لكون أسعار الغاز الطبيعي المصدّر ضمن العقود الطويلة، مرتبطة بمستويات الذهب الأسود في السوق الدولية.
وسجّل خام برنت ارتفاعا كبيرا في تعاملات الجمعة ولامس 78.02 دولارا للبرميل، قبل أن يتراجع نسبيا ليستقر في حدود 75 دولارا، في حين بلغ الخام الأمريكي مستوى 76.76 دولارا، وسط تقلبات حادة وتحركات مضطربة في البورصات العالمية.
وتأتي هذه القفزة المفاجئة بعد أسابيع من التراجع الكبير الذي شهدته أسعار النفط، نتيجة إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة، وهو ما زعزع ثقة المستثمرين وخفّض من توقعات الطلب، حيث نزلت الأسعار إلى 60 دولار للبرميل وهو نفس مستوى السعر المرجعي المعتمد في قانون المالية لسنة 2025.
وحسب متابعين، فقد أعادت الضربة الإسرائيلية الأخيرة مناخ الخوف من اضطرابات الإمدادات في الشرق الأوسط وخصوصا منطقة الخليج العربي، ما أعاد للأسعار زخمها الصعودي، الذي افتقدته منذ عدة أسابيع.
ويمكن لهذه الوضعية أن تستمر، وفق مهتمين بالشأن النفطي، في حال ردّت إيران على هجوم الكيان الصهيوني في قادم الأيام والأسابيع، خصوصا في ظل تهديد ووعيد مسؤولين بارزين في طهران برد حازم على العدوان الإسرائيلي.
ويعد هذا الارتفاع المفاجئ وبقفزات تاريخية، متنفسا حقيقيا للخزينة الجزائرية، ومصدرا إضافيا لمداخيل لم تكن في الحسبان قبل أسابيع فقط، بالنظر إلى منحى الأسعار، لأنه مع كل دولار إضافي في سعر البرميل، تنتعش إيرادات البلاد النفطية وأيضا الغازية، ما يعني زيادات تلقائية تضخ مداخيل إضافية للخزينة.
في هذا السياق، يرى الخبير الطاقوي والإطار السامي السابق بشركة “سوناطراك”، بغداد مندوش، أنه يجب انتظار الأيام والأسابيع المقبلة ومعرفة مآلات الوضع المتأزم بين إيران والكيان الصهيوني، للحكم فعليا على منحى أسعار النفط وإلى أين سيتجّه.
وأوضح الخبير مندوش في تصريح لـ”الشروق”، أنه بعد هذه الضربات الإسرائيلية على أهداف إيرانية، ارتفعت أسعار النفط بواقع 8 بالمائة، وهذه الزيادة، حسبه، ليست هيكلية بل ظرفية، مرتبطة بالوضع الأمني في المنطقة.
وشدّد مندوش على أنه في حال استمرار الضربات وحدوث رد إيراني، فإن المنطقة بكاملها ستكون غير مستقرة، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالنظر إلى أن الظروف الجيوسياسية تعد من الأسباب المتحكمة في أسعار النفط.
من جهة أخرى، يعتقد المتحدث أنه تقليديا وتاريخيا، فإن سعر برميل النفط يرتفع في فصل الصيف بسبب ارتفاع الطلب والاستهلاك، خصوصا أن 70 بالمائة من البترول الخام موجّه لصناعة الوقود.
ويشرح مندوش أن فترة الصيف معروفة بارتفاع حركة التنقلات وخصوصا السياحة والعطل، ما يحفّز نشاط النقل الجوي والبحري والبري، ما يرشّح الأسعار لتبقى مرتفعة خلال فترة الصيف.