بعد النعرات الطائفية : العشائرية تفتت العراق
بعد النعرات الطائفيةالعشائرية تفتت العراق تتحرك الأجهزة الأمنية الأمريكية بطريقة تصاعدية نحو الوصول الى إغراق المجتمع العراقي في بحر من الدماء وإنهاء احتمال قيام العراقيين بتشكيل دولتهم واستئناف حياتهم السياسية والاجتماعية والعلمية، وبذلك يكون القضاء قد أبرم بنفي دور العراق الإقليمي في المنطقة.
صالح عوض
فحظر للتجول في البصرة وجو حذر في كربلاء واشتباكات في داخل (البيت الشيعي).. وقتلى وجرحى وتدمير في كل بلدات الجنوب العراقي وعناوين القتل كلها تدور حول أصحاب منطقة معينة.. مرة بنوازع ثار عشائري ومرة من باب التوزيع المتناقض للمصالح والنفوذ.
لقد بذلت قوات الاحتلال وسعها لإشعال الحرب الطائفية بين أهل السنة والشيعة في العراق ومن خلال ميليشيات مشبوهة الغرض ومجموعات تابعة لأجهزة الموساد والأجهزة الأمنية المتعددة اندلع الحريق الذي لم يتوقف بعد.. وذهب ضحيته آلاف العراقيين وممتلكاتهم وتم بذلك أحداث فجوة ليست صغيرة في المجتمع تكرست بالانتخابات التشريعية الأخيرة.. وترسيم مبدأ المحاصصة الطائفية الذي تفطى به اللصوص الكبار من فئات السياسيين الجدد الذين يتخذون من المنطقة الخضراء مستقرا لهم.
ونحو مزيد من التعقيد وإغراق المقاومة العراقية في مستنقع الحروب المتعددة التسميات أخذ المخطط الاحتلالي منحى جديدا في الزج بالعراق في أتون الحرب داخل العشيرة وداخل أصحاب المذهب الواحد.. كل ذلك يتم لإحباط محاولات المخلصين من أبناء العراق للخروج ببلدهم من احتمالات موت رهيب.
صحيح ان المخطط الأمريكي بشأن الشرق الأوسط الجديد قد تعثر وتأجل الى حين بسبب فشل الجيش الإسرائيلي في إلحاق الهزيمة بالمقاومة اللبنانية وبسوريا تبعا لذلك.. إلا ان واضعي الاستراتيجيات الأمريكية في البيت الأبيض لم يطووا ملف تفتيت العراق طائفيا وعرقيا.
إن العرب والمسلمين يشاهدون مصرعا واحدا من أهم أقاليمهم تاركين للأجانب العبث بمستقبل الأمة دونما اكتراث.. لقد ان الأوان ان يتحرك العرب من خلال مؤسساتهم الرسمية نحو تشكيل موقف جماعي بضرورة التدخل العربي لإنقاذ العراق.. وتشكيل قوة عسكرية عربية تحل محل القوات الأجنبية وتسمح بردم الفجوات بين العراقيين وجمعهم من أجل بلدهم ومستقبل أبنائهم.. ان إنقاذ العراق يعني إنقاذ مستقبل الأمة.