بفعل الازدحام.. خمس ساعات لقطع المسافة بين قسنطينة وجيجل

لم يعد التوجه إلى شواطئ جيجل وبجاية بالنسبة لسكان قسنطينة وما جاورها من بلديات وولايات ممكنا، من دون إزعاج الإزدحام المروري، خاصة في منطقة الجسر الذي يعلو سد بني هارون العملاق وفي كامل أيام الصيف، ويجاور عشرات المشاوي المترامية الأطراف على اليسار واليمين من الطريق الفاصل بين ولايتي قسنطينة وميلة من جهة وولاية جيجل من جهة أخرى.

فقد أصيب الخميس شخصان يبلغان من العمر 55 و23 سنة، على التوالي، وهما أب وابنه، بحروق من الدرجة الأولى، على مستوى الوجه والأطراف العلوية، في حادثة احتراق سيارة سياحية من نوع كيا بيكانتو، تحمل ترقيم ولاية قسنطينة، على الطريق الوطني رقم 27 على مستوى مخرج جسر واد الديب لسد بني هارون ببلدية حمالة شمال ميلة.
وكانت ألسنة النيران، قد اندلعت فجأة في المركبة التي كانت تسير فوق الجسر ببطء بسبب الزحام الكبير، وعلى متنها الضحيتان، حيث أحدث الحريق حالة من الرعب والخوف لدى مستعملي الطريق، الذين سارعوا لإخماد الحريق بالوسائل التقليدية قبل وصول عناصر الحماية المدنية بصعوبة جمة، إلى عين المكان فور تلقيها الخبر وتم إخماد الحريق بعد أن أتلف جزءا من المحرك والمقاعد والسطح الداخلي للمركبة بصفة شبه كلية، وتم تجنب وقوع الكارثة وإنقاذ باقي السيارات التي كانت بالقرب من مكان الحريق.
وأصبح الجسر الكبير العابر لسد بني هارون، مهددا فعلا، بسبب زحام سيارات المصطافين، خاصة أن الكثير من السياح يتوقفون لتناول الشواء عبر توقفات عشوائية، تجعل من الحركة على هذا الطريق الضيق صعبة ومعقدة، كما أن الآلاف يوقفون أيضا سيارات على جانب الجسر، من أجل التقاط صور لمياه سد بي هارون الممتلئ بالمياه بسبب أمطار شهر جوان الغزيرة، والهضاب الخضراء المحيطة به، ويبقى الطريق الوطني قم 27 السبيل الوحيد لبلوغ شواطئ جيجل وأيضا بجاية من مختلف مدن شرق البلاد وخاصة قسنطينة، وهو ما جعل الرحلة بين قسنطينة وجيجل تستغرق في أيام العطلة الأسبوعية، ما لا يقل عن خمس ساعات عبر السيارة، ولا تزيد عن ساعة ونصف في أيام الشتاء.