بلايلي وبلعمري في الجزائر.. تدارك أم مؤشر اعتزال؟!

لا يزال الحديث عن التحاق يوسف بلايلي وجمال بلعمري بمولودية الجزائر يثير الكثير من النقاش والجدل في الوقت نفسه، وعلاوة عن كون صفقة بلايلي قد صنعت الحدث بناء على شقها المادي، فإن الكثير يتساءل حول مدى قدرته في منح الإضافة لفريقه الجديد مولودية الجزائر الذي حرص القائمون عليه على التعاقد مع عدة لاعبين مقابل أموال خيالية، ومدى إمكانية انعكاس هذه الصفقات على المسار الكروي للنادي خلال الموسم الجديد، وفق الأهداف المسطرة ومدى إمكانية تجسيدها على أرض الواقع في الشقين الفني والإداري.
طرح تعاقد اللاعب يوسف بلايلي بمولودية الجزائر الكثير من التساؤلات حول الوضع السائد في البطولة الوطنية، خاصة ما يتعلق بمنطق “الشكارة”، الذي يفرض نفسه لدى الأندية التي تمولها شركات ومؤسسات عمومية، حيث تخصص لها ميزانيات ضخمة تخصصها بشكل مباشر لجلب لاعبين مقابل صفقات خيالية، وفي النهاية قد تتساوى أندية “الشكارة” وفرق “الفتات” في الأداء والمردود خلال المباريات الرسمية، بل كثيرا ما تتفوق الأندية ذات الميزانيات الضعيفة، خاصة تلك التي تحسن الاستثمار في سياسة التشبيب أو لها حنكة في اصطياد العناصر المغمورة بأقل التكاليف، التي سرعان ما تخطف الأضواء وتصنع لنفسها اسما في سماء البطولة الوطنية. وإذا كان الكثير قد استحسن تحركات مسيري مولودية الجزائر لتشكيل فريق “الأحلام”، إلا أن البعض أبدى تحفظا من الصفقات الخيالية المبرمة مع لاعبين لهم أسماء لكن يتخوف الكثير من إخفاقهم من ناحية الأداء، وهذا بناء على ماضيهم أو تراجع مردودهم، والكلام ينطبق على اللاعب يوسف بلايلي على الخصوص، بحكم أنه لم يتعاقد مع مولودية الجزائر من موقع قوة، في ظل إبعاده عن تشكيلة المنتخب الوطني بسبب تذبذب مشواره الكروي خلال الموسم المنصرم الذي أنهاه في منتصف الطريق، ما تسبب في تفويت فرصة مواصلة التألق في الدوري الفرنسي كخطة هامة كانت تكملة لتجاربه الاحترافية السابقة في تونس والخليج، والكلام ينطبق على المدافع جمال بلعمري الذي أصبح بعيدا منذ مدة عن المنتخب الوطني، ما يجعله مرشحا لتحضير نفسه للاعتزال أكثر منه للتدارك، شأنه في ذلك شأن يوسف بلايلي الذي ورغم الآمال المعلقة عليه من أجل التدارك إلا أن المهمة تبدو غير سهلة للاعب تجاوز سن الثلاثين ومر بمحطات هامة وحاسمة لم يحسن استثمارها بالشكل اللازم، باستثناء تألقه في “كان 2019” ومساهمته الفعالة في نيل المنتخب الوطني كأس العرب نهاية عام 2021 تحت قيادة المدرب مجيد بوقرة.
وإذا كان الكثير يتفاءل بإمكانية أن تساهم مثل هذه الصفقات في منح إضافة لمولودية الجزائر التي فرضت منطقها في بورصة التحويلات الصيفية رفقة بعض الأندية الممولة من طرف شركات عمومية تخصص لها ميزانيات ضخمة، على غرار اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد وشباب قسنطينة، إلا أن بعض المتتبعين يؤكدون بأن العاقد مع لاعبين يسيرون نحو الاعتزال مقابل أموال خيالية يعد من الخيارات الخاطئة وغير المجدية، خاصة وأن ذلك يكلف الميزانية العمومية الكثير ولا يكون هناك مقابل نوعي من الناحية الفنية، ما جعل صفقة بلايلي وبلعمري تعيد إلى الأذهان سيناريوهات مماثلة للاعبين دوليين استندوا بالبطولة الوطنية حتى يحضروا أنفسهم للاعتزال، في ظل صعوبة التدارك وإحياء المشوار، على غرار ما قام به مراد مغني وبوتابوب وحرشاش وحجاج وغيره من الأسماء التي مرت جانبا، وهو ما يؤكد أن إبرام الصفقات يجب أن يتم فيها مراعاة الشروط الفنية قبل تقديم أموال خيالية يخلف الكثير من الصدمات حين يقف الجميع على الأداء المقدم مباشرة بعد إشارة انطلاق الموسم الكروي الجديد.