المولودية.. بوابة بلايلي للعب مونديال 2026

للذين نسوا، فإنه في 14 مارس من السنة القادمة 2024، أي في عز الموسم الكروي الجديد في الجزائر، سيبلغ يوسف بلايلي الثانية والثلاثين من العمر، وأكثر المتفائلين بمسيرة يوسف بلايلي، بمن فيهم والده حفيظ، يدرك صعوبة تواجد اللاعب في المونديال القادم، حيث سيكون حينها قد تجاوز الرابعة والثلاثين، إضافة إلى المنافسة التي سيجدها من عدد من اللاعبين في منصبه وعلى رأسهم سعيد بن رحمة الذي يقل سنا عن بلايلي ويفوقه عطاء واجتهادا في دوري إنجليزي كبير، إضافة إلى لاعبين آخرين من القادمين من أوربا.
بعيدا عن مستقبل اللاعب البعيد المدى، وعن قضية انتقاله إلى مولودية العاصمة وما سيتقاضاه من مرتب هو الأعلى بالتأكيد في تاريخ الجزائر، فإن السؤال المطروح: كيف ستكون حال بلايلي؟ وهل سيساعد المولودية في العودة إلى الساحة الوطنية والقارية؟ وهل ستساعده في العودة إلى الخضر، بعد أن وجد فريقا قد يطمئن قلبه إليه؟
لا ندري ما تريد مولودية العاصمة من بلايلي الذي لم يكن أبدا صانع ألعاب ولا هدافا في حياته، بل إنه لاعب استعراضي، قد يكرر صورة علي بن الشيخ وناصر بويش ومغيشي والبقية في مولودية زمان، من الذين كانوا يقدمون الاستعراضات الفردية دون اللعب الجماعي من مراوغات وبحث عن وضع الكرة بين قدمي المنافس، ما يعني أن عقدة المولودية مع الألقاب لن تحل مع بلايلي، أما قضية عودته إلى الخضر فهي بين يديه، ولن يحلها غيره.
فمن الناحية الفردية، فإن أنصار المولودية يعرفون أن مشكلة يوسف بلايلي هي في فعاليته المنعدمة، ونقص لياقته البدنية، حيث لا يقاوم كثيرا الإرهاق، وما عدا تنفيذه لضربات الترجيح، فإنه من اللاعبين الذين لا يسجلون الأهداف إلا نادرا، وأحيانا مدافعو الفرق التي لعب لها يسجلون أكثر منه، كما كانت حاله مع اتحاد العاصمة وكما كان مع الترجي التونسي والفرق القطرية والفرنسية التي لعب لها.
لكن، مع ذلك، يُحسب ليوسف بلايلي عودته إلى المنافسة بعد توقيفه عن اللعب في قضية المنشطات أو الممنوعات المشهورة، لأنه من النادر في العالم أن يتم توقيف لاعب كرة أو رياضي بصفة عامة، ثم يعود إلى المنافسة وبقوة ويحصل على الألقاب ويتم دعوته مرة أخرى للمنتخب الوطني، بل ويساهم في التتويج بلقب رابطة أبطال إفريقيا مرتين بألوان الترجي التونسي وكأس أمم إفريقيا مع الخضر، كما شارك في كأس العالم للأندية مع ناديه الترجي التونسي، ولم ينقصه سوى المشاركة في كأس العالم مع المنتخب الجزائري.
هناك شبه إجماع على أن المولوية قد لا تستفيد كثيرا وربما حتى قليلا من يوسف بلايلي القليل صنعا للأهداف وتسجيلا لها، وقد تمضي موسمها مثل الذي سبق، لكن بلايلي في المقابل قد يستفيد من المولودية أحسن من الفرق القليلة التي طلبته، وهو لا يريد منها أكثر من إعادته للخضر، لأن اللاعب يريد في قرارة نفسه أن ينهي مساره الكروي بالتأهل إلى مونديال 2026.