بلوزداد وسوسطارة مطالبان باللقب القاري هذا الموسم

انسحاب الجزائر عن السباق على تنظيم الكان القادم، والذي بعده، تم قبوله من طرف غالبية الجزائريين بكثير من الطمأنينة، بعد أن تم ربط قرار الانسحاب بالتنظيف والتنظيم الشامل للعبة من الداخل، وتقديم دوري جزائري قوي في كل المجالات..
وإبراز مواهب وفرق تنافسية على المديين القريب والمتوسط، والحديث عن وضع الهياكل الرياضية الجديدة في خدمة الأندية الجزائرية من أجل تسويق المنافسة على المستويين العربي وحتى المتوسطي، جعل الكثيرين يهضمون قرار الانسحاب من تنظيم الكان، بسبب قناعتهم بأن الفوز بالتنظيم، لم يعد يتطلب الإمكانيات المادية فقط والعمل النزيه، وبأن تغطية انهيار الكرة الجزائرية بإقامة أعراس قارية لا معنى له وهو في الغالب هدر للمال العام وللوقت أيضا.
الجزائريون ينتظرون نتائج سريعة من الثورة المزمع القيام بها في عالم الكرة، لأن طبيعة عاشق الكرة أنه غير صبور، ويطالب بالنتائج الآنية مع تواصلها واستقرارها في الأعلى، وفريقي شباب بلوزداد الممثل الوحيد للبلاد في رابطة الأبطال واتحاد العاصمة الممثل الوحيد للجزائر في كأس الكونفدرالية، مطالبين بتحقيق اللقب وليس أقل من ذلك، وطبعا بمساعدة الاتحاد الجزائري الجديد بقيادة وليد صادي، الذي يجب أن يبدأ عهدته بالتفوق قاريا، حتى لا يكون الانسحاب من التنظيم تحصيل حاصل.
يتفق الجزائريون على أن كرة القدم عندنا مريضة بل إنها في الإنعاش، ويقدمون جميعا أعراض مرضها الخطير، ومنهم من يتحدث عن العلاج السريع وحتى الدائم لمرضها، لأجل ذلك ستكون أي خطوة بتر وطمر لبؤر الفساد مقابلة بالتهليل من جمهور الكرة، الذي صار يتحسر عل حال الكرة وانحطاط مستواها بالرغم من مئات الملايير التي تصب بصفة دائمة في خزائن مختلف الأندية.
ولو حقق المنتخب الوطني اللقب في كوت ديفوار، فإن البلاد التي ستنظم كأس أمم إفريقيا ستكون أول مُحرَج من التنظيم، لأن التنظيم شرف يُبهج الأنصار، ولكن تضييع اللقب وأنت هو المنظم سينقلب على المهللين للتنظيم، وقد حدث هذا الأمر في بلدان كثيرة.
الكلام الجميل الذي قيل عن تسويق الكرة الجزائرية، والأخذ من النماذج الناجحة خاصة في دول الخليج العربي، هو أمر يدفع للتفاؤل في انتظار التطبيق، لأن ما يقدمه التلفزيون الجزائري مع بداية الموسم الكروي الحالي، من مباريات وملاعب وخاصة طريقة التصوير والإخراج، هو إساءة للكرة الجزائرية، كما كان الحال في مباراة شباب بلوزداد أمام فريق مقرة، حيث لا يمكن متابعة تسعين دقيقة من المباراة من دون الشعور بالملل، وهو ما يجعلنا نتأكد بأن الورشات التي ستفتحها الاتحادية الجديدة ستكون شاقة جدا، وتفرض الصبر على عشاق الكرة، وهي لا تعني الاتحادية والأندية فقط، وإنما أيضا الجمهور الرياضي المطالب بالمساعدة والتوقف عن سبّ أمهات الحكام واللاعبين والمسيرين.