-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بن صالح يرحِّل “ألغام الحوار” إلى ساحة المعارضة

حبيب راشدين
  • 1657
  • 9
بن صالح يرحِّل “ألغام الحوار” إلى ساحة المعارضة
ح.م

في خطابه للشعب عشية عيد الاستقلال حرص رئيس الدولة السيد بن صالح على تفكيك الألغام التي كانت قبل ثلاثة أشهر تعوق انطلاق الحوار، بقرارات ثلاثة منحت للدعوة الجديدة للحوار فرصة أوفر للنجاح، بإحالة قيادة الحوار لـ”شخصيات وطنية مستقلة ذات مصداقية، وبلا انتماء حزبي أو طموح انتخابي، تتمتعُ بسلطة معنوية مؤكدة وتحظى بشرعية تاريخية أو سياسيـــة أو مهنية” واستبعاد الدولة ومؤسسة الجيش التي “لن تكون طرفا في هذا الحوار وستلتزم بأقصى درجات الحياد طوال مراحل هذا الـمسار”، وثالثا بمنح المشاركين في الحوار “حرِّية مناقشة كافة الشروط الواجب توفيرها لضمان مصداقية الاستحقاق الرئاسي الـمقبل، والتطرُّق إلى كل الـمناحي التشريعية والقانونية والتنظيمية الـمتعلقة به”.

الخطابُ تقاطع بالكامل مع خارطة الطريق التي اقترحتها مؤسسة الجيش بترحيل مضامين الإصلاح وإعادة بناء مؤسسات الدولة للرئيس المنتخَب، وإصرارها على مرافقة الحَراك والطبقة السياسية في أي مسار لا يُخرِج البلد عن أحكام الدستور مع حرص بن صالح على تحديد جدول الأعمال للحوار القادم في عنوانٍ واحد: التوافق على شروط تأطير الاستحقاق الرئاسي القادم، واستبعاد أي عنوان آخر مما هو متداوَل اليوم في أكثر من خارطة طريق صدرت عن الأحزاب أو عن الفعاليات التي تنشط على هامش الحَراك.

وعلى مستوى آخر تحاشى رئيس الدولة التعاطي مع واحدٍ من أبرز مطالب الحَراك والمعارضة، له صلة بالحكومة، لكنه عالجه بالإعلان عن تحييد مؤسسات الدولة من الحوار ومن إدارة الاستحقاق القادم، بما يفيد أن الاعتراض القائم على الحكومة بحجَّة الخوف من التزوير قد رُفع بنقل صلاحيات إدارة الاستحقاق القادم ومراقبته للهيأة الوطنية، ومنح الأطراف المشارِكة في الحوار كامل الحرية لصياغة مقترحاتٍ لمراجعة القانون المنظم للهيأة وقانون الانتخابات، خاصة وأن آخر معوق قد رُفع مع رحيل بوشارب من رئاسة الغرفة السفلية.

غير أن ردود الأفعال الأولى للطبقة السياسية قد توقفت عند نفس الموقف من الخطاب الأول لرئيس الدولة، واعتبرت قيادات في المعارضة أن السيد بن صالح لم يأت بجديد، تحديدا من جهة ما كان يروَّج قبل الخطاب بساعات حول قرب ترحيل حكومة السيد بدوي، وهو تقديرٌ فيه كثيرٌ من المغالاة، لأن السيد بن صالح قد رحَّل ابتداء الاعتراض الأول للمعارضة التي كانت ترفض الحوار مع رئاسة الدولة وبقيادتها المطعون فيها، ودعاها إلى حوار محرَّر من مخاوف فرض السلطة لمضامينه، والتأثير في مخرجاته، ونقل إدارته إلى شخصياتٍ وطنية عليها إجماع.

ردود الأفعال السلبية تُضمر مقدِّمات لما سيصدر عن لقاء المعارضة، وقد وُضعت للأمانة أمام اختبار صعب، لأن أي رفض للحوار بشروطه الجديدة هو رفضٌ للحوار أصلا، ما دامت الصيغة الجديدة المقترَحة قد نسفت الاعتراض الأول للمعارضة برفض الجلوس مع رئاسة الدولة أو حكومة بدوي، وبددت المخاوف من بقاء حكومة بدوي بإبعادها عن إدارة الانتخابات القادمة، واستجابت لمطلب إشراك المعارضة في مراجعة قانون الهيأة المستقلة وتشكيلها، ثم في مراجعة قانون الانتخابات، بما يقيم الحجة على المعارضة التي لن يكون بوسعها الاحتجاج على السلطة إن هي تفرَّدت بعد ذلك بمراجعة قانون الانتخابات وتشكيل الهيأة ثم الذهاب إلى انتخابات تُجرى بمن حضر.

ما هو مؤكد أن السلطة الفعلية القائمة لن تتردَّد بعد هذا العرض في المضيّ قدما نحو تنظيم استحقاق رئاسي قبل نهاية السنة، وقد تُمهل المعارضة مهلة قصيرة لمراجعة مواقفها والدخول بجدية كشريك مسؤول، له كلمته في إثراء خارطة الطريق التي باتت واضحة، بل هي في تقدير مؤسسة الجيش ورئيس الدولة “الحلّ الديمقراطي الوحيد والواقعي والـمعقول” الذي أكدت مؤسسة الجيش أكثر من مرة على استعدادها التام لمرافقته ودعمه وحمايته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • محمد الامين

    يا حكيم مرداسي باسم من تتكلم ؟ الشعب الجزائري الحر يفضل نظام ملكي؟ خلي الشعب ينام بفرحتو متفسدش العرس , كي ما تعرفش كيفاش تهني لعريس قول ربي يصلح ويبارك كلام يقوله الجاهل والمتعلم لكنه يفي بالغرض

  • مراقب جزائري

    يا سيد حبيب راشدين، أين تقف بالضبط ؟ وما موقعك من خارطة هذه الثورة الشريفة الرائعة بكل المقاييس السماوية والأرضية! هل أنتم مع الشعب الغلبان المفهور أم العصابات: العصابة الحاكمة حاليا والمسجونة التي كانت حاكمة سابقا؟ هل أنتم مع الحق الواضح الصريح أ/ مع بن صالح الذي لا يمثل شيئا... أم لم يكونوا هم أيضا من العصابة التي هي في السجن؟ قولوا للشعب قولا سديدا وكلاما مستقيما وانحازوا إليه بوضوح دون لف ولا دوران يصلح الله لكم أعمالكم...

  • مراقب جزائري

    يا سيد حبيب راشدين، هل أنتم مع الشعب الغلبان المفهور أم العصابات: العصابة الحاكمة حاليا والمسجونة التي كانت حاكمة سابقا؟ هل أنتم مع الحق الواضح الصريح أ/ مع بن صالح الذي لا يمثل شيئا... أم لم يكونوا هم أيضا من العصابة التي هي في السجن؟ قولوا للشعب قولا سديدا وكلاما مستقيما وانحازوا إليه بوضوح دون لف ولا دوران يصلح الله لكم أعمالكم...

  • حكيم مرداسي

    اخي العزيز حبيب راشدين نحن الشعب الجزائري نفضل حكما ملكيا كبلاد الحرمين الشريفين السعودية لانه حكم عادل واسلامي ومنصف جدا جدا
    فالملكية سواء بالسعودية او الامارات او الكويت ناجحة تماما وقد نتج ععنها تقدم هائل في كل الميادين وهي تنافس اعظم الاقتصادات العالمية اليابان والصين وامريكا نفسها
    اخي حبيب راشدين اللهم احفظ بلاد الحرمين دولة العدل والديموقراطية الحقة والاسلام

  • أنا

    الحنش ما يقرصش روحو !

  • M.f

    من هي السلطة الفعلية القائمة؟!!!

  • ياسين

    إن استرار التعنت و "ادعاء الكمال" -فالكمال لله وحده- لن يكون في صالح أي طرف سواء السلطة أو المعارضة أو الشعب…فالخاسر الأكبر من إطالة عمر الأزمة هو الشعب و الرابح الأكبر هم “العصابة” التي تلعب في الخفاء لأجل إفشال أي مبادرة جادة لإخراج البلد من عنق الزجاجة…فلتتوحد الجهود من أجل مصلحة الشعب و الوطن، فالتاريخ سيكتب بأحرف من ذهب من ساهم في إيجاد الحلول و يجنب البلد زلزال لا يبقي و لا يذر…فلتتوح جهود الخييرين من أبناء الوطن لأجل الجزائر و شعبها كما توحدت جهودهم من قبل و أخرجوا المستعمر من البلد؟؟؟ فهل سيتكرر الموعد مع التاريخ؟ أم أن اليد الخفية ستعمل على إفشال كل حل فيه خير للبلد و شعبها؟؟؟

  • صالح بوقدير

    ان مطالب الحراك واضحة ولا غبار عليها ولاتحتاج الى تفسير من أي كان _ رحيل نظام بوتفليقة بكل وجوهه ومؤسساته وبناء جمهورية جديدة تصنعها الارادة الشعبية بعيدا عن الغرف المظلمة والعلب السوداء فإن كان لسلطة الامر الواقع نية حقيقية في تحقيق ذلك فلتبادرالى مفاوضة الحراك بنفسها وقبل ذلك تبرهن على حسن النية بإطلاق سراح كل مساجين الرأي وتجنب الصدام مع سلمية الحراك وما دون ذلك فهومن باب التلبيس والتيئيس

  • ياسين

    إن استرار التعنت لن يكون في صالح أي طرف سواء السلطة أو المعارضة أو الشعب...فالخاسر الأكبر في إطالة عمر الأزمة هو الشعب و الرابح الأكبر هم "العصابة" التي تلعب في الخفاء لأجل إفشال أي مبادرة جادة لإخراج البلد من عنق الزجاجة...فلتتوحد الجهود من مصلحة الشعب و الوطن فالتاريخ سيكتب بأحرف من ذهب من ساهم في إيجاد الحلول و يجنب البلد زلزال لا يبقي و لا يذر...فلتتوح جهود الخييرين من أبناء الوطن لأجل الجزائر و شعبها كما توحدت جهودهم من قبل و أخرجوا المستعمر من البلد؟؟؟ فهل سيتكرر الموعد مع التاريخ؟ أم أن اليد الخفية ستعمل كل حل فيه خير للبلد و شعبها؟؟؟