بن طالب يلعب ربع ساعة الأحلام ويسجل ويهز كامل فرنسا

لا حديث في عالم الكرة في فرنسا، في هذه الأيام، سوى عن اللاعبين الجزائريين، الذين صنعوا فعلا الحدث الطيب، حيث ذكرهم مرتبط بالأمور الجيدة، فبعد الضجة التي أحدثها بن ناصر القادم من ميلانو إلى مارسيليا وهو شرف كبير للكرة الفرنسية، وأمين غويري، الذي صار يقال عنه بأنه الأحسن حاليا في كامل فرنسا، جاء الدور على العائد من “الموت”، نبيل بن طالب الذي حصل على الضوء الأخضر للعودة إلى الميادين..
بعد ثمانية أشهر من التوقف بسبب السكتة القلبية التي تعرض لها، وكانت البطاقة الخضراء الممنوحه له، فريدة من نوعهاـ لأنه لم يحدث في تاريخ ا الفرنسية، وأن حصل مريض بالقلب، وله جهاز تحكم في قلبه، على ترخيص باللعب فكانت حالة نبيل بن طالب الأولى وسابقة، أما عن سبب الضجة، فتكمن في كون مدرب فريق ليل المتأهل لثمن نهائي رابطة أبطال أوربا، أخذ معه نبيل إلى رحلة رين في الشمال أيضا ولم يأبه نقص المنافسة، وأكثر من ذلك شركه لمدة ربع ساعة، ولم يقصر نبيل وسجل هدفه بعد ثلاثة دقائق من دخوله، حيث حصل ناديه على ركنية ردّ خلالها الحارس الكرة، فأودعها نبيل بيسراه في مرمى رين وهو بالتأكيد أهم هدف في حياته.
ربع ساعة لعب وهدف لم يدخل نبيل بن طالب فقط في هستيريا، وإنما كل فرنسا التي أقامت لحالة بن طالب موائد علمية وطبية مستديرة، وبدأ الحديث عن عودة بن طالب القريبة إلى الفورمة للاعب تقمص ألوان توتنهام وهو دون التاسعة عشرة من العمر، وشارك أيضا في كأس العالم في البرازيل وكان حينها من أصغر اللاعبين.
وكما أراحت عودة بن ناصر وغويري للميادين، المدرب الجزائري بيتكوفيتش، زادته فرحة عودة نبيل بن طالب لوكوموتيف الوسط، اعتزازا بفريقه الذي تحركت ركائزه وأصبح يمتلك نجوما من الطراز العالي والأهم حب اللعب والرغبة في التسجيل، فقد سجل هذا الأسبوع محرز وغويري وعمورة وحتى بن طالب قبل شهر من مباراتي بوتسوانا وموزمبيق الهامتين.
يعيش عشاق المنتخب الجزائري حالة من الرضا في كثير من خطوط الفريق الوطني، خاصة في الهجوم حيث يوجد محرز وعمورة وغويري، والبقية مثل حاج موسى وبونجاح، وأيضا في خط الوسط بعد عودة حسام عوار وتألق بن ناصر والفورمة الرائعة لهشام بوداوي، يضاف إليهم النجم صاحب الثلاثين ربيعا نبيل بن طالب هو أقدم لاعب في الخضر ويستحق شارة القيادة.
قصة بن طالب مع الكرة تستحق أن تكون رواية وفيلما مثيرا، فأصغر لاعب جزائري في المونديال هو إبن مدرسة ليل التي لم تمنحه الاهتمام المطلوب فسار إلى لندن ولعب لتوتنهام وكان أساسيا برفقة هاري كين وقال حينها بان ليل قهرته وحرمته من اللعب مع الكبار، ولكنه عاد الآن إلى ليل وهو بصدد كتابة التاريخ.
نبيل بن طالب يروي قصة هدفه وعودته التاريخية مع ليل
قال الدولي الجزائري، نبيل بن طالب، العائد إلى المنافسة بعد توقفه حوالي ثمانية أشهر بعد أزمته الصحية، بأن ذكرى الهدف الذي سجله أول أمس في المباراة التي جمعت فريقه ليل أمام ستاد رين، ستظل راسخة في ذاكرته إلى الأبد.
ونجح نبيل بن طالب في تسجيل قصة عودته إلى الملاعب بأحرف من ذهب، بهدف تاريخي في مباراة فريقه ليل أمام ستاد رين، أول أمس الأحد، لحساب الجولة الـ22 من الدوري الفرنسي للدرجة الأولى “الليغ 1″، وسط فرحة استثنائية له ولزملائه ولجماهير النادي الفرنسي بعد أن قاده إلى الفوز بثنائية نظيفة.
وكان النجم الجزائري البالغ من العمر 30 عامًا قد تلقى الضوء الأخضر للعودة إلى الملاعب مساء الأربعاء الماضي، قبل أن يشارك لأول مرة في التدريبات الجماعية لنادي ليل يوم الخميس، ثم حضر ضمن قائمة الفريق المعنية بمواجهة ستاد رين، ودخل بديلا وسجل هدفًا على طريقة سيناريوهات أفلام هوليود.
ودخل بن طالب بديلا في المواجهة بداية من الدقيقة الـ76، ولم يحتج سوى لأربع دقائق لافتتاح باب التسجيل لفريقه وتحرير زملائه وجماهير النادي، مستغلا كرة مرتدة من حارس نادي رين، في سيناريو ولا في الأحلام، حيث لم يكن أشد المتفائلين يتوقع السيناريو الذي حدث للاعب الجزائري بعد أزمته القلبية الخطيرة ومخلفاتها النفسية والبدنية التي عاشها طيلة الأشهر الأخيرة.
وفي تصريحات لقناة “دازن” قال الدولي الجزائري عن هدفه التاريخي في مباراة رين: “تدربت يومي الخميس والجمعة، ثم قيل لي إنه من المحتمل أن أكون ضمن قائمة اللاعبين المعنيين بمواجهة رين”، وتابع: “عند تنفيذ الركنية قلت لنفسي يجب أن أساعد الفريق لأننا كنا متعادلين (0-0)”.
وأوضح نبيل بن طالب: “إنه أمر لا يصدق، تلك الصور ستبقى محفورة مدى الحياة. هناك أشياء لا يمكن نسيانها ولن أنساها عندما أتوقف عن لعب كرة القدم، وهذه واحدة منها”.
وأردف: “بصراحة.. التسجيل؟ لا، لم أفكر في ذلك، ولكن العودة إلى الملاعب كنت أتخيلها منذ ثمانية أشهر”، وأوضح: “لقد أصبحت مثل “الكشافين”، كنت أشاهد المباريات من أعلى (المدرجات) وأتساءل كيف يمكنني التحسن”.
وزاد: “لقد عملت بجد خلال الأشهر القليلة الماضية لتحقيق هذه النتيجة. يجب أن نتذكر ذلك، لكن الشيء الأكثر أهمية هو صحتي وصحة الجميع، والأهم من ذلك أننا حصلنا على النقاط الثلاث”، وختم بالقول: “أود إهداء الفوز لزوجتي ووالدي”.
من جهته، وجه مدرب نادي ليل برونو جينيسيو رسالة قوية لنبيل بن طالب، حيث قال في تصريحات لقناة “دازن” بعد اللقاء تعليقا على العودة الاستثنائية للنجم الجزائري: “تحدث مثل هذه الأمور عندما تؤمن بنفسك، وعندما تتمسك بالأمل فإن كل شيء يصبح ممكنًا”.
وأوضح: “لن أعود للحديث عن أزمته الصحية لأن ذلك سيكون بمثابة عدم احترام لنبيل، لكن في جوان من العام الماضي كنا جميعًا قلقين للغاية. أولاً لصحته ولكن أيضًا لبقية حياته المهنية”.
وتابع: “هذا أمر استثنائي ليس لأنه عاد ليلعب مرة أخرى، بل لأنها المرة الأولى في فرنسا التي يحدث فيها هذا الأمر (اللعب بجهاز مزيل الرجفان)، بالإضافة إلى أنه هو من أنقذنا بتسجيله الهدف الأول”، مضيفا: “لهذا السبب نحن نحب كرة القدم. إنه أمر مؤثر للغاية، وأعتقد أن كرة القدم وحدها هي التي يمكنها أن تجعلنا نحس بهذه المشاعر”.
وأكد: “لقد ساندناه رغم أنه كانت هناك فترات من الشك. في بعض الأحيان كنا نقول لأنفسنا إنه سيعود ثم بعد ذلك نصبح أقل ثقة”، وشدد: “حتى اللحظة الأخيرة طرحنا على أنفسنا الكثير من الأسئلة بخصوص قرار اللجنة الطبية، هل هو إيجابي أم لا؟”، قبل أن يختم: “لقد أجرى نبيل بن طالب الكثير من التدريبات الفردية لذلك كان جاهزًا بدنيًا. أنا سعيد جدًا من أجله. إنه شيء غير عادي”.