بيتكوفيتش وبلايلي

قبل أقلّ من أسبوعين عن دخول كتيبة المحاربين في تربص مغلق، تحضيرا للجولتين الخامسة والسادسة، من تصفيات كأس العالم 2026، إذ سيواجه “الخضر” يوم 21 مارس المنتخب البوتسواني خارج الديار بملعب “فرانسيس تاون” بداية من الساعة الثانية زوالا، والمنتخب الموزمبيقي بملعب تيزي وزو بداية من الساعة العاشرة ليلا، يوم 25 مارس في أمسية رمضانية، نتيجتان إيجابيتان ستسمحان للمنتخب الوطني بقطع خطوة كبيرة نحو التواجد في مونديال 2026، والعودة إلى العرس العالمي بعد غياب عن النسختين السابقتين (روسيا 2018 وقطر 2022)، وهذا بسبب تراجع الكرة الجزائرية التي عاشت بعض المشاكل الإدارية، خاصة تعاقب رؤساء “الفاف”، والهروب من المسؤولية من بعض الأطراف، غير أن الهدوء عاد إلى الاتحاد الجزائري منذ انتخاب وليد صادي الذي عرف كيف يعيد الاستقرار إلى الكرة الجزائرية، خاصة وأنه يملك اليوم قبّعتين فهو رئيس الفاف ووزير الرياضة.
المدرِّب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي عاد الأسبوع الماضي إلى الجزائر، اجتمع بطاقمه من أجل تحديد التعداد الذي سيُستدعى للمباراتين القادمتين. ويبدو أنه ارتاح من عودة بعض اللاعبين إلى مستواهم المعهود، وفي مقدّمتهم محرز وعوار وغويري…
لكن الهاجس الكبير الذي سيواجه “الخضر” يكمن في الإصابات التي يعاني منها بعض اللاعبين، مثل توغاي وزروقي اللذين قد يغيبان عن التربّص القادم، ويكون أيضا بيتكوفيتش قد أرسل الاستدعاءات إلى اللاعبين لحضور هذا التربص بشعار واحد هو تحقيق انتصارين، وهو الهدف الذي تسعى التشكيلة الوطنية إلى تحقيقه رغم صعوبة المهمة، باعتبار أن المباراتين تُلعبان في رمضان، فضلا عن التنقل الشاق والطويل إلى بوتسوانا في رحلة تدوم ما يقارب العشر ساعات.
ويبقى الشارع الرياضي يتساءل: هل يوجّه المدرب الوطني الدعوة لبلايلي؟ أم يبقى بعيدا عن المنتخب، وهو الذي يؤدي موسما كبيرا مع الترجّي التونسي، بدليل أنه يتألق أسبوعيّا في اللقاءات التي يلعبها فريقه سواء محليا أم قاريا.. وهو الغائب عن المنتخب منذ أكثر من سنة، إذ كان ظهوره الأخير في لقاء موريتانيا الذي خرج إثره أشبال بلماضي من الدور الأول في نهائيات كأس إفريقيا التي لعبت بكوت ديفوار، ولو أن الكثير من المعطيات توحي بأن “الفاف” تكون قد أرسلت دعوة للاعب باعتباره متواجدا في القائمة الموسَّعة، وحصد العديد من النقاط الإيجابية في الآونة الأخيرة. وحتى المدرب الوطني يكون قد اقتنع بضرورة الاستعانة بخدماته، خاصة مع تراجع مستوى بن رحمة الذي انضمّ إلى نادي نيوم الناشط في الدرجة الثانية السعودية.
وبعيدا عن التشكيلة والتعداد، فإن الأمور التنظيمية لمواجهتي بوتسوانا والموزمبيق تبدو على أحسن ما يرام، بدليل إرسال “الفاف” مبعوثا لها إلى بوتسوانا، بغية تحضير تنقل “الخضر”، كما ضبطت كل الأمور بخصوص مباراة العودة بتيزي وزو. ما يجعل الكرة بين أرجل اللاعبين لتحقيق نتائج إيجابية بغية قطع خطوة كبيرة نحو حسم ورقة التواجد في المونديال القادم.