بيتكوفيتش يواصل التحدّي
أثارت القائمة التي حدّدها الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش تحسّبا لمواجهتي منتخب الطوغو، في إطار الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس إفريقيا المقرّرة بالمغرب، جدلا كبيرا من بعض النقاد والمحللين، وكذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب عدم توجيه الدعوة لبعض اللاعبين، على غرار شايبي وبلايلي وماندريا وأوكيجدة وبشير بلومي، وهذا رغم أن التقني السويسري قدّم تبريرات خلال ندوته الصحفية، إذ قال إن الأبواب تبقى مفتوحة لكل اللاعبين، لكن ذلك لم يعجب البعض، فراحوا يطلقون سهامهم تجاه الناخب الوطني الذي هو في مرحلة انتقالية من أجل بناء منتخب قوي لقادم الاستحقاقات، خاصة بقية جولات تصفيات كأس العالم، باعتبار أن النظام السّهل المعتمد من طرف “الكاف” يسمح لـ”الخضر” بالتأهل من دون صعوبات تذكر.
وإذا كان البعض غير مقتنع بتصريح الناخب الوطني حول اللاعب شايبي الذي قال عنه: “إنه ليس مهاجما لأنه ليس حاسما بما يكفي أمام المرمى. كما أنه ليس لاعب خط وسط، لأنه لا يظهر صفات هذا المركز على أرض الملعب. لقد اخترت لاعبين في الوقت الحالي أكثر توافقا مع فكرتنا وطريقة لعبنا”، إلا أن المقربين من المدرّب الوطني أكدوا أن اللاعب مطالب بالعودة إلى صوابه بعد تصرّف بدر منه بين شوطي مباراة بوليفيا الودية التي لعبت شهر مارس المنصرم، وهو ما أغضب المدرّب الوطني الذي تركه بعيدا عن “الخضر” بعض الوقت، قبل أن يعيده مستقبلا لأن المنتخب في حاجة ماسة إلى خدماته، وعليه العمل ليكون العمود الفقري في السنوات المقبلة مع قرب اعتزال بعض اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثينيات من العمر.
على الجمهور الرياضي وكل المتتبعين أن يعلموا أن المدرّب منذ مجيئه إلى المنتخب مارس الماضي عاين ما يقارب الأربعين لاعبا، ولا يزال بصدد البحث عن آخرين ينشطون في بطولتنا المحلية أو في دوريات أخرى، مع بعث المنافسة بين اللاعبين في كل المناصب وخاصة في الدفاع الذي لم يجد له بعد الوصفة المناسبة في ظل غياب لاعبين ينشطون في المستوى العالي، وهو ما جعل الاتحاد الجزائري يفكر في الاتصال ببعض اللاعبين السابقين، خاصة الذين يقطنون في أوروبا من أجل البحث والتنقيب عمّن يملك إمكانات كبيرة لتدعيم مختلف المنتخبات الوطنية.
قد نختلف مع بيتكوفيتش أو نتفق معه في عديد القرارات التي يتخذها، سواء في استدعاء اللاعبين أو في طريقة اللعب والخطط التكتيكية التي يطبّقها خلال المباريات، لكن على الجميع احترام تجربته الكبيرة في التدريب.. مهنة بدأها سنة 1997 مع عديد الأندية قبل أن يستقر مدة ست سنوات مع المنتخب السويسري الذي حقق معه نتائج إيجابية، سواء في كأس أوروبا للأمم أو في نهائيات كأس العالم، وبدايته مع المنتخب الجزائري تبشّر بالخير.. والجميع ينتظر منه التأكيد في الاستحقاقات القادمة.