بيت حانون تشكو لربها: قريب يتجهمني وعدو ملكته أمري

صالح عوضبالأمس فقط تمكنت من دخول بيت حانون مع أخوة شدوني شدا إلى زيارة بلدة كانت في يوم من الأيام بستانا من بساتين فلسطين الغناء.. لا يمتلك ممن منح روحا بدوية مثلي أن يرى بأم عينيه ما يفعله عدوه به..!! من هنا مر الزلزال.. من هنا مر العنصريون جرفوا البساتين وهدموا البيوت وسوّوا بالأرض المصانع..وفي طرقات قد أصبح السير فيها عسيرا بفعل ما قامت به جرافات العدو ودباباته كانت سيارتنا تقودنا إلى مشاهدة جريمة الغزاة العنصريين حتى انتهى بنا المسير إلى عائلة العثامنة بيت عزاء نصبت أعمدته على أرض جرفها الصهاينة.. عشرون شهيدا من عائلة واحدة وأكثر من ثلاثين جريحا ومعوقا من العائلة نفسها.. تسمع القصص العجيبة والروايات التي تغرقك في بحر من الدموع والألم والإحساس بقداسة الحقد والثأر.
عدنا مكسورين.. أرواحنا مهدودة كنا نستمع لنشرة الأخبار وإذا بالأنباء تزف لنا نبأ الفيتو الأمريكي على الاقتراح القطري بإدانة إسرائيل.. استمعنا لتبريرات مندوب الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن وهو يحمل الحكومة الفلسطينية مسؤولية الجريمة.. ويعطي إسرائيل حق الدفاع عن النفس.. يا إلهي ألهذه الدرجة وصل الاستخفاف بدمنا؟ ألهذا الحد وصلت مهانتنا على الناس؟ حتى إسرائيل أسفت ولم تعتذر وادعت أن القذائف أصابت بالخطأ المدنيين العزل.. إلا أن أمريكا جنحت إلى موقف أكثر عدوانية من الكيان الصهيوني.
أين الموقف العربي؟ أين قادة العرب؟ أين أحزاب العرب؟ أين المثقفون العرب؟ أين أولئك أصحاب المبادرات العربية؟ هل بقي مبرر لأحدهم أن يضع على رأسه عقالا وحطة.. ويتزين بعباءة ليست لأمثاله.. هل بقي لأحده من مبرر أن تبسط له البسط الحمراء وتعزف له الأناشيد الوطنية.. بيت حانون الدامية تئن.. بلدة صغيرة يذبح منها اليهود في أسبوع واحد مئة مسلم عربي ويعطبون المئات.. فليتحسس كل منا قلبه ودمه! أم أننا أصبحنا أمة من الموتى؟
بيت حانون هي باختصار الرسالة الواضحة التي توجهها إسرائيل إلى الشعب الفلسطيني.. إما الرحيل وإما إيقاف المقاومة هذا ما قاله لي أحد المنكوبين من آل العثامنة. وأضاف إننا لا يمكن أن نتصدى للمقاومة وكذلك فإننا لن نرحل.. هذه أرضنا وسنظل صامدين حتى يزول الصهاينة وكيانهم العنصري وهذا وعد الله الذي لن يخلف.