-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الدولي السابق حميد مراكشي لـ"الشروق":

بيع وشراء المباريات ليس جديدا وروراوة اهتم بالمنتخب وعبث بالبطولة

صالح سعودي
  • 3051
  • 0
بيع وشراء المباريات ليس جديدا وروراوة اهتم بالمنتخب وعبث بالبطولة
الأرشيف
حميد مراكشي

أشاد اللاعب الدولي السابق حميد مراكشي بانتخاب زطشي رئيسا جديدا لـ”الفاف”، مؤكدا بأن روراوة كان عليه الرحيل بعد أن وقع، حسبه، في سلبيات كثيرة، خاصة في ظل منحه الأهمية للمنتخب الوطني على حساب البطولة، وأكد مراكشي في الحلقة الأولى من الحوار الذي خصّ به “الشروق” على ضرورة الاعتناء باللاعب المحلي، وتشييد مراكز التكوين، والتقليل من عبثية الاعتماد المطلق على المحترفين دون مراعاة مستواهم الحقيقي.

مراكشي بصراحته وعفويته عاد إلى مساره الكروي، والكلام الذي صنع الحدث آنذاك حول تلقيه عرضا من نادي آسي ميلان، وأمور أخرى تتابعونها في الجزء الأول من هذا الحوار.

 بداية، أين يتواجد مراكشي وهل لازلت قريبا من ميادين الكرة؟

أقيم في فرنسا منذ 18 سنة، لكن من الناحية الكروية أنا بعيد مؤقتا عن الميادين، بسبب إصابة في الركبة، حيث لم ألمس الكرة منذ عامين، وحالتي الآن في تحسن، وإن شاء الله سأكون جاهزا مستقبلا لتنشيط المباريات الاستعراضية على الخصوص.

 ما هي أسباب استقرارك في فرنسا؟

ظروف عائلية حتمت عليّ الإقامة في فرنسا منذ سنة 2000، حيث أهتم بعائلتي وأبنائي الثلاثة، كما أن تواجدي في فرنسا مكنني من معالجة الإصابة التي كانت السبب في ابتعادي عن الميادين.

 هل فكرت في خوض غمار التدريب؟

تحصّلت مؤخرا على شهادة “كاف c”، وإن شاء الله سأخوض غمار التدريب قريبا حتى أسخّر خبرتي المتواضعة في إفادة المواهب الشابة. أتمنى أن تتعدد مثل هذه المبادرات، إضافة إلى تشييد مراكز تكوين حتى يتسنى لنا تدعيم الكرة الجزائرية ميدانيا.

 ما تعليقك على انتخاب زطشي رئيسا جديدا لـ”الفاف”؟

أعتقد بأن زطشي هو الرجل المناسب في هذا المنصب، وكان على روراوة المغادرة.

 لماذا في رأيك؟

روراوة له ايجابيات مثلما وقع في سلبيات كثيرة، صحيح أن المنتخب الوطني تأهل في عهده مرتين إلى نهائيات كأس العالم، إلا أنه أهمل الكثير من المسائل، وفي مقدمة ذلك تشييد مراكز التكوين لتخرج أجيال كروية شابة تكون بمثابة الخلف، والدليل أن المنتخب الوطني وجد صعوبة في تجديد نفسه بعد موندياليّ 2010 و2014، ما خلف الكثير من الانعكاسات السلبية.

 ماذا تقصد بالضبط؟

بصرف النظر عن الإمكانات التي سخّرها للمنتخب الوطني، إلا أن المال وحده لا يكفي، بقدر ما يتطلب رسم إستراتيجية مبنية على التشبيب وعدم التفريط في عنصر الخبرة، لأن الكثير من التغييرات العشوائية انعكست سلبا على توازن التركيبة البشرية لـ”الخضر”.

 كيف تنظر إلى مستقبل “الخضر” في ظل فترة الفراغ منذ نكسة “الكان”؟

من اللازم إيجاد مدرب يعمل على المدى المتوسط والطويل لإضفاء الاستقرار، كفانا اقتناء لمدربين أجانب أخذوا الكثير من الخزينة دون أن يفيدوا المنتخب والكرة الجزائرية، قبل انتداب مدرب جديد يجب مراعاة المواصفات التي تتماشى مع متطلبات المنتخب الوطني.

 ما هي هذه المواصفات؟

أن يتحلى بشخصية قوية وكفاءة عالية، ويحرص على رسم أهداف طموحة، ويجب أن نتركه يعمل في هدوء دون التدخل في صلاحياته.

 كيف تنظر إلى التحديات التي تنتظر زطشي على رأس “الفاف”؟

أعتقد بأن تجربته على رأس نادي بارادو تجعله قادر على رفع التحدي، حيث أن الأولوية يجب أن تكون لبناء مراكز تكوين فعّالة حتى تساعد على الاعتناء بالمواهب الكروية، وفي الوقت نفسه العمل على معالجة أمراض الكرة الجزائرية، والاعتناء بمتطلبات المنتخب الوطني.

 من كلامك تبدو متفائلا بنجاحه؟

الميدان هو الذي يحكم، فإذا منح الإضافة اللازمة فهذا شيء جميل، وإذا فشل فإن الأمور ستبقى على حالها.

 هل كنت تتوقع فشل “الخضر” في “كان 2017” بالغابون؟

كان متوقعا، خاصة بعد الوجه الشاحب أمام الكاميرون ونيجيريا في تصفيات كأس العالم، كما أن خطة المدربين والتغييرات الحاصلة في الطاقم الفني خلفت مشاكل في الاستقرار وانسجام المجموعة، بدليل أن هناك لاعبين خرجت أرجلهم من العش، مثلما حدث في الفنادق والتدريبات وأمام أنظار الجميع، غياب الحرارة والروح التضامنية والوطنية جعل “الخضر” يصلون إلى تلك الحالة، فالروح القتالية لا تأتي من لاعبين يتصنعون حبهم للألوان الوطنية.

 كيف تنظر إلى مستقبل “الخضر” على ضوء هذه المعطيات؟

يجب حفظ الدرس من النكسات الأخيرة، سواء في تصفيات المونديال أو نهائيات “كان 2017” بالغابون، من اللازم التفكير في “الكان” المقبل، والحرص على الاستمرارية في العمل، وتحديد آليات لتجاوز فترة الفراغ التي يمر بها “الخضر”، وتفادي التغيير العشوائي في تركيبة “الخضر”، يجب منح الأولوية للعناصر التي أبانت عن وجه طيب، لأنه يوجد لاعبون محليون ظهروا بوجه مشرف في “الكان”، ما يجعلنا نتفاءل بهم خيرا.

 ما تعليقك على طغيان الحديث عن الكواليس والرشوة وترتيب المباريات في البطولة؟

هذا ليس جديدا، بل يعود إلى سنوات سابقة، وأصبح الذي يحدث يصنف في خانة العادي.

 من يتحمّل المسؤولية في رأيك؟

الجميع يتحمّل المسؤولية، روراوة استهزأ كثيرا في هذا الجانب، اهتم بالمنتخب الوطني وترك تسيير الأندية لأطراف لا علاقة لها بالكرة، شيء طبيعي أن تتكرس عقلية البيع والشراء، وينزل مستوى الكرة الجزائرية إلى الحضيض. كما أن مستوى التحكيم له دور فيما يحدث، ففي الوقت الذي كنا نفتخر بحكام كبار خلال عشريات سابقة، على غرار حنصال وآخرون، إلا أن التحكيم أصبح مؤخرا أداة لتكريس الرداءة وإفساد الكرة الجزائرية. أتمنى من زطشي أن يحارب الدخلاء عن كرة القدم ممن تسببوا في إفساد مستقبل الشبيبة الجزائرية، بدليل أن بطولتنا أصبحت الأضعف حين نقارنها بالبطولات القطرية والمغربية والتونسية.

 ما رأيك في الحديث حول جدلية اللاعب المحلي والمحترف؟

أنا أؤيد اللاعب المحلي، لأنه يعيش تحت الضغط، ويعرف ما تريده الجماهير الجزائرية، وعليه من اللازم منح الأهمية للاعب المحلي لمساعدته على البروز، مع الحرص على جلب لاعبين محترفين ممن يملكون 3 أضعاف إمكانات اللاعب المحلي، بدلا من انتداب لاعبين مغمورين، والتجارب السابقة أثبتت تألق المنتخب الوطني بتشكيلة أغلبها من المحليين.

 هل ترى بأن انتداب المدرب ليكنس قبل “كان” الغابون كان خطأ كبيرا؟

ليكنس مدرب؟؟؟ “انعل الشيطان”، هناك مدربون جزائريون أكفاء، لكن تم تهميشهم لأسباب لا أعرفها، مثل سعدان وشارف وبلماضي وماضوي وماجر وشريف الوزاني وبلعطوي، هؤلاء منحوا الكثير للمنتخب الوطني وقادرون على مواصلة منح إضافة نوعية.

 كيف تنظر إلى ظاهرة المدربين الشبان الذين برزوا مؤخرا في البطولة؟

هذا وقتهم، ومن اللازم مساعدتهم على البروز والبرهنة على كفاءتهم على مستوى الأندية ومراكز التكوين، ومنحهم الصلاحيات في المكتب الفدرالي حتى تكون لهم كلمة في الاجتماعات الرسمية والحاسمة، لأنهم أدرى بواقع ومتطلبات الكرة الجزائرية. أحيي جميع المدربين الشبان الذين يشقون الطريق نحو البروز، مثلما أدعو الجهات الوصية إلى تكوينهم بشكل جيد، وتفادي منطق التجمع لمدة 21 يوما ومنحهم ديبلوم لتسوية الوضعية.

 حدثنا عن المدربين الذين لفتوا انتباهك..

أنا معجب بجميع المدربين الشبان الذين يجتهدون فوق الميدان مثل ماضوي وزغدود ودزيري وبلعطوي وشريف الوزاني وغيرهم، مثلما أشيد بالعمل الثنائي لبعض المدربين، مثل خريس وهبري على شاكلة ماجر مع بن ساولة في وقت سابق. أغلب هؤلاء ضحوا من أجل خدمة الكرة الجزائرية في العشرية السوداء، وهم في حاجة إلى مزيد من التحفيز ومنحهم يد العون.

 لو نعود إلى مشوارك الكروي، كيف كانت بدايتك؟

أنا من عائلة رياضية، فالوالد رحمه الله رياضي، ولدي إخوة أيضا مارسوا الكرة ورياضات أخرى، لكن المكتوب جعلني أنجح في وقت العشرية السوداء، حيث رفعت التحدي منذ كان عمري 8 سنوات، تجاوزت كل الصعاب وفي مقدمة ذلك الوضعية المادية الصعبة للعائلة، ما جعلني أتخلى عن الدراسة وأهتم بالكرة التي منحت لي الكثير، خاصة أنها عرّفتني بالناس، أقول دائما بأن الجماهير الجزائرية هي التي صنعتني.

 هل حققت كل ما تتمناه في مسيرتك الكروية؟

من اللازم التحلي بالواقعية والإيمان بالمكتوب، فالإصابة التي تعرضت لها حالت دون تحقيق جميع طموحاتي، ورغم ذلك أنا فخور بمسيرتي مع الأندية الجزائرية والمنتخب الوطني ومشواري الاحترافي في تركيا.

 صنعت الحدث في البطولة والمنتخب الوطني، إلى ماذا ترجع ذلك؟

هذا يعود إلى العمل الجاد، الكثير يقول بأن مراكشي غير منضبط ويقوم بأشياء سلبية، أقول لهم حين أدخل الميدان أبلّل القميص وأوظف جميع إمكاناتي لتشريف ألوان المنتخب الوطني وألوان أي فريق ألعب له. الجمهور الجزائري متعطش إلى مهاجمين من طراز مصابيح ومراكشي وصايفي وغازي وبورحلي وداود بوعبد الله وعلي موسى والفقيد قاسمي، هؤلاء مهاجمون لي الشرف أن أتحدث عنهم.

 ما سبب افتقار البطولة إلى مهاجمين من هذا الطراز؟

الدولة والمسؤولون على الرياضة اهتموا بتشييد السجون والمقاهي وأهملوا مراكز التكوين، يجب أن أقولها بشكل صريح “الجزائريون ليسوا مجرمين، الجزائر هي بلد كرة القدم وليست كولومبيا المختصة في الكوكايين”.

 كيف كانت البداية من مسقط رأسك عين تموشنت؟

البداية كانت مع شباب تموشنت، ثم خضت تجربة كروية مع ترجي مستغانم، حيث حققت معه مشوارا مميزا خلال موسمين، وساهمت في الصعود إلى القسم الأول، كما فزت بجائزة أحسن هدّاف في الجزائر، ثم تنقلت إلى تركيا وتركت بصمتي هناك، كما استفدت من مشاركاتي مع المنتخب الوطني في مختلف المنافسات، لكن الإصابة حالت دون الذهاب بعيدا في مشواري الاحترافي، وقد عدت إلى البطولة الوطنية من بوابة مولودية الجزائر، وتزامن ذلك مع مرور الفريق بوضعية صعبة، ورغم ذلك ساهمت في ضمان البقاء، وتفادي شبح السقوط، كما تركت أثرا ايجابيا مع وداد تلمسان، حيث توجنا بكأس الجمهورية عام 2002، كما حملت ألوان مولودية وهران، لكن سوء تفاهمي مع المدرب ريفيلي جعلني أغادر، وفي السياق ذاته أديت مسيرة ايجابية مع اتحاد الحراش، لكن للأسف لم تكلل بتحقيق الصعود أمام أولمبي العناصر، وقد عدت إلى الغرب الجزائري، وحملت ألوان بعض الأندية على غرار شباب العامرية وسيدي سعيد وغيرها. عموما حملت ألوان نحو 10 أندية وحاولت أن أترك بصماتي وأشرف عقدي مع الفرق التي حملت ألوانها.

 الكثير لا يزال يتساءل عن العرض الذي تلقيته من نادي آسي ميلان، هل هو حقيقة أم مجرد نكتة؟

في تلك الفترة، الجماهير الجزائرية لم تكن تصدق بأن لاعب جزائري بمقدوره أن يلعب لنادي آسي ميلان أو أي ناد أوروبي كبير، وهذا عيبنا نحن الجزائريين، نحتقر كثيرا بني جلدتنا، لكن بمرور الوقت أصبح الأمر عاديا، حين تسمع بأن غلام قد يلعب لآسي ميلان أو محرز قد يتحوّل إلى ريال مدريد أو مانشيستر يونايتد، وحين سمعوا بأن مراكشي سيلعب في آسي ميلان قالوا إن هذا مستحيل. كنا نعاني من عقدة نقص، ما الذي يحول دون التحاق لاعب محلي بأي فريق أوروبي كبير. الجزائر بلد كرة القدم، وأنجبت لاعبين من طراز ماجر وبلومي وعصاد وبن ساولة وبورحلي ومصابيح ومزوار.. كلمة مستحيل لم توضع في القرآن الكريم، فلاعبون عاديون ينشطون بألوان ريال مدريد وبرشلونة.

 لكن لم تجب عن سؤالي؟

نعم، تلقيت عرضا من آسي ميلان، وتزامن ذلك مع تألقي في الميادين، لكن ظروفي لم تسمح لي بذلك، لعلمك سجلت في مرمى الحارس البرازيلي تافاريل، ولعبت ضد جورج ويا وأوكاشا وباليتش ومولودفان وجيريمي، لماذا هؤلاء لعبوا مع أندية أوربية كبيرة وأنا لا ألعب. على الجزائريين التخلي عن مركب النقص، فبدل مشاهدة الريال والبارصا من أجل رونالدو وميسي، لماذا لا يتمنون لاعبين من أبناء بلدهم، على سبيل المثال أنا أشاهد ريال مدريد من أجل بن زيمة وزيدان لأنني أشم فيهما رائحة الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!