-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

 بين الاختباء والاختفاء !

جمال لعلامي
  • 899
  • 0
 بين الاختباء والاختفاء !
ح.م

الملفت للانتباه حسب فضوليين، اختفاء أو اختباء بعض الوجوه والشخصيات والمسؤولين، سابقين وحاليين، منهم من يلتزم الصمت من باب أنه حكمة، ومنهم من يُضرب عن الكلام وربما عن الطعام أيضا، ومنهم من “طامع” في شيء ما، ومنهم من هو خائف من “توريطة” بسبب أنه محسوب على فلان وعلان من الموجودين في الحبس، أو تحوم حوله شبهة الولاء والطاعة للعصابة، ومنهم من هو زاهد، ومنهم المتمنّع الراغب “شاتي اللبن ومخبّي الطاس”!

هؤلاء وأولئك، على قلتهم، لم يظهروا في منعرجات حاسمة، لم يعلقوا، ولم يصرّحوا، ولم يتكلموا، ولم يتموقعوا، لم يدافعوا ولم يهاجموا، رغم أن بعضهم متعوّد على الكلام والملام في وقت سابق، في كلّ مكان وزمان، ومنهم من خـُلق للثرثرة والجدال والسجّال والمحال، فهل اختلطت على هؤلاء “العاقبة”، فاختاروا “الانسحاب” من الواجهة، إمّا لينساهم الناس، وإمّا في محاولة للعودة الآمنة مستقبلا، وإمّا نتيجة لتوبة نصوح ألزمتهم البيت؟

تختلف آراء المحللين والسياسيين والمواطنين، حول بعض الوجوه “القديمة” و”المخضرمة” المختفية والمنسحبة والصامتة، فمنهم من يرى بعضها متورطا في إنتاج أسباب ونتائج الأزمة الحالية، ومنهم من يرى بعضها “بريئا” رغم مشاركته في دواليب الحكم أو في قيادة أحزاب الموالاة والمعارضة أيضا، ومنهم من كان ضحية أو أضحية أو كبش فداء لأفراد ومجموعات استغلتهم ووظفتهم ثمّ مسحت الموسى فيهم !

رئاسيات 12 ديسمبر، هي موعد ليظهر هؤلاء وأولئك، إمّا بالترشح أو الترشيح، أو الدعم أو التأييد أو الحشد، أو الصمت كذلك، لكن الاقتراع هو فرصة للأغلبية الساحقة والمسحوقة والصامتة، من أجل فرض اختيارها وحماية إرادتها في انتخاب رئيس شرعي ينطلق بحصانة وفيتو “فخامة الشعب” في وضع “الجزائر الجديدة” على السكة مثلما طالب به الحراك السلمي !

الكمشة السياسوية والنخبوية، الرافضة لكلّ شيء من أجل “شيء ما”(..)، لا يُمكنها تغيير مجرى الأحداث، ولا قرار الجزائريين، حتى وإن كانت محاولات التشويش والتعطيل مستمرّة، تارة بالتأليب، وتارة بالأخبار المغلوطة، وتارة بتضليل الرأي العام، وتارة بصبّ البنزين على النار، وتارة بالتخويف من “بعبع” أو “غول” لا وجود له إلاّ في قصص الأطفال !

هذا المسعى اليائس والبائس في نظر النزهاء والحكماء والشرفاء، تكشفه وتفضحه “المؤامرة” المشبوهة التي ما فتئت المؤسسة العسكرية تحذر وتنبه منها، والحمد لله، أنها أجهضتها، وعرّت خيوطها ومخططاتها التي كانت تستهدف البلاد والعباد منذ اندلاع الأزمة، ولذلك، يتفق جميع السياسيين، وكلّ الأحزاب والنخب والمنظمات والجمعيات، حول جدوى الرئاسيات وينخرطون في إنجاحها، باستثناء “رهط” سياسوي تسمّمت عقوله وقلوبه وألسنته بمرض اسمه داء الكوطة ووباء التعيين !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!