-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اللاعب الدولي عبد الرؤوف زرابي في حوار لـ"الشروق":

تألقت مع كافالي ولن ألوم سعدان رغم حرماني من مونديال 2010

صالح سعودي
  • 2432
  • 0
تألقت مع كافالي ولن ألوم سعدان رغم حرماني من مونديال 2010
ح.م

خصّ اللاعب الدولي السابق عبد الرؤوف زرابي “الشروق اليومي” بحوار صريح مباشرة من مقر إقامته بمدينة نيم الفرنسية، حيث يتحدث عن تجربته الحالية في مجال التدريب على المستوى القاعدي، ويعطي رأيه في الوضع الراهن للمنتخب الوطني والكرة الجزائرية، كما يستعيد أبرز محطاته الكروية، مع المنتخب الوطني والأندية الجزائرية، وكذا محطاته الاحترافية وأمور أخرى تتابعونها في هذا الحوار.

أين يتواجد حاليا عبد الرؤوف زرابي منذ اعتزاله الميادين؟

أنا متواجد في فرنسا، حيث أشتغل في مجال التكوين القاعدي مع الشبان، وهذا منذ عامين في أحد مراكز التكوين لمدينة نيم الفرنسية.

كيف تنظر إلى عالم التدريب بعد سنوات من مسيرتك كلاعب؟

الحمد لله لم أجد صعوبات كثيرة في هذا الجانب، فحين كنت لاعبا محترفا كنت حريصا في مجال التكوين والحصول على شهادات التدريب اللازمة، كما كنت متابعا ليوميات وتدريبات الفريق المحترف لنادي نيم في مركز التكوين، تحصلت على خبرة محترمة، ما سهّل لي مهمة خوض مجال التدريب مع الشبان.

ما تعليقك على الواقع الحالي للمنتخب الوطني؟

القاعدة تقول بأنه من السهل الوصول إلى القمة، لكن البقاء في المستوى العالي يتطلب مزيدا من العمل والجدية، صحيح أن المنتخب الوطني يمتلك لاعبين بارزين ينشطون لأندية محترفة كبيرة، لكن للأسف حدث تذبذب بسبب التغييرات الحاصلة في هرم كرة القدم الجزائرية، وهذا التغيير انعكس سلبا على مسار المنتخب الوطني.

كيف ذلك؟

حين يحدث التغيير قد يخلف مستجدات ايجابية وقد تكون له انعكاسات سلبية، شخصيا تمنيت لو تم التغيير على شكل مراحل، لكن المشكل في الجزائر يكمن في عدم استخلاص الدروس والرغبة دوما في العودة إلى الصفر، وهذا يتطلب وقتا للعودة إلى القمة.

هل تقصد مخلفات الصراعات التي حدثت بين رئيس الاتحادية ورئيس الرابطة؟

الرئيس السابق محمد روراوة اكتسب خبرة كبيرة في مجال التسيير الرياضي، لو كنت في مكان زطشي لأبقيت روراوة كصديق حتى يستفيد منه أكثر، مع تفادي التغيير من أجل التغيير.

كيف تنظر إلى تحديات المنتخب الوطني بقيادة الطاقم الحالي؟

أعتقد بأن الطاقم الفني يتسم بالتكامل، فالمدرب إيغيل مزيان كفاءة وطنية رفقة جمال مناد، وقد كانا في الميدان، وماجر شخصية كروية بارزة، أرى بأن الثلاثي المذكور قادر على النجاح وإفادة “الخضر”، المنتخب الوطني هو منتخب جميع الجزائريين والأحسن هو اختيار الأحق بحمل ألوانه، كفانا تفرقة بين اللاعب المحلي والمغترب، فالكرة لا تخدمها النظرة الضيقة ولا المصالح الشخصية.

نعود إلى مسيرتك الكروية، كيف كانت البداية؟

كانت مع فريق صغير ببلدية ورقلة، وحين التحقت بالعاصمة حملت ألوان نصر حسين داي في الفئات الشابة، كما تقمّصت ألوان المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة. لم تتح لي فرصة اللعب مع أكابر النصرية وأنا في سن 19 سنة فتمت إعارتي إلى شباب الدار البيضاء، وبالمناسبة أقدم تحياتي لأسرة هذا النادي التي منحت لي فرصة إبراز إمكاناتي، وعدت مجددا إلى نصر حسين داي، لكن لم تمنح لي الفرصة موازاة مع اللعب على ورقة الصعود، فانتقلت إلى شباب بني ثور، وساهمت بشكل فعّال في وصول الفريق إلى نهائي كأس الجمهورية.

هل توجت معه بهذا اللقب؟

النهائي لعب في شهر نوفمبر، في الوقت الذي كان من المنتظر أن يلعب مع نهاية الموسم، وحينها كنت قد عدت إلى نصر حسين داي، لكن لي ذكريات جميلة مع شباب بني ثور، وتجمعني علاقة جيدة مع الجميع، حيث سجلت هدفا حاسما أمام شباب قسنطينة في الدور نصف النهائي، كما سجلت حضورا منتظما في مباريات البطولة، وبالمناسبة أشكر أكسوح وبوفنارة اللذين منحا لي فرصة اللعب أساسيا، كما أشكر المدرب عبد الكريم لطرش الذي التحق فيما بعد، هذا البروز جعلني أتلقى عروضا مهمة من أندية اتحاد عنابة واتحاد العاصمة وشباب بلوزداد ونصر حسين داي، وفضلت العودة إلى النصرية مجددا وعمري 21 سنة.

كيف تقيّم هذه العودة الجديدة إلى النصرية؟

كانت ناجحة، خاصة وأننا كنا نشكل فريقا متجانسا بفضل لاعبين متميزين ومتخلقين، مثل حميد رحموني وقانا وبن دبكة وبن زايد ونشاد وكابري ولوكيلي وغيرهم، وقد حققنا الصعود بفارق 15 نقطة في الموسم الثاني، بعدما حرمنا من تجسيد ذات الهدف في الموسم الذي سبقه، حين احتلينا المرتبة الثانية. وقد كان صعود النصرية مناسبة لخطف الأضواء، حيث تلقيت دعوة من المنتخب الوطني، كنت حينها ألعب في منصب وسط ميدان وحوّلوني إلى الجهة اليسرى.

من هو المدرب الأول الذي وجّه لك الدعوة؟

هو جورج ليكنس الذي تولى المنتخب الوطني بمعية سرباح وبوعراطة، وكانت أول مباراة لي ضد بلجيكا في ملعب عنابة، وخسرنا بـ 3 أهداف مقابل هدف واحد، حيث أدينا مباراة كبيرة، ما جعلني أتلقى عروضا مهمة من الخارج.

ما هي أبرز هذه العروض؟

أغلبها من أندية فرنسية، وقد وقع الاختيار على نادي أجاكسيو الذي وقعت له لمدة 4 سنوات، ولعبت معه 3 سنوات، حيث تمت إعارتي إلى نادي قينيون في الدرجة الثانية، ولعبت آنذاك مع مجيد بوقرة ونذير بلحاج وبوتابوت وكمال رمضاني الذي هو خال اللعب فقير، والحمد لله أنني لعبت 33 مباراة. بعدها عدت إلى أجاكسيو ولعبت 6 أشهر لأتحوّل إلى قينيون من جديد وفق عقد وبقيت معه لمدة موسم ونصف موسم، لأتحوّل إلى اسكتلندا بعد المباراة التي لعبتها مع المنتخب الوطني ضد البرازيل، وهذا رغم العروض التي وصلتني من ألمانيا وغيرها من الفرق الأوروبية، وقد احتليت المرتبة الثالثة مع نادي هيبرنيان الاسكتلندي.

بعد اسكتلندا أين كانت الوجهة؟

عدت إلى فرنسا، حيث حملت ألوان نادي نيم لمدة 3 سنوات، ولعبت أكثر من 120 مباراة، الحمد لله انسجمت كثيرا مع هذا الفريق، وقد كان إلى جانبي اللعب مهدي مصطفى الذي وجهت له الدعوة فيما بعد لحمل ألوان المنتخب الوطني.

كيف قرّرت العودة إلى الجزائر بعد تجربة نيم الفرنسي؟

تلقيت عروضا من الخليج، يتقدمهم نادي بني ياس الإماراتي، لكن حدث مشكل، بعدما توفي صانع ألعاب هذا الفريق، ما جعلهم يغيرون الإستراتيجية، ويعملون على تعويضه بلاعب جديد، وكنت حينها قد فسخت العقد مع نادي نيم، لأتلقى فيما بعد عروضا من مولوية الجزائر وشبيبة القبائل وغيرهما، واخترت شبيبة القبائل.

كيف تقيّم محطتك مع الشبيبة؟

تزامنت مع بروز المشاكل في الفريق وحمى المعارضة ضد حناشي، لكن حاولت أن أسخر خبرتي ومعرفتي الاحترافية لإفادة النادي، حيث كنت أتواصل مع اللاعبين، وأضفيت الاحترام، في ظل تواجد لاعبين مميزين مثل عسلة ولمهان والعرفي وبلكلام وعلي ريال وغيرهم، والحمد لله أننا ضمنا البقاء، لكن فضلت المغادرة نحو شباب قسنطينة في عهد المدرب روجي لومير، لكن الإصابة التي تعرضت لها في بداية التحضيرات أخلطت حساباتي، فالتحقت خلال الميركاتو بمولودية وهران، وقد واجهت مشاكل جعلتني أغادر بعد شهر ونصف شهر.

هل قرّرت الاعتزال بعد ذلك أم واصلت المسيرة؟

قرّرت التحوّل إلى الخارج، وبالضبط إلى فنلندا، حيث لعبت لنادي هلسنكي، وهناك قررت أن أعتزل من الباب الواسع، حيث أديت موسما مميزا، ووسط تفاعل الفنلنديين، اعتزلت وعمري 35 سنة، وأنا راض بذلك، مثلما أنا راض عن مسيرتي الكروية.

لعبت 22 مباراة مع المنتخب الوطني، فهل ترى بأن مسيرتك كانت قابلة للإثراء؟

الإنسان يجب أن يتحلى بالقناعة، الطموح لا حدود له، لكن تحقيق هذه الطموحات ليس سهلا، ويخضع للظروف، كنت أتمنى اللعب مع فريق في الدرجة الثانية، لكن الحمد له خضت تجربة احترافية ناجحة وحملت ألوان المنتخب الوطني في 22 مباراة، وواجهت فرقا ومنتخبات كبيرة، ولعبت مع ضد لاعبين بارزين، بصراحة أنا راض وسعيد بذلك.

ما هي المباريات التي تبقى راسخة في ذهنك مع المنتخب الوطني؟

مباراة البرازيل ومباراة الأرجنتين ستبقيان في الذاكرة، حيث واجهت اللاعب كاكا في عزّ أيامه، مثلما لعبت ضد رونالدينيو وروبينيو، وضد الأرجنتين واجهت ميسي وتيفاس وزانيتي وكومبياسو، كانت مباراتان كبيرتان بأتم معنى الكلمة. كما لا أنسى مباراة ليبيريا، حيث كان لزاما علينا العودة بالتعادل لتعزيز حظوظنا في تصفيات مونديال 2010.

ما هي أسوأ مباراة لعبتها مع “الخضر”؟

هي مباراة غينيا التي خسرناها فوق ميداننا بهدفين لصفر، ما حرمنا من التأهل إلى “كان 2008″، وقد تلقيت إصابة بعد 10 دقائق من انطلاق المباراة، الذي يؤسف له هو أننا خسرنا في ملعب مكتظ عن آخره. وفي الحقيقة هذا الإقصاء لا يعد إلى هذه المباراة، بل إلى المواجهة التي لعبناها في جزر الرأس الأخضر، حيث كنا متفوقين في النتيجة قبل أن نتلقى هدف التعادل، لو فزنا لحسمنا التأهل خارج ميداننا دون انتظار نتيجة مباراة غينيا.

الملاحظ بأنك تلقيت فرصا أكثر للعب في عهد كافالي مقارنة بالمدرب سعدان، ما قولك؟

لعبت في المنتخب الوطني تحت إشراف ليكنس ثم كافالي وأخيرا رابح سعدان، صحيح كافالي اعتمد علي كثيرا، لكن في الوقت نفسه لا ألوم المدرب رابح سعدان، فضبط الخيارات أمر صعب، ما يهم أنني كنت ألبي نداء المنتخب الوطني وهذا هو الأهم.

هل ترى بأنك كنت تستحق التواجد في مونديال 2010؟

مع نفسي أشعر بذلك، لأن مكانتي موجودة في المنتخب الوطني، لكن في الوقت نفسه من اللازم عدم التحلي بالأنانية، فالمدرب سعدان كانت له خياراته ولابد من احترامها، وأنا أحترم كثيرا سعدان ولا ألومه في هذا الجانب.

أنت من عائلة كروية، فكيف تقيّم مسيرة والدك وشقيقك المحترف في البرتغال؟

والدي كان بمثابة القدوة، وقد ترك أثرا ايجابيا مع الأندية التي لعب لها، وفي مقدمتها نصر حسين داي، كما حمل ألوان المنتخب الوطني في 4 أو 5 مباريات، الذين عايشوا مسيرته الكروية كانوا يشيدون به كثيرا، حيث كان منضبطا ويتحلى بقوة بدنية، وعلاوة على بروزه مع النصرية فقد قدم الكثير لفريق اتحاد ورقلة كلاعب ومدرب في نفس الوقت، أما شقيقي خير الدين، فقد أدى لحد الآن مسيرة احترافية ناجحة في البرتغال، مسيرة تزيد عن 10 سنوات، لكن للأسف لم تتح له الفرصة في المنتخب الوطني، وهذه هي كرة القدم.

هل من طرائف تحتفظ بها خلال مسيرتك الكروية؟

الملفت للانتباه هو أن الأوربيين يحتارون حين يرونني ألعب مباريات وأنا صائم، ما جعلهم يتساءلون عن السر وراء ذلك، وعلى كل حال مهما حاولت تفسير الأمر فلن يفهموا السر، وفي هذا الجانب الحمد لله أنني لم أصادف متاعب مع المدربين، حيث تعاملت مع المدرب رودي كرون في أجاكسيو، وكان يقول لي إذا أردت أن تصوم فأنت حر، أنا أحاسبك فوق الميدان، وقد لعبت مباريات كبيرة في عزّ الصيام، من ذلك مباراة ضد ستراسبوع وكان الجو حارا في أجاكسيو، لكن الحمد لله قدمت مباراة كبيرة.

هل من كلمة تود إضافتها؟

أوجه رسالتين، الأولى للجماهير الجزائرية، أتألم كثيرا حين أرى مشاهد العنف، يا ناس الكرة للفرجة ونشر المحبة وليست للقتل، والرسالة الثانية أوجهها للمسؤولين، أدعوهم إلى وضع اليد في اليد وتفادي تصفية الحسابات حرصا على مصلحة الكرة الجزائرية، مؤسف ما يحدث بين مختلف الهيئات، بحسن النية والتواصل يمكن تجاوز كل هذه الخلافات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!