تاجر من الوادي يكشف حجم المبالغة في الأسعار

يواصل التاجر المعروف باسم “الباندا” صنع الحدث في مجال التجارة، ليس على مستوى ولاية وادي سوف بحسب، بل حتى على المستوى الوطني، بفضل استمراره في كسر أسعار مختلف السلع، لتشمل خرجته الأخيرة منتج التمور “دقلة نور” التي عرضها للبيع بثمن بخس جدا وغير مسبوق، لا يتعدى 100 دج للكيلوغرام الواحد، في وقت لا تقل أسعار هذا النوع من التمور في الأسواق ولدى التجار وفي أضعف النوعيات عن 300 دج، مما أحرجت هذا الخرجة لـ”الباندا” التجار كثيرا، وأغرت في المقابل المواطنين والزبائن الذين باتوا يترقبون ويترصدون جديد هذا التاجر الصغير وخرجاته الاستثنائية بحثا عن الأسعار الأقل لاقتناء ما يعرضه هذا التاجر في كل مرة، خصوصا في هذه الفترة التي تسبق شهر رمضان الفضيل.
فهذا التاجر يختص أكثر ببيع المنتجات الموسمية، حيث يعرضها في كل مرة بكميات كبيرة جدا وبأسعار مغرية، كما أنه يملك طريقة فريدة من نوعها في عرض سلعه والترويج لها وإغراء زبائنه الذين يتجمهرون حوله في كل مرة للظفر بما يلزمهم من سلعة معروضة.
وعن آخر خرجاته المتعلقة بتمر دقلة نور من نوع شمروخ وبسعر 100 دج، في وقت يباع فيه هذا المنتج الجديد منه والمخزن في غرف التبريد بأسعار مرتفعة جدا تتراوح بين 360 و460 للنوعية المتوسطة. وبين 550 و650 أو حتى 750 دج للكيلوغرام بالنسبة لتمور دقلة نور ذات النوعية الجيدة، وفي الوقت الذي يصطدم فيه الزبون بهذه الأسعار الباهظة والمرتفعة لدى أغلب التجار سواء بالجملة أو بالتجزئة، يتفاجأ ذات الزبون وهو يرى فيديوهات ترويجية ونقل مباشر عبر اليوتوب ووسائل التواصل الاجتماعي للتاجر “الباندا” من وادي سوف وهو يعرض التمور بسعر 100 دج.
وفي خرجاته عبر التواصل الاجتماعي وفي آخر ظهور له بسوق لغروس ببسكرة، أكد “الباندا” بأنه كان دوما مع “الزوالي” أي فئة الفقراء والبسطاء، موضحا أن التمور التي عرضها بـ100 دج هي من النوع العادي وليست بالجيّدة كما يتصور الكثيرون، مشيرا إلى أن التمور التي تباع تتراوح بين 100 إلى 1000دج وهناك أنواع بين 350 و450 دج وأخرى بين 600دج و650 دج وأكثر، وهذه النوعيات موجهة في الغالب للتصدير أو لخاصة الناس من المقتدرين، وذلك حسب النوعية، مؤكدا للتجار أنه يشعر بهم وهو ليس في موضع كسر الأسواق وإفساد تجارة الناس أو منافستهم أو يبخس سلعهم التي تبقى، حسبه، ذات نوعية جيّدة وأسعارها المعروضة هي الحقيقية، وهي تلك التي يعرضها التجار، بينما هو يجتهد كما قال لعرض السلع حسب أنواعها وبمختلف أسعارها التي تنزل إلى 100 دج بالنسبة للتمور الموجهة لعامة الناس وقد أسماه بـ”السكساكة”.
وقبل التمور، كان “الباندا” يعرض كل الفواكه الموسمية بأسعار زهيدة وجد تنافسية، وقد تقل أحيانا أسعارها حتى عن أماكن إنتاج هذه الفواكه، في وقت سابق من هذه السنة عرض الموز بسعر 270 دج في وقت كان يباع فيه بأكثر من 370 إلى 400 دج، ونفس الشيء بالنسبة للبرتقال الذي باعه بـ85 دج أي أقل من أسعاره في العاصمة ومتيجة، والملفت أيضا أن هذا التاجر الصغير يتجول مع من يساعده عبر أسواق مدن الجنوب ومنها توقرت وبسكرة والمغير وغيرها، وأينما حلّ يجد التجاوب بفضل الشعبية التي بات يتمتع بها بفضل خرجاته التسويقية الكثيرة.
وبعيدا عن الجدل الذي أحدثته أسعار هذا التاجر الصغير، فإن الأكيد هو انبهار الجميع بطريقة تسويقه بعبارته الشهيرة “حامي على روحك” و”كل يوم جديد” بين مهلل ومرحب ومقدر ومتعجب ومندهش أو حتى مشكك، بقي الأكيد أن هذا التاجر يظل حتى الآن يصنع الحدث بخرجاته الكثيرة في كل مرة، مما يؤهله لأن يكون حديث العام والخاص في الواقع وعبر المواقع. في انتظار أن يكون محلا للدراسة والمتابعة من قبل المختصين في التجارة، ليكتشفوا طريقة هذا التاجر في تجارته التي تعود بالربح عليه وعلى الزبون في الآن نفسه.