-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحارس الدولي السابق لكرة اليد داود عميروش لـ"الشروق":

تبون وعدني بمكافحة “فساد” المنظومة.. لعبان غير شرعي ولا تنتظروا شيئا في المونديال

سليم دريس
  • 4770
  • 0
تبون وعدني بمكافحة “فساد” المنظومة.. لعبان غير شرعي ولا تنتظروا شيئا في المونديال
ح.م

يناشد الدولي السابق ومدرب حراس مرمى كرة اليد، داود عميروش، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، التدخل لكشف التلاعبات التي تعيشها محيط الكرة الصغيرة في بلادنا، ومن ثم فضح كل المفسدين فيه، داعيا القاضي الأول في البلاد لضرورة الضرب بيد من حديد، فضلا عن إعادة الاعتبار لإطارات كرة اليد المهمشين في الآونة الأخيرة..

كما قال داود، في الحوار الذي خص به “الشروق”، إن المنتخب الوطني مقبل على “كارثة” و”مهزلة” خلال مشاركته في المونديال، بالنظر إلى التحضيرات المتذبذبة التي أجراها تحت قيادة المدرب الفرنسي آلان بورت، معتبرا تعيين الأخير مدربا للمنتخب إهانة لكل المدربين الجزائريين، خصوصا وأن التقني الفرنسي متابع قضائيا في بلاده بسبب قضية تحرش، محملا في الوقت ذاته رئيس الاتحاد الجزائري للعبة، حبيب لعبان، مسؤولية كل المشاكل التي يعيشها المنتخب والكرة الصغيرة، قبل أن يؤكد أن عهدته على رأس الاتحاد غير شرعية.

 بداية ماهي قراءتك للمنتخب الوطني بعد سنة ونصف سنة من تعيين الفرنسي آلان بورت على رأس العارضة الفنية؟

قبل كل شيء تعيين آلان بورت مدربا للمنتخب الوطني يعد أكبر خطأ ارتكبه الاتحاد الجزائري لكرة اليد، والمنتخب الوطني هو من سيدفع الثمن، فضلا عن كون المدرب سيكلف الاتحاد المحلي للعبة أموالا باهظة، ستعجز في نهاية المطاف هيئة حبيب لعبان عن تسديد مستحقات هذا المدرب، أما فيما يخص الجانب التقني لهذا المدرب فهو مدرب عادي، ليس معروفا، والدليل على ذلك أنه لم يتمكن حتى من برمجة مباراة ودية تحضيرية للمنتخب الوطني مع نواد فرنسية، عكس المنتخب التونسي الذي تمكن من خوض وديات مع فرق فرنسية كنادي “إيفري”، وبالتالي أظن أن المنطلق كان خاطئا لأن الاعتماد على المدربين الأجانب لن نجني من خلاله الثمار، وخير دليل على ذلك الألقاب التي تحصل عليها المنتخب الوطني أو حتى النوادي كانت بهندسة مدربين محليين، ومن دون أن يكلفوا خزينة الاتحاد مبالغ كبيرة، على غرار درواز، زغيلي، بوشكريو وبلحوسين.

 أين يكمن الخلل؟

الخلل يكمن في تبذير الأموال على مستوى الاتحاد المحلي، على سبيل المثال الطاقم الفني الحالي للمنتخب الوطني الذي يضم مدربا ومساعدا له يكلفان الخزينة ما يقارب 15000 أورو، أي ما يعادل 300 مليون سنتيم بالعملة المحلية، بالنسبة لي هذا تبذير، لأنه باحتساب المبلغ الذي يصرف على الطاقم الفني يمكننا بناء قاعة رياضية في ظرف وجيز.

ولكن بحسب القائمين على شؤون الكرة الصغيرة في بلادنا الفرنسي آلان بورت هو من طلب خدمات الطاهر لعبان كمساعد له؟

أتظن أن المدرب الفرنسي بورت يعرف الطاهر لعبان؟ هذا الأخير هل برز في البطولة الفرنسية، هل برز اسمه كمدرب في ناد ما؟ ليجد نفسه بين عشية وضحاها في الطاقم الفني للمنتخب الوطني، بقرار من أخيه رئيس الاتحاد حبيب، أذكر هنا اللاعب السابق عواشرية الذي عمل في المنتخب في وقت سابق من دون أن يحصل على سنتيم، بالنسبة لي وحتى أعود لقضية المدرب الفرنسي يعد إهانة للمدرب المحلي، نملك مدربين أكفاء لن يتقاضوا ما يتقاضاه هذا المدرب، ولعلمك أن بورت وقبل انطلاق المونديال في مصر صار يطالب بمستحقاته.

لكن آلان بورت حقق المركز الثالث المؤهل للمونديال وحتى أن المنتخب متأهل للمشاركة في الملحق المؤهل للأولمبياد بعد شهرين في ألمانيا؟

هذا الكلام ليس على داود عميروش، الجزائر لطالما سيطرت على كرة اليد الإفريقية ولسنوات طويلة، تظن أن هدفنا صار يتمثل في إنهاء بطولة إفريقيا في المركز الثالث، ليصبح نفس حلم المنتخبات الصغيرة في القارة السمراء، أرى أن هذا “عار” كبير، وحتى أضعك في الصورة المنتخب التونسي أنهى البطولة الإفريقية الأخيرة في الصف الثاني، تم على إثرها تنحية المدرب الإسباني من على رأس العارضة الفنية، وحتى رئيس الاتحاد التونسي أصيب بوعكة صحية وقتها، ونحن نعتبر احتلال الصف الثالث إنجازا بطاقم فني يتقاضى 300 مليون سنتيم، من دون احتساب ما يتقاضاه هشام بودرالي الذي سيرافق المنتخب إلى مصر في البطولة العالمية، كان من الأجدر جلب مدرب حراس مرمى.

نفهم من كلامك أنك تطمح لمنصب مدرب حراس مرمى في المنتخب؟

لا، أبدا، داود عميروش “يكرهوه”، أنا هنا بصدد الدفاع عن حراس مرمى المنتخب الوطني وأنا على دراية أنهم لا يتدربون كما ينبغي لموعد بحجم بطولة العالم، أنا لما عملت على تكوين الحراس تمكنت من تكوين حراس أبهروا في الجزائر وخارجها ويبقى خليفة غضبان خير دليل على ذلك، بطل أوروبا مع ناديه المقدوني، لعلمك أن هذا الحارس صار مطلوبا في فريق باريس سان جيرمان الفرنسي وسيلتحق بنادي برشلونة الإسباني.

وبالعودة إلى الملحق الأولمبي الذي سيشارك فيه المنتخب بعد شهرين للتنافس على بطاقة التأهل إلى أولمبياد طوكيو، ستكون هناك “الكارثة”، كيف لمنتخب عجز عن الوقوف الند للند أمام تونس ومصر سيواجه ألمانيا والسويد وسلوفينيا، وهنا أعود لقضية المدرب بورت الذي لم يقدم أي إضافة للمنتخب الوطني.

أرى أنك متشائم إلى درجة كبيرة؟

إنها الحقيقة، لا يمكننا الذهاب بعيدا في هذه الظروف وبهذه التحضيرات، وبرئيس اتحادية مثل حبيب لعبان، الذي همه الوحيد هو مصالحه الشخصية، كما أنه يعد رئيس الاتحاد الوحيد على المستوى القاري الذي يشتغل كمحافظ مباريات من أجل تكاليف مهمة تقدر بـ 100 أورو، لعبان الأخير تواطأ مع المغاربة الذين يضمون 8 مسؤولين في الاتحاد المغربي من أجل تنظيم بطولة إفريقية في “العيون” المحتلة العام 2022، على أن تنظم الجزائر بطولة 2024 المؤهلة إلى الأولمبياد والتي لن يتمكن المنتخب من التأهل فيها لأن المنتخب المصري الذي يضم فئات شبانية قوية ومتميزة سيكسب التأشيرة من دون عناء.

وكيف تفسر بقاء بورت طول هذه المدة مدربا من دون أن يتحصل على مستحقاته منذ تعيينه في جويلية 2019؟

بورت لا يملك شخصية ولو كان العكس لرحل، لأن بورت لا يملك المؤهلات لتدريب أي منتخب في الوقت الحالي، كان يمني النفس بتدريب المنتخب المغربي، حيث حاول مرارا كسب ود المغاربة وطلب 3000 أورو لكنهم رفضوا، لأنه مدرب محدود، كما أن هذا المدرب له قضية تحرش جنسي في فرنسا، وهو ممنوع من العمل في بلاده، وإلا كيف نفسر أنه لم يتمكن من برمجة أي تربص في فرنسا، ليختار التربص في بولونيا في نهاية المطاف، المنتخب واجه منتخبا روسيا ضعيفا وبولونيا أضعف منه، تابعت كل المباريات التحضيرية دفاع المنتخب كان مهلهلا، حتى أن المدرب كان غائبا لم يحمس لاعبيه عكس المدربين المحليين الذين كانوا دوما يحضرون خطابا يتماشى وطبيعة كل مواجهة، اللاعب الجزائري يحتاج إلى من يدفعه نحو الأمام من أجل تحقيق الأهداف المسطرة.

أتذكر أنه عشية مواجهتنا للمنتخب المغربي مع منتخب أقل من 19 سنة وخلال الاجتماع التقني باللاعبين سألتهم ماذا بيننا وبين المغرب، أجابني أحدهم حدود برية، صرخت في وجهه وقلت له كل المشاكل التي تحدث في الجزائر بسبب المغرب من حشيش ومهلوسات ومخدرات، النتيجة سحقنا المنتخب المغربي بفارق 12 هدفا، الجزائري يجب أن تشحنه وتلعب على مشاعره.

على ذكر المنتخب المغربي سيكون أول منافس للمنتخب في المونديال يوم 14 جانفي كيف ترى المواجهة؟

والله بصراحة أتأسف عندما أرى مسؤولا على الاتحاد الجزائري يربط تأهل المنتخب الوطني بالتغلب على المغرب، إذا كان الأمر كذلك فالأفضل تنظيم بطولة مغاربية هنا في الجزائر، هذا مونديال يا جماعة، الأمر يتعلق ببطولة عالمية، وحتى وإن تمكنا من التأهل قد نصطدم بالمنتخب الفرنسي والبقية يعرفها الجميع.

تبدو متأثرا بتعيين بورت على رأس المنتخب؟

أكيد لأنني بسبب هذا المدرب انسحبت من المنتخب الوطني، هذا المدرب جاء إلى الجزائر يوم 8 أوت 2019 لمباشرة عمله غير أن العقد الذي يربطه بالاتحاد الجزائري لكرة اليد دوّن بتاريخ 1 جويلية، خلال فترة قدومه كنا بصدد تحضير المنتخب “ب” للمشاركة في الألعاب الإفريقية، أتذكر أن وزير الشباب والرياضة السابق برناوي رؤوف قام بتنحيتنا من المنتخب، هددته بالإضراب عن الطعام ليعدل عن قراره ويتركنا نشارك في المسابقة القارية، لعبان وقتها كان في عطلة في فرنسا كان يسير المنتخب عبر الهاتف، قام وقتها بترقية لاعبين إلى المنتخب الأول بطلب من بورت، عارضت ذلك، وقلت له إن هذا يعد انتحارا ومستحيل أن يحدث ذلك، كما قلنا له كيف لك أن تنسى كل ما قدمناه للكرة الصغيرة وتسمع لكلام مدرب فرنسي؟.

لكن لعبان يعتبر بلوغ الدور الثاني من المونديال إنجازا إذا ما قورن بالمرتبة التي احتلها المنتخب في مونديال قطر قبل 6 سنوات؟

بالنسبة له يعد هذا هدفا لكن الذين يفقهون في كرة اليد سيكون العكس، لأن لعبان يريد تضليل الرأي العام وهذا مستحيل.

كل هذه الأمور والنقاط السلبية ستولد الضغط على اللاعبين عشية المونديال؟

أبدا أنا على دراية تامة بما يحدث داخل المنتخب في هذه الأيام، منتخب وطني سيشارك في بطولة عالمية يتدرب في القاعة البيضاوية أترى هذا معقولا؟ وحتى أثبت لك أن هناك تلاعبات داخل المنتخب كان من المفروض الاعتماد على خبرة حارس نادي الدحيل سلاحجي في المونديال المقبل، وحتى أضعك في الصورة لعبان لم يكن موجودا في عهدة الرئيس السابق سعيد بوعمرة عقب تنحيته من قبل الوزير الأسبق محمد تهمي لما كان في منصب أمين عام فتوجنا بالبطولة الإفريقية، أضيف شيئا آخر، عبد الكريم بشكور الذي كان أكبر المعارضين لحبيب لعبان صار يعمل كمدير فني، ولأول مرة مدير فني لم يلعب للمنتخب الوطني، وهو من المفروض من يبرمج المباريات الودية للمنتخب خلال التربصات، بشكور لا يفقه شيئا في عالم الكرة الصغيرة.

بعد بورت صرت تصوّب السهام نحو لعبان لماذا يا ترى؟

تواجده على رأس الاتحاد الجزائري لكرة اليد غير شرعي أساسا، لأنه غير متواجد في المكتب التنفيذي في الاتحاد الإفريقي ويتواجد في مجلس الإدارة فقط، ضف إلى ذلك أنه مباشرة عقب فوزه برئاسة الاتحاد تعهد بتطوير البطولة والمنتخب واعتماد بطولة محترفة بـ 6 نواد، الآن أصبحت البطولة تضم 25 ناديا، أتظن أن هذا الشخص يفكر في مصلحة كرة اليد، والأدهى والأمر أنه شرع في التحضير لعهدة جديدة من خلال إلغاء السقوط وأمور أخرى، ومن هذا المنبر أناشد الدولة “الجزائرية الجديدة”، وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون إعادة الاعتبار لإطارات كرة اليد على غرار عبد العزيز درواز، نحن بأمس الحاجة إلى خبرته، لكن المشكل بالنسبة لدرواز هو أن الوزير السابق برناوي منح لعبان تعليمة إعادة إدماج درواز في الجمعية العامة، لكن مباشرة عقب تنحية برناوي، لعبان ألغى كل شيء، كما أطلب من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون التدخل شخصيا في قضية درواز الذي سيكون الاعتماد عليه مستقبلا أمرا إيجابيا، ونحن أيضا كلاعبين سابقين صرنا مهمّشين ولا ننتمي للجمعية العامة، الأخيرة صارت تضم أشخاصا دخلاء عن كرة اليد الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!