-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحاج نور الدين بن عيسى بدأ الأذان وعمره 16 سنة

تجاوز القرن ويؤذن دون مكبر صوت بمعسكر

قادة مزيلة
  • 1959
  • 0
تجاوز القرن ويؤذن دون مكبر صوت بمعسكر
ح.م
الحاج نور الدين بن عيسى

أتم الحاج نور الدين بن عيسى، القاطن بدوار الطرش ببلدية غروس في ولاية معسكر، شهره الثالث بعد القرن، بعد عمر حافل بأعمال الخير والبر والاحتكاك بأهل القرآن، الرجل ورغم تقدمه في السن فهو لا يزال على قدر عال من الحيوية والنشاط، فحركته الدؤوب وبشاشة وجهه وقصصه عن الأحداث التي حصلت على مدار القرن الماضي، جعلته يبعث الأمل والحياة في نفوس أبناء هذه المنطقة المعزولة، التي يحتاج أهلها للكثير من ضروريات الحياة، نظرا لبعدها عن البلدية وموقعها بين تضاريس وعرة.
يتولى الحاج نور الدين رفع أذان الصلوات الخمس بقريته، منذ كان عمره 16 عاما، وخلف بذلك والده، الذي خلف هو الآخر أباه، اللذين أشرفا على بناء الزاوية التي يعمرها حفيدهما الحاج نور الدين الآن.
الشيخ لم يعتمد في الأذان على مكبر الصوت، بل لا يزال على الطريقة القديمة، حيث يصعد سلالم المئذنة متكئا على عصاه خمس مرات في اليوم، وينادي في الناس أن حي على الصلاة حي على الفلاح في مشهد مؤثر، تكاد تجزم بأنه لا يحدث في هذا الزمن إلا في دوار الطرش.
يقول الحاج نور الدين، وهو الذي لا يزال على قدر عال من الاحتفاظ بالذاكرة، بأنه ورث الأذان عن والده وسنه لم تكتمل بعد 16 سنة، وبقي على هذه الحال بين مؤذن ومصل ومرتل للقرآن ومعلما إياه إلى يومنا هذا، فرغم أنه صال وجال بعدة جهات، إلا أنه استقر به المقام في هذه الزاوية بعد وفاة والده قبل 26 عاما من اليوم، يقول حميد ابن الحاج نور الدين، إنه وجد أباه على هذه الحال داخل الزاوية التي بنيت قبل قرن و77 عاما على يد جده ثم والده، وهو لا يزال على هذا الحال في جميع أوقات الصلاة، ولم تثنه لا الحالة الجوية كسقوط المطر أو الثلج أو ارتفاع درجة الحرارة، إذ لم يقعده سوى المرض أحيانا، حيث يخلفه ابنه لأيام أو لأوقات محددة من اليوم، يضيف ابنه، إنه رغم انعدام مكبر الصوت ورفع الصلاة من أعلى المئذنة إلا أن جميع من في منطقته يسمعون المنادي للصلاة.
يحاول الشيخ نور الدين وأبناؤه بعث النور من جديد داخل هذه الزاوية العامرة، من خلال توجيه الأولياء لجلب أبنائهم لحفظ كتاب الله، وإحداث إقلاعة حقيقية بعدما قل إشعاعها في الجانب المتعلق بتحفيظ القرآن، للإشارة أن موقع الزاوية يبقى معرضا للسيول خلال مواسم تساقط الأمطار، ما يجعل الجدران التي بينت وقتها من التراب والجير معرضة للهدم، كما أن الطريق الرابط بين بلدية غروس ودوار الطرش الذي تقع فيه الزاوية، يبقى مهترئا يعجز أمامه زوار الزاوية وشيخها الحاج نور الدين عن التنقل إليه ولهذا الصرح الديني العامر.
وأشار رئيس بلدية غروس، سيد أحمد غيلاس، أنه سبق له أن قام من قبل بمبادرة فردية بإبعاد التربة عن جدران الزاوية، وأفسح المجال أمام المياه للابتعاد عنها، غير أن ذلك يبقى ناقصا، مشيرا كذلك إلى الوضعية التي هي عليها الطريق، حيث كانت المنطقة مرشحة لتكون مزارا للكثير، لو أن الطريق كان على هيئة أحسن، مشيدا بدور هذا الصرح الديني على مدار الحقبات السابقة منذ بناء الزاوية إلى غاية اليوم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!